إيكونوميست:نتنياهو يلعب بالنار

بنيامين نتنياهو

القدس / سوا / يسعى بنيامين نتنياهو ـ منذ فوزه في انتخابات الرابع من مارس 2015 ـ إلى توسيع نطاق ائتلافه الحاكم، الذي لا يتجاوز عدد أعضائه ٦١ عضوا، مشكلا أضعف أغلبية شهدها البرلمان المؤلف من 120 مقعدا. وأمضى معظم العام الماضي، في مباحثات مع اسحق هرتسوج زعيم "المعسكر الصهيوني الذي يمثل يسار الوسط.

ولكن في الاسبوع الماضي، حيث وصلت المفاوضات الى طريق مسدود، أدهش نتنياهو الجميع عبر إبرام صفقة مع أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب اسرائيل القومي اليميني، بحسب مجلة "إيكونوميست" البريطانية.

ويوضح تجديد التحالف مع ليبرمان ـ وزير الخارجية السابق، الذي اختلف مرارا وتكرارا مع نتنياهو ووصفه مؤخرا بأنه "كاذب ومحتال" واتهمه بأنه غير قادر على اتخاذ القرارات ـ مدى استعداد رئيس الوزراء لتقديم التنازلات من أجل الحفاظ على حكمه.

وفي مقابل ضم خمسة من أعضاء الكنيست المنتمين لحزب ليبرمان إلى الائتلاف، تقرر تعيين وزيرا للدفاع، وهو أهم منصب في إسرائيل تقليديا بعد رئيس مجلس الوزراء . كما سيحصل أيضا على 1.4 مليار شكيل)٣٦٠ مليون دولار) لرفع معاشات المتقاعدين ذوي الدخل المنخفض، لا سيما المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق، دائرة ليبرمان ـ المولود في مولدوفا.

كما حصل شركاء الائتلاف على امتياز آخر تم إقراره هذا الشهر، يتمثل في قرار مواصلة تمويل الدولة للمدارس الدينية المتطرفة التي لا تتولى تدريس العلوم الدنيوية الأساسية، بما في ذلك الرياضيات واللغة الإنجليزية.

وجاء هذا التحرك، بطلب من حزبي الحرديم: "شاس" و"يهدوت هتوراة" اللذين يمثلهما معا ١٣ من أعضاء تحالف نتنياهو. . ويمكن لهذا الامتياز، بحلول نهاية هذا العقد، أن يحرم ما لا يقل عن 20٪ من تلاميذ المدارس الإسرائيلية من المهارات الأساسية.

وعجلت الصفقة مع حزب اسرائيل بيتنا، باستقالة وزير الأمن موشيه يعلون، ليس فقط من الوزارة، ولكن أيضا من الكنيست، مشيرا الى "خلافات صعبة في أمور أخلاقية ومهنية" مع نتنياهو، وهاجم "العناصر المتشددة والخطرة التي استولت على إسرائيل وحزب الليكود ".

وكان يعلون، وهو جنرال سابق، قد اشتبك مؤخرا مع رئيس الوزراء بشأن انتقادات العسكريين المتزايدة للمناخ المعادي للعرب في أجزاء من المجتمع الإسرائيلي.

وقد انضم يعلون الآن إلى مجموعة متزايدة من الوزراء السابقين الساخطين ، أقسموا على الإطاحة بنتنياهو. وربما يمثل هذا التجمع من المتمردين، الذي كان يضم حتى وقت قريب ليبرمان نفسه، تهديدا لحكم نتنياهو أكبر مما تمثله المعارضة الرسمية.

ويواجه هارتسوج، الذي يرجع فشله في إبرام صفقة إلى خشيته عدم موافقة أعضاء حزبه، دعوات تطالب بانتخابات مبكرة لقيادة الحزب.

غير أن ليبرمان ليس بالشخص الذي يمكن التعويل عليه. فقد هد مصر سابقا قائلا انه (قد يقصف سد أسوان على نهر النيل)، ودعا إلى قطع رأس "الخونة" من المواطنين العرب في إسرائيل. وقال إنه إذا عين وزيرا للدفاع، سوف يأمر بقتل زعيم حماس ، إسماعيل هنية ، خلال 48 ساعة اذا لم يلب مطالب إسرائيل بعودة جثتي جنديين إسرائيليين قتلا في غزة عام 2014. ولا شك أن نتنياهو لن يحصل على الاستقرار الذي طمح إليه.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد