مصور فلسطيني مقعد يطلق وكالة الصورة العربية بجهد شخصي

المصور الصحافي أسامة سلوادي

رام الله / سوا / أطلقت وكالة الصورة العربية رسمياً إلى فضاء الإنترنت، وإلى الفضاء العربي والعالمي من الأرض الفلسطينية المحتلة.

وقال صاحب الفكرة المصور الصحافي أسامة سلوادي إن فكرة وكالة التصوير هي فكرة قديمة جديدة بالنسبة له بدأت قبل حوالى عشر سنوات عندما تركت العمل في وكالة رويترز العالمية وقررت أن اقوم بتأسيس وكالة عربية للصور حتى نتمكن من ترويج صورتنا الحقيقية للعالم كما نراها نحن وليس كما تراها وكالات أنباء عالمية لا تعرف عنا شيئا. ويهمها الحدث الإخباري أكثر من أهمية صورة العربي أمام العالم وأهم من الصورة الثقافية والحضارية.

وأضاف لصحيفة القدس العربي من هنا جاءت الفكرة لتغيير الصورة النمطية عن العربي أمام العالم. ولأننا في عصر الصورة بامتياز وتخصصي هو التصوير قررت ان تكون وكالة عربية للصور. 


وأكد السلوادي أن البدايات لم تشهد تجاوب المصورين الفلسطينين حينها أي في سنة 2004 فأسس وكالة فلسطينية اسمها «أبولو» للتصوير كانت رائدة الوكالات في فلسطين وعربيا.

وقال :"ولكن بعد سنتين أصبت برصاصة سببت لي الشلل فتوقف المشروع لأني ذهبت باتجاه توثيق التراث الفلسطيني.الآن عادت الفكرة وأسست فعلا وكالة الصورة العربية". 


ويقول "إن هناك قبولا أكثر للفكرة. بدأت بتكوين فريق من المصورين من كل أقطار الوطن العربي. والوكالة ستعمل بشقين: الصور الصحافية والصور التجارية. وسيكون تركيز أكثر على الثقافة والحضارة العربية، الطبيعة الجمال والتراث والفن والأدب. وسنقدم أيضا خدمات التصوير الدعائي والتجاري للشركات. وسيكون العمل الإخباري جزء مهم من عملنا ولكن سيكون التركيز على القصص الإنسانية أكثر من الملاحقة الإخبارية". 


وكشف السلوادي انضمام عشرين مصوراً للوكالة لغاية الآن من عدة دول عربية، وما زال العمل مستمرا لتأسيس فريق عمل كامل. ونرحب بانضمام أي مصور عربي مهتم. في نهاية المطاف إذا نجحنا سأقوم بتحويلها لجمعية ربحية او شركة يملكها المصورون العاملون فيها، حتى يكون الجميع متساويا في المهمات والمسؤوليات والفائدة. 


يعيش السلوادي في رام الله في الضفة الغربية ويبلغ من العمر 42 سنة. بدأ كمصور هاوٍ وهو في عمر السابعة عشرة، بتصوير الطبيعة كونه فلاحا. ويقول»جمال الطبيعة هو اللي جذبني للتصوير. جذبني تصوير الأخبار وانا بعمر 19 سنة. بدأت أعمل مصورا حرا للصحافة المحلية. بعدها انتقلت للعمل في وكالة الصحافة الفرنسية. وبعدها أصبحت مدير التصوير في جريدة الأيام الفلسطينية عند تأسيسها. وبعدها بسنوات قليلة بدأت العمل مع وكالة رويترز العالمية. وفي نهاية الانتفاضة الثانية تركت رويترز وانتقلت لوكالة «جاما» الفرنسية المختصة في المجلات". 


لكن مسار حياة السلوادي اختلف تماماً في عام 2006 عندما أصيب برصاصة خلال مسيرة لمسلحين فلسطينيين في رام الله ودخل غيبوبة طويلة وفترة تأهيل أطول.

ويتذكر كانوا يطلقون النار في الهواء. أصابوني برصاصة طائشة سببت لي شللا نصفيا وكادت تقضي علي. بعد هذه السنوات الطويلة في تغطية الاخبار والحروب إذا جاز التعبير أُصاب برصاصة طائشة من مسيرة فلسطينية وأنا في شرفة مكتبي. والأقسى أن من فعلها لم يحاسب حتى الآن. 


لكن السلوادي عاد بعد الإصابة للحياة أكثر تصميماً وأسس مجلة «وميض» وهي مجلة متخصصة بالتصوير. ويمكن القول إنه هو من بدأ فكرة كتب التصوير قبل الإصابة. وعن ذلك يقول :"انا لغاية الآن اصدرت تسعة كتب. اول كتاب كان سنة ،1997 المرأة الفلسطينية عطاء وإبداع. وها نحن فلسطين. وكيف الحال. والقدس. والحصار. وملكات الحرير. وبوح الحجارة. والختيار. ومحمود درويش. وسيرة مصورة وهو قيد الطباعة وهناك كتب أخرى قريبا. 


ويعتبر السلوادي وعلى مدى ربع قرن من التاريخ أنه قدم العديد من الأمور الريادية في التصوير الفوتوغرافي في فلسطين قد تشكل حلقة فارقة في تاريخ التصوير في فلسطين بعد ما حصل من انقطاع بعد النكبة . ففلسطين من اوائل الدول العربية التي نشأ فيها التصوير. والسلوادي أول من أقام معرض صور فوتوغرافية في آخر ثلاثين سنة في فلسطين، وأول من أصدر كتبا فوتوغرافية، وأول من أصدر مجلة فوتوغرافية وأول وكالة صور فلسطينية، والآن أول وكالة صور عربية. 


وهو يعتبر أن موضوع التوثيق مهم جدا وخصوصا توثيق التراث.

وقال :"انا قبل كل شيء عاشق للتراث ومهتم بالتاريخ والتراث بسبب نشأتي كفلاح ولاحظت اهتمام إسرائيل في سرقة المروث الحضاري بعد سرقة الأرض فقررت انه أقوم بتوثيق التراث بالصورة لأن الصور هي عمل فني وأداة توثيق وسلاح العصر. لذلك ستكون الرسالة أسهل في الوصول للناس". 


وتحت عنوان "تراثنا هويتنا" أطلق سلوادي مشروعه لتوثيق التراث الفلسطيني بالصورة تحت عنوان مشروع التوثيق البصري للتراث الفلسطيني الذي يعمل عليه منذ سنوات ويتكون من عشرة اجزاء وهي كالتالي: الأزياء الفلسطينية التقليدية. ملكات الحرير. التراث المعماري «بوح الحجارة». الزهور البرية «ارض الورد». الحلي والمجوهرات الفلسطينية. المأكولات الفلسطينية. المواسم الفلسطينية مواسم». الحرف اليدوية. طيور فلسطين. الطبيعة والبيئة الفلسطينية «مشاهد». الألعاب الشعبية في فلسطين. 


لكن السلوادي يأسف بشدة لعدم وجود إدراك لقيمة وأهمية التوثيق عموما وأهمية توثيق التراث خصوصا. ويضيف «تراثنا معرض لخطر كبير. اما الدعم فهو قليل جدا وكتب التصوير مكلفة جدا وأدوات التصوير مكلفة أكثر. كل كتاب يكلف أكثر من 12 ألف دولار طباعة. والمعدات تكلف مبالغ مشابهة. وانا اعمل على كل كتاب سنتين على الأقل. لذلك انا أعاني حقا بسبب هذا الموضوع وبات الموضوع يشكل عبئاً ماديا كبيراً. ولكن لا مناص من الاستمرار فهذه مسؤولية وطنية». 


وكل ما يطمح إليه السلوادي هو الوصول مهنيا إلى «راحة الضمير» من ناحية نشر ثقافة الصورة وايصال صورة الحضارة العربية والفلسطينية وصوت وصورة فلسطين لكل العالم. واختتم «أطمح من التوثيق لترك بصمة كرصيد للجيل القادم حتى يعرف هويتة وتراثه. وأخشى بعد عشر سنوات من تلاشي التراث وسرقته وتهويده ونصبح مثل الهنود الحمر».

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد