وزير العمل يعلن انطلاق عمل مجلس التشغيل والتدريب المهني بغزة

مأمون ابو شهلا

غزة / سوا / أعلن وزير العمل ورئيس مجلس ادارة الصندوق الفلسطيني للتشغيل مأمون ابو شهلا عن اطلاق جهود مجلس التشغيل والتدريب المهني المحلي في قطاع غزة بقيادة الصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية وبمشاركة العشرات من المؤسسات العاملة في مجال التنمية والتشغيل والتدريب والتعليم المهني والتقني والمؤسسات الأكاديمية.

وأكد ابو شهلا في كلمة له خلال ورشة عمل في مدينة غزة أمس، ان مجلس التشغيل والتدريب المهني المحلي يهدف الى دعم تقدم سوق العمل بنظام التدريب والتعليم المهني والتقني المحلي بشكل مستديم من اجل تقديم رؤية مشتركة حول المساعدات المطلوبة للوصول الى تفاهم اقتصادي اجتماعي مشترك حول الملفات الجوهرية المتعلقة بالبطالة والتشغيل.

وأضاف أبو شهلا انه ومن ابرز مهام المجلس هي المبادرة في دعم ومراقبة إدارات سوق العمل لتحسين خدمات التشغيل المحلية وتجنب التداخلات غير المرغوب بها من قبل المؤسسات ذات العلاقة وتقليل نسب الفقر والبطالة.

وقال أبو شهلا ان أكثر من 320 الف اسرة فلسطينية تعيش تحت خط الفقر فيما أشار الى ارتفاع كبير في نسبة البطالة في صفوف الفتيات الفلسطينيات وصلت الى اكثر من 70%.

وأشار أبو شهلا الى ان قطاع غزة يعيش اوضاعاً اقتصادية سيئة للغاية على جميع الصعد بسبب الحصار والحروب المتتالية والتي أوصلت نسبة البطالة في صفوف العاملين فيه إلى ما يقارب إلى 50 في المئة، إضافة إلى ارتفاع نسبة الفقر.

ولفت إلى أن وزارة العمل ترسم التحسن في سوق العمل في القطاع بعد الحروب الأخيرة مبيناً ان الأرقام لا تزال مزعجة جداً مشيراً إلى أن الوضع في الضفة الغربية أفضل حالات من غزة بنسبة بسيطة.

وحمل وزير العمل الجانب الإسرائيلي المسؤولية بتعمده خنق الأراضي الفلسطينية وخصوصاً المناطق الصناعية في قطاع غزة والخليل تحديداً.

وكمبادرة لتشجيع الجهود المبذولة لإطلاق جهود المجلس، أعلن أبو شهلا بصفته رئيسا للمجلس إدارة الصندوق في كلمته عن تمويل 10 مبادرات ريادية ابداعية شبابية بقيمة 5 آلاف دولار لكل منها أي بقيمة كلية تصل إلى 50 ألف دولار لتغطية كافة المشاريع عن طريق منحهم قروض حسنة ستكون نسبة الفائدة منخفضة بما لا تزيد عن 5% سيتم تمويلها من قبل الصندوق الفلسطيني للتشغيل ومن خلال بعض مؤسسات الاقراض العاملة في القطاع، وسيتم اجراء المسابقات لها عبر مجلس التشغيل والتدريب المهني المحلي في قطاع غزة، كمبادرة من قبل الصندوق لدعم جهوده، مشيراً إلى أن صاحب المشروع سيتمتع بفترة سماح لغاية عامين منذ استلامه القرض، كما اعلن عن نية الصندوق تقديم خمسين منحة بقيمة 15 الف دولار للواحدة عبارة عن قرض ميسر سيستفيد صاحبه من فترة سماح لاكثر من سنتين وبنسبة فائدة متدنية.

صندوق التشغيل يحصل على قروض طويلة الاجل

 

واستعرض أبو شهلا جزء من عمل الصندوق الفلسطيني للتشغيل وآخر ما حصل عليه من تمويل من خلال الحكومة الإيطالية والتي تم التفاهم معهم بشأن تقديم قرضاً طويل الأجل للصندوق بقيمة عشرين مليون يورو، مشيراً إلى انه سيتم استخدام المبلغ في منح قروض لمشاريع تنموية مجدية.

ولفت إلى سعي الصندوق بعمل جاد من أجل لحصول على مبلغ 100 مليون دولار من مانحين آخرين خلال العامين القادمين لنفس الغرض ذاته.

وانتقد أبو شهلا طرق بعض المؤسسات الأخرى في إدارة الأموال والمنح المالية من الخارج لاستخدامها المفرط في برامج ومشاريع المنح والتشغيل غير المجدية. كما انتقد وزير العمل العدد الكبير للجمعيات العاملة في فلسطين والتي يبلغ عددها أكثر من 2800 مؤسسة اكثر من 1200 منها لا يعمل وكثير من العدد المتبقي يعمل كمصدر للحصول على التمويل دون ان يستفيد منه احد.

وأوضح أبو شهلا ان الحكومة تريد ان تستفيد من التجربة الأردنية في هذا الصدد والعمل على توحيد مصدر تلقي المساعدات والمشاريع الخارجية من خلال وزارة التخطيط لضمان الاستفادة القصوى من هذه الأموال التي تبلغ سنوياً اكثر من نصف مليار دولار تضخ الى المؤسسات المحلية والأجنبية العاملة في فلسطين وللآسف دون ترك أثر بمقدار ما يصرف.

وشدد أبو شهلا على استعداد الحكومة والصندوق الفلسطيني للتشغيل للعمل مع كافة المؤسسات التي تعمل في مجال التشغيل من اجل ضمان ضخ الأموال في طريقها الصحيح لخلق فرص عمل وبالتالي محاربة البطالة والفقر.

وتحدث أبو شهلا عن نجاح الصندوق الفلسطيني للتشغيل في دعم المبادرات والتعاونيات في الضفة الغربية والتي اثبتت نجاحات هائلة.

وقال ان هدف الصندوق هو توفير المال للاقراض ومن ثم توفير بنك مشاريع مدروسة مسبقاً وبشكل منهجي من خلال خبراء مختصين  لضمان نجاح المستفيد.

وأضاف أبو شهلا ان الصندوق والحكومة على اتصال مع العديد من دول العالم وابرزها قطر وتركيا وماليزيا واندونيسيا وجنوب افريقيا وسلطنة بروناي واليابان وكوريا للحصول على التمويل.

وشدد أبو شهلا على أهمية التوجه للتعليم والتدريب التقني في فلسطين والذي يتدنى فيها بشكل كبير المقدمين على هذا القطاع من التعليم ، مشيراً الى النسبة لا تتجاوز 3 في المئة من نسبة المقبلين على هذا القطاع.

وقال إن وزارة العمل اتفقت ووزارة التربية والتعليم على تغيير عميق في التعليم في فلسطين  وإدخال التعليم التقني في التعليم المدرسي كما هو الحال في الدول المتقدمة.

وأضاف ان وزارة العمل تبذل جهود كبيرة من اجل تطوير مراكز التدريب المهني من خلال ادخال احدث الأدوات والأجهزة من اجل جذب الاف الشباب.

دور اتحاد الصناعات والغرف التجارية

 

وتحدث خلال ورشة العمل ممثلون عن اتحاد الصناعات والغرفة التجارية بالإضافة الى كلمة للدكتور زياد كرابليه المدير التنفيذي للصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية، وكلمة لمنسق عمل المجلس في قطاع غزة المهندس محمد ابو زعيتر وحازم المشهراوي مدير مكتب الوكالة الالمانية للتنميةgiz في قطاع غزة وهي الراعية لتشغيل وتشكيل المجلس.

وحضر الورشة ممثلون عن اكثر من ثلاثين مؤسسة اقتصادية وتنموية وريادية تشكل مجلس التشغيل والتدريب المهني المحلي.

من جانبه اكد زياد كرابليه المدير التنفيذي للصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية على أهمية انطلاق مجلس التشغيل في قطاع غزة.

واستعرض كرابليه في كلمة له من رام الله عبر تقنية "سكايب" تجارب عمل الصندوق في الضفة الغربية وخصوصاً في دعم المبادرات والتعاونيات والتي حققت نجاحات كبيرة، منوهاً الى ضرورة نقل هذه التجارب الى قطاع غزة.

وشدد كرابليه على أهمية توسيع المؤسسات المنخرطة في صفوف مجلس التشغيل لضمان اكبر قدر ممكن من النجاح، مقترحاً ضم العديد من المؤسسات الاكاديمية والاقتصادية ونقابات العمال ومؤسسات التي تعنى بالمرأة.

من جانبه اكد المهندس حازم المشهرواي مدير الوكالة الألمانية للتنمية giz التي رعت ومولت تشكيل المجلس ان الهدف من تشكيل المجلس هو محاربة البطالة وتحسين الحياة المعيشية للشباب في قطاع غزة، مبيناً ان الوكالة الألمانية تحاول ربط مؤسسات التشغيل في مؤسسات التدريب المهني لخلق حالة من التناغم بين هذه المؤسسات.

وقال المشهراوي في كلمة له ان الوكالة الألمانية ستوفر كل الدعم الفني للمجلس من ناحية التدريب والكفاءة والتشبيك مع المؤسسات الأخرى، مؤكداً انه سيكون دوراً بارزاً للمجلس في التشغيل سيما مع قرب انطلاق برنامج الاتحاد الأوروبي لدعم التعليم والتدريب المهني في فلسطين والذي سيتم تنفيذه بالشراكة مع الوكالة الألمانية للتنمية.

بدوره قال سلامة أبو زعيتر عضو الأمانة العامة لاتحاد نقابات عمال فلسطين ان الاتحاد يدعم فكرة مركزة وتوحيد كافة الجهود التشغيلية وسياسات التدريب المهني لخلق حالة من العدالة ووضع خطة تنموية شاملة.

وعبر أبو زعيتر في كلمة له عن ثقته بقدرة المجلس على مواجهة أزمة البطالة وخلق فرص عمل للخريجين والعمال وخاصة الشباب الذي يشعرون بحالة من الضياع بسبب زيادة معاناتهم وعدم وجود آفاق في المستقبل لحل مشاكلهم من خلال تقديم المشاريع الصغيرة والتعاونيات وتدعيم القطاع الخاص.

من جانبه قال محمد أبو زعيتر منسق مجلس التشغيل في قطاع غزة ان المجلس سيحرص على دعم الشركاء للقيام بواجبهم ومسؤولياتهم تجاه التطوير والتقدم المجتمعي، مؤكداً ان المجلس سيشكل قاعدة لكل المؤسسات المعنية والمهتمة لمناقشة قضايا تطوير سياسات سوق العمل من منظور محلي.

تحسين حالة سوق العمل المحلية

وبين أبو زعيتر ان المجلس سيقوم بعدد من النشاطات المشتقة من المهام التي حددت له من اجل لعب دور حيوي وفعال في تحسين حالة سوق العمل المحلية مع التركيز على فئة الشباب من اجل تحسين حالة السوق العمل المحلية مع التركيز على فئة الشباب من اجل تحسين فرص تشغيلهم او منحهم فرص تشغيل ذاتي والحد من مستوى البطالة والفقر على حد سواء.

ولفت انه ومن ابرز المهام التي سيقوم بها المجلس خلال المرحلة القادمة بناء قدرات كوادر المؤسسات ذات العلاقة بالتشغيل لتسهيل دورها في خلق مكان واحد يوفر خدمات متكاملة لسوق العمل وذلك لتعزيز وتنفيذ ومراقبة أدوات جديدة لدراسة سوق العمل ودعم المؤسسات المحلية الشريكة الأخرى لتحسين سوق العمل بالإضافة الى تعزيز نظام تدريب مهني حديث ليضمن التوائم بينته وبين متطلبات سوق العمل من اجل إعطاء الشباب او الايدي العاملة غير المؤهلة لاكتساب مهنة.

من جانبه قال وليد الحصري رئيس غرفة تجارة غزة في كلمة له ان تشكيل مجلس التشغيل يعتبر خطوة هامة في سبيل توحيد الجهود معبراً عن امل في ان ينجح في لعب دوراً حيوياً في تحسين وضع سوق العمل وتعزيز التشغيل والتوظيف الذاتي والحد من البطالة والفقر قدر المستطاع.

وشدد الحصري على ضرورة قيام المجلس وبالتعاون مع كافة المؤسسات المحلية والدولية على تغيير الثقافة والنظرة الخاصة بالتعليم والتدريب المهني والتقني لدى المجتمع وتطوير المناهج الخاصة بالتعليم بما يتناسب مع التطور التكنولوجي وتطوير البنية التحتية للتعليم والتدريب المهني.

من جانبه ابدى سامي النفار من الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية استعداد الاتحاد لتسخير كافة طاقاته وقدراته من اجل دعم المجلس لحل مشكلة البطالة في قطاع غزة والارتقاء بالاقتصاد الوطني الفلسطيني.

قال ان الاتحاد عمل جاهداً على تشغيل واستيعاب العمال والخريجين من المواطنين والتخفيف من مشكلة البطالة، مؤكداً ان ان تشكيل المجلس سيشكل خطوة نحو حل مشكلة البطالة وبالتالي النهوض بالاقتصاد الفلسطيني.

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد