ملتقى اعلاميات الجنوب يعرض فيلمي ريموت كنترول رهف
عرض ملتقى اعلاميات الجنوب فيلم "ريموت كنترول للمخرجة دارا خضر، وفيلم رهف للمخرجين فادية صلاح الدين ومحمد سامي علوان وهما احدى الأفلام التي يعرضها الملتقى ضمن أنشطة مشروع " يلا نشوف فيلم!" مشروع شراكة ثقافية _ مجتمعية تديره مؤسسة شاشات سينما المرأة، بالشراكة مع " جمعية الخريجات الجامعيات ب غزة ، وجمعية عباد الشمس لحقوق الإنسان والبيئة"، بدعم رئيس من الاتحاد الأوربي ضمن مشروع "تعزيز المواطنة والحوكمة في فلسطين" وبتمويل مساند من مؤسسة (CFD)السويسرية وممثلية جمهورية بولندا في فلسطين.
تناولت المخرجة دارا خضر في فيلم "ريموت كنترول" قصة فتاة تعاني من الخضوع للحبيب، الذي يحاول التحكم في كل تفاصيل حياتها، تحصل على منحة دراسية تجعلها تطير من الفرح، ويسر من أجلها كل المحيطين بها من صديقات وأهل. في غمرة الشعور بالفرح، تصعق بموقف الحبيب الرافض لفكرة سفرها انطلاقا من شعوره بالاستحواذ عليها وعلى مستقبلها، وتصبح حائرة بين الخضوع لصوت القلب والاستسلام لأنانية الحبيب، أو الاستماع لصوت العقل والمضي قدماً واستكمال إجراءات المنحة الدراسية وترتيبات السفر، واثار الفيديو تساؤل عن الحب هل هو مصدر قوة وثقة أم ضعف وخوف؟
كما تناول المخرجين فادية صلاح الدين، ومحمد سامي علوان في فيلم "رهف" على رؤية المجتمع للأنثى وحياتها منذ الولادة وحتى الممات، ككائن متعلق بفكرة الزواج، وأن نجاح هذه الحياة مرتبط بنجاح الأنثى ان تكون عروس وزوجة، وأي مساس بهذه الصورة وأي فشل لخطوبة أو لزواج يمثل فشلا ذريعا للحياة برمتها عند الأنثى، ويعني إقفالا لهذه الحياة داخل غرفة ستقضي فيها المرأة بقية حياتها. الفيديو يعكس نظرة مستسلمة للواقع عبر الاكتفاء بالنظر للمرأة كضحية، دون أي محاولات للخروج من المأزق.
وقدمت ميسرة العرض هبة المسحال شرحا قصيرا عن الأفلام متحدثة حول محاور فيلم "ريموت كنترول" فيما يخص جانب الأسرة في بناء شخصية الأبناء وزرع الثقة لديهم، ورأي الفتاة في مجتمعنا الفلسطيني في موضوع السفر والغربة، ورأي المجتمع حول هذه الظاهرة، الحياة الجامعية للشباب والشابات والحب في مجتمعنا والأنانية في اتخاذ القرارات سواء من الشاب أو الفتيات، بالإضافة إلى العادات والتقاليد التي تتحكم بالفتاة وتسيطر عليها، وتحكم الخطيب في قرارات الفتاة ودور الأب والأم في الجانب التوعوي عند دخول أبنائهم الجامعات وتثقيفهم.
وفيما يخص فيلم "رهف" الذي تناول قصة حياة فتاة لم يحالفها الحظ بالزواج، ما جعلها تتوقف عن الحياة وتستسلم في سجنها في انتظار نصيبها الزواج من دون جدوى، وأظهر الفيلم فتاة جميلة دأبت على تزيين نفسها للعريس المحتمل، من دون أن يُعجبوا بها، والانصراف، لتعود تتجمل ثانية، حتى بلغت سن الشيخوخة.
وحضر العرض جمع كبير من الاعلاميات والإعلاميين ومؤسسات مجتمع مدني، الذين أثروا النقاش بعد عرض قضية الفيلم أبدوا آرائهم وانتقاداتهم حول الفيلم وطريقة سرده واخراجه وتصويره، كما ناقشوا قضايا المرأة وأهمية دورها في المجتمع الفلسطيني خلال الدائرة في فلسطين بشكل عام و القدس بشكل خاص.
ويعتبر فيلمي "ريموت كنترول، رهف" الفيلم السابع عشر الذي يعرض من خلال ملتقى اعلاميات الجنوب ضمن برنامج المنح الصغيرة من قبل مؤسسة شاشات سينما المرأة لتنفيذ عرض 20 فيلم على مدار العام.
وتبحث الأفلام المشاركة في مشروع "يلا نشوف فيلم!" عدد من القضايا المجتمعية، بطريقة إبداعية نسوية ومطالبتها بحقوقها كما تطالب بإنهاء الانقسام، ويستهدف المشروع جمهور واسع وفئات مجتمعية مختلفة في الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس وضواحيها، ويسعى من خلال ذلك إلى تطوير قدرة الفئات المجتمعية على النقاش، والتفاعل المتبادل، وذلك بهدف تعزيز حرية الرأي والتعبير، والتسامح، والسلم، والمسئولية المجتمعية، وتماسك النسيج الاجتماعي، وبشكل يجعل هذه الفئات قادرة على المساهمة الفعالة في بناء مجتمع ديمقراطي يحترم التنوع، وحقوق الانسان، ويشارك بفعالية في تحديد أولويات التنمية على أرض الواقع.
وقد وصف المشاهدين هذه العروض بأنها واقعية جدا، وتعبر عن ظواهر متعددة في المجتمع الفلسطيني، هي نظرة الشاب والفتاة لبعضهما البعض، وضرورة إيجاد التوازن في حقوقهما في المجتمع.
وأجمع الحضور على أن العادات والتقاليد السائدة هي سبب أساسي فيما تتعرض له الفتيات من إشكاليات داخل المجتمع نتيجة نظرة المجتمع الخاطئة للفتاة، وطرح الحضور قضية التربية لفئة الشباب والشابات والتي تتم نشأتهم على ثقافة العيب والممنوع، مما يؤدي إلى صعوبة تغيير بعض المفاهيم والمعتقدات.
مؤكداً أحد المشاركين على أن الوضع في مجتمعنا قد اختلف كليا، فقد اصبحت الفتاة لها الحرية بالسفر لإكمال تعليمها وهذا دليل على تغير نظرة المجتمع وتغير طريقة تفكيره.
وأشار أحد المشاركين من وجهة نظرة بوجود مشكلة متمثلة في زرع أفكار بأن الفتاة خلقت للزواج فقط مؤكدا على أن هذه النظرة تسهم في تعطيل دور المرأة في بناء المجتمع وتهبط من ثقتها بنفسها كونها امرأة فاعلة وناشطة ومساهمة يد بيد مع الرجل.
من جانب آخر أفاد أحد المشاركين بأن نظرة المجتمع للفتاة المطلقة او الأرملة او الغير متزوجة نظرة سلبية، من الممكن ان تساهم في سدل غيوم اليأس والإحباط او يزرع لديها بأنها كائن غير مرغوبه وغير مرحب بها بهذا المجتمع.
اوصى المشاركون خلال العرض على ضرورة تكثيف ورشات العمل التوعوية لتعريف الإناث بحقوقهن وأهميتها، ليقمن بدورهن في بناء المجتمع، وضرورة الاستمرار في مثل هذا الفن الهادف والبناء، فالإقبال على مثل هذا العمل يشجع على الاهتمام بسينما المرأة بجميع امكانياته اللوجستية والفنية الحديثة وتعزيز دور المرأة والاهتمام بقدراتها، وتعزيز مشاركتها في بناء المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية، ليتولد لديهن القدرة على التأثير والتغيير في المجتمع الفلسطيني.