لقد غادر السيد روبرت سيري بصفته منسقا لعملية السلام في الشرق الاوسط فضلا عن انه ادار ملف ما سمي “بخطة سيري لاعادة الاعمار ب غزة ” ، بعد ان انتهت فترة تكليفه بالعمل من قبل الامم المتحدة ، وترك لنا ولخليفته السيد “ نيكولاي ملادينوف ” وهو الهولندي الذي رشحه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ليكون منسقا لعملية السلام في الشرق الاوسط ومتابعا لملف اعادة الاعمار بغزة، ملفات غاية في الخطورة تتعلق ببقاء الاف الاسر مشردة دون منازل وغزة مدمرة دون خدمات وطرق وصرف صحي وكهرباء ومياه صالحة للشرب.

لقد تعرض السيد “ملادينوف” لحملة معارضة فلسطينية ووطنية كبيرة كونه صاحب مواقف معلنة من القضية الفلسطينية واسرائيل وداعما للمواقف والسياسات الامريكية في الشرق الاوسط ، الا ان المعترضين اغفلوا ان الامم المتحدة كمنظمة دولية هي من تحدد السياسات وليس الاشخاص القائمين على رأس اعمالهم وينفذون رؤية الامم المتحدة وسياساتها والتي تحددها امريكا واسرائيل من خلال حلفائهما اتجاه مختلف القضايا في الشرق الاوسط وتحديدا في فلسطين ، وبدأوا في حملة قد تكون اشبه بالحكمة التاريخية القائلة “سابوا الحمار ومسكوا في البردعة”.

ان القضية الفلسطينية اخر ما يمكن ان تحتاج الى معرفته هو تاريخ ومواقف هؤلاء، واكثر ما تحتاجه هو الضغط من اجل تغير السياسات والتوجهات الدولية وليس اختيار الاشخاص ووضع مواصفات لهم وتحديد توجهاتهم، وعلينا ان نركز على سلوك هؤلاء الاشخاص وسياساتهم التي تمثل الامم المتحدة وان لا نركز على تصرفاتهم او مواقفهم التاريخية.

ان الامم المتحدة هي الجهة الاكثر تحملا للمسئولية عن معاناة الشعب الفلسطيني والذي عانى نتيجة الاحتلال والعدوان والحصار من قبل اسرائيل، والتي نجحت وبكل اسف في تحويل الامم المتحدة الى اداة امنية خطيرة تشرعن لها وتمارس من خلالها ابشع انواع الحصار والقتل والتشريد وتعطيل الاعمار وابتزاز المواطن الفلسطيني في الاراضي المحتلة.

وعليه فاننا مطالبون بالضغط على الامم المتحدة وممثلها الخاص الجديد السيد “ميلادينوف” ، بان يعيدوا النظر في ما سمي سابقا بخطة سيري ، وتعديل المسار السياسي والقانوني لسلوك الامم المتحدة اتجاه القضية الفلسطينية واتجاه قطاع غزة واعادة اعماره تحديدا، وندعوا السيد ميلادنوف الى ان يدرس التاريخ الخاص بسلفه السيد سيري، وان يعالج الاخطاء ويدعم باتجاه الاسراع في اعادة الاعمار واعادة الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للشعب الفلسطيني.

سيد ميلادينوف، الايام والسلوك والاداء وخطتكم التي لابد وان تحددوها للمضي قدماً من اجل اعادة اعمار غزة ، هي فقط مقياس الحكم على مهمتكم ومدى نجاحها، والتاريخ لا يخلد الا الاقوياء واصحاب المواقف الانسانية والسياسة التي تدعم الحق وتعزز لبناءه في العالم

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد