حرب غزة: كذب السياسة في إسرائيل
منذ اندلاع حرب الابادة طهرت مواقف السياسيين الاسرائيليين الحقيقية بالسير وفق سياسة القطيع التي فرضتها الحرب واحداث السابع من اكتوبر ، من خلال اجماع اسرائيلي للاستمرار في الحرب حتى النصر.
ومع الوقت ظهرت المواقف الانتهازية التي تميز الساسة وقادة الاحزاب الاسرائيلية التي تسبر خلف توجهات السياسيين اللذين يمثلون أنفسهم ومصالحهم. وتحت غطاء النار والدخان والانتصار في الحرب، ويقودون إسرائيل إلى طريق مسدود في الحرب علئ غزة كما يقول بعض المعلقين الاسرائيليين.
في إسرائيل يتم وصف رئيس الدولة اسحاك هرتسوغ ورئيس المعسكر الوطني ويائير لبيد رئيس حزب يوجد مستقبل، الذين طالبوا الإدارة الأمريكية عدم الحديث عن (حل الدولتين) لأن الجمهور الإسرائيلي لا يؤيد ذلك. ولا أحد من هؤلاء رجال دولة، إنهم تقليد أعمى لنتنياهو. يمكن أن نفهم من يفضل الأصل.
ويتجلى ذلك في موقف زعيم المعارضة يائير لبيد المتطرف والمتردد والمتناقض من عودة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، كما تخطط الادارة الامريكية، وفي تماهي مع موقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يزفض عودة السلطة لغزة، قال لبيد في شهر أكتوبر، ان الخطوة الصحيحة هي عودة السلطة إلى غزة، وفي شهر نوفمبر قال على السلطة الفلسطينية السيطرة على غزة، وفي ديسمبر قال لا يوجد شخص في العالم يعتقد أنه يجب تسليم غزة لأبو مازن. والان يقول انه مع عودة سلطة محدثة.
وكانت تصريحات غانتس واضحة، عندما طالبت الادارة الامريكية بوقف ارهاب المستوطنين في الصفة الغربية، حيث قال لم نسمح بالمساس بالاستيطان والمستوطنين في الضفة، وهؤلاء هم لحم لحمنا. وموقفه من حل الدولتين ومواقفه اليمينبة ويتم تصنيفه علي أن توجهاته السياسية يمينية، يمين الوسط، ومن السلطة الفلسطينية وعدم عودتها لغزة وضرورة تجديدها، وحتئ الان لم يميز نفسه عن حكومة نتنياهو، ويبدو أنه جزء من الحكومة التي كان رأس الحربة ضدها قي قضية الاصلاح القضائي واصعاف القضاء.
وضعت المعارضة والائتلاف الحاكم خططهم وسياستهم وفق الوقائع والتغيرات في الساحة الاسرائيلية، والمزاج العام، وتصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وان اسرائيل تحارب علئ وجودها ومستقبلها وانها ستنتصر، وأسس نتنياهو خطاب تعبوي تبنته المعارضة والجمهور الاسرائيلي، وشكل حالة اجماع عام حول خطاب الحرب والابادة والقتل والانتصار من احل الوجود والمستقبل.
هذه الحالة وخطاب الحرب هي تعبير عن الهروب وفشل السياسية في إسرائيل وانتهازية قادة الاحزاب الاسرائيلية الذين يبحثون عن مصالحهم والسيطرة على السلطة، وهذا ينطبق على قادة الائتلاف الحاكم والمعارضة.
مجرد بدأ الحرب والدعوة للوحدة وشن الحرب تم تشكيل ما يسمى كابينيت الحرب بمشاركة المعارضة ممثلة في بيني غانتس زعيم المعسكر الوطني وعادي ازنكوت وجدعون ساعر من حزب (امل إسرائيل) الاكثر تطرفا من نتنياهو وانسحب من حزب الليكود بعد فشله في منافسة نتنياهو على رئاسة الحزب، وتتهمه وسائل الاعلام انه منذ اندلاع الحرب ومشاركته في حكومة الحرب، حدث تقارب مفاجئ بين المعتدي والضحية، بل إن الاثنين التقيا في عدد من المحادثات الوثيقة وبدا وكأنه يعمل مستشاراً لنتنياهو. ويجري حديث عن اعادنه لحزب الليكود
ولم يعد المتابع للحالة الاسرائيلية التمييز بين الحكومة والمعارضة، وبرغم الحديث عن عدم التعاطي بالسياسة وجميعهم يتعاطوا السياسة في وقت الحرب، وبعض الملاحظات والانتقادات لنتنياهو، لكن لا يوجد فروق سياسية والتوجه اكثر نحو اليمين.
اثبت الحرب أنه لا توجد معارضة في إسرائيل. ليس في الكنيست فحسب بل في الحقل السياسي العام.
غانتس يتولى منصب وزير في كبينيت الحرب ويمسك الكرسي لنتنياهو.، ويائير لابيد الذي رفض الدخول لكنه يريد أن يكون ومتردد. ليبرمان أيضاً.
ويحدث هذا عندما تطالب الأغلبية الساحقة من الاسرائيليين بإجراء انتخابات ومحاسبة المسؤولين عن فشل السابع من اكتوبر/ تشرين الأول وفي مقدمتهم نتنياهو الذي القى اسباب الفشل للجيش والأجهزة الامنية.
واتهامه بالتضحية بالمخطوفين، من أجل الغرق المستمر في وحل غزة، ومن أجل العزلة السياسية، والأزمة الاقتصادية، والاستمرار نهب الموارد العامة من قبل الحريديم على والفاسدين.
يقول بعض الاسرائيليين من المعارضة ان الحرب ستتوقف وستتغير مراحل الحرب. لقد حان الوقت لتغيير مرحلة قيادة الدولة، والذهاب إلى الانتخابات.
ويتساءل كثير من الاسرائيليين الى اي وقت سينسحب بني غانتس من الحكومة، ام انه يراكم اصوات ناخبيه، ويجب على غايتس وايزنكوت الانسحاب من حكومة الحرب خاصة ان الخلافات واضحة مع نتنياهو الذي وضع اهداف وتقديرات كبيرة للحرب من أجل مصلحته السياسية والبقاء وما يفعله يمدد الحرب هو لاستعادة شعبيته ورفع اصوات الناخبين له.
تعيش إسرائيل الكذبة والفشل العام، ويدرك الاسرائيليون فشل المستوى الامني والعسكري والسياسي الذي يرأسه شخص فاسد، ومن يدير حرب الابادة ضد الفلسطينيين هولاء الفاشلين. يعيش الاسرائيليون الصدمة والكذبة وان هذه المستويات ستنتصر لهم وتجلب لهم الامن. وهي تدير الحرب من أجل الانتقام والثأر، والتهجير القسري والتطهير العرقي، واظهار الوحدة والتأييد للجيش. دولة يديرها مجموعة من الفاشلين ستكون النتيجة الفشل.
في إسرائيل استطلاعات الراي تمنحه ارقام متدنية ويوجه الاسرائيليين النقد لنتنياهو وحكومته ويدركون الاعيبه وكذبه وهو المتهم بالفساد. غريب كيف يمكن الاعتماد عليه وانتقاد حكومة نتنياهو وأفعالها؟ ونتنياهو مستمر في الحكم وادارة حرب الابادة ضد الفلسطينيين، وعدم الاعتراف بالضبط بنفس السلوك والأنماط الذي يدير فيها الحرب؟ وكيف يمنحون الثقة الكاملة في الجيش والاجهزة الامنية التي فشلت في السابع من اكتوبر؟ يتضح يوميا من الداعمين والعسكريين المتقاعدين ان جميعهم يدير حرب الابادة للتخلص من الصدمة التي انغرست في الوعي الاسرائيلي العام وستستمر معهم لسنوات طويلة لذا هم مستمرون في الانتقام لكرامتهم . ومع انتهاء الحرب سنرى مصير هذه الوحدة الهشة وغير الحقيقية، والمعارك التي ستندلع وسحب السكاكين وتصفية الحسابات، والخلافات في مجلس الحرب بين نتنياهو وغانتس من جهة، وجالانت من جهة اخرى وخلافه مع رئيس الموساد في موضوع المختطفين.