هل تلتقي فتح وحماس بالقاهرة على وقع خطاب الرئيس المرتقب؟
تتجه أنظار الفلسطينيين هذه الأيام إلى العاصمة المصرية القاهرة، آملين في بارقة أمل من القيادة المصرية ببذل كل جهدها من أجل مواصلة الضغط على حركتي فتح و حماس ، ينتهي بالوصول إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام المستمرة منذ 12 عاما.
وغادر القاهرة مساء الأربعاء وفد برئاسة عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد وأعضاء المركزية محمد اشتية و حسين الشيخ وروحي فتوح، بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام.
وقالت الحركة إنها جاءت لاستكمال المشاورات مع المسؤولين المصريين حول ملف المصالحة الفلسطينية ، وذلك بعد استماعهم لردود حماس على المقترحات الأخيرة.
من جهتها قالت حركة حماس إنها تلقت دعوة من مصر لزيارة القاهرة من أجل بحث عدة قضايا متعددة على رأسها المصالحة والتهدئة، مؤكدة ترحيبها بهذه الدعوة على أن يحدد موعد الزيارة بالاتفاق مع المسؤولين المصريين.
تأتي هذه التطورات على وقع ترقب الفلسطينيين للخطاب الذي سيلقيه الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 من الشهر الجاري، وأيضا خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والذي من المتوقع أن يعرج من خلاله على جهود مصر لرأب الصدع بين الحركتين.
وقالت صحيفة القدس العربي بداية الاسبوع الجاري ان المخابرات المصرية التي تتوسط في تطبيق الاتفاق تسعى لترتيب لقاء ثنائي بين الحركتين (فتح وحماس)، لم يحدد موعده، وذلك في ظل مساعيها التي شهدتها الأيام الماضية، وشملت إجراء اتصالات لتقريب وجهات النظر.
كما تأتي قبل أسابيع قليلة من اجتماع مقرر للمجلس المركزي لمنظمة التحرير، والذي يُتوقع أن تسفر نتائجه وفق بعض المراقبين والمسؤولين، عن اتخاذ إجراءات جديدة ، في حال لم ترضخ حماس لشروط الرئيس عباس للمصالحة المتمثلة في تمكين الحكومة بشكل كامل في القطاع.
وتوجهت سوا بسؤال إلى المحلل والكاتب السياسي أكرم عطالله حول إمكانية حدوث تقارب في القاهرة بين فتح وحماس يمكن أن يؤدي إلى عقد لقاء ثنائي في القريب العاجل، قال إنه ليس هناك أية مؤشرات لعقد هذا اللقاء، إلا إذا حدثت تطورات وصفها بالدراماتيكية.
وأضاف "فتح أعلنت أن هذه آخر زيارة ورفضت لقاء وفد حماس قبل التمكين وبالتالي أصبحت الأمور أكثر وضوحا أنه لا لقاء حتى الآن ولكن قد يحدث تطور دراماتيكي مفاجئ قد يتم الاستجابة لشروط ومطالب حركة فتح وبالتالي يمكن أن يحدث لقاء لكن هذه احتمالية قليلة جدا".
ووصف عطالله أي تقارب يمكن أن يحصل بين الحركتين في هذا الوقت بالمعجزة .
وأوضح "من الصعب جدا أن يحدث تقارب بين فتح وحماس حتى الآن، الحديث عن تقارب مسألة في غاية الصعوبة وهذا يحتاج إلى معجزة ، أنت تسأل عن معجزة ليس هناك شيء مستحيل في السياسة، في السياسة لا أصدقاء دائمين ولا أعداء دائمين ولكن سيناريو التقارب والمصالحة قليل جدا".
ويرى عطالله أن مصر لم يعد لديها وسائل ضغط على الطرفين، مشيرا إلى رسالة نقلت عن وزير المخابرات المصرية وأبلغ بها بعض الأطراف، أن القاهرة بذلت كل الجهد الممكن واقتربت من مرحلة اليأس في هذا الملف، متوقعا في تصريحات لسوا مزيدا من الانهيار ومزيدا من الحصار ومزيدا من التآكل في الوضع الداخلي الفلسطيني في حال فشلت جولة المصالحة الحالية.
وحول التهديدات بفرض اجراءات جديدة على قطاع غزة في حال لم ترضخ حماس لمطالب الرئيس عباس في ملف المصالحة،قال عطالله إنه من الصعب تصور اجراءات جديدة على قطاع غزة، وإن حصل ذلك سيكون هناك كارثة حقيقية.
وأضاف "بدون الاجراءات قطاع غزة يعيش حالة من الموت السريري وإذا كان هناك اجراءات معناها إبرة الوفاة ومن الصعب تصورها إلا إذا قررت السلطة ذلك فإن هذا القرار خطير جدا".
وتابع " سيكون هناك انهيار إنساني وربما يستخدم للإشارة لعملية الفصل وتحقق عملية الفصل".
وأردف "الأمر على قدر كبير من المغامرة إذا كان هناك ضمانة أن هذه الإجراءات سترغم حركة حماس على توقيع المصالحة هذه الإجراءات تكون قد أدت إلى نتيجة إيجابية لكن إذا كانت هذه الإجراءات ستدفع بحركة حماس أكثر نحو الابتعاد وتدفع بقطاع غزة نحو الابتعاد حينها ستكون هذه الإجراءات عبارة عن كارثة".
بدوره استبعد المحلل والكاتب السياسي عبد المجيد سويلم حدوث أي تقارب بين فتح وحماس، وقال في تصريحات لسوا إنه لا يرى أي إمكانية لذلك، خاصة بعد خطاب ألقاه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مؤتمر حماس يوم الثلاثاء.
وأضاف "الحركة حسمت أمرها وأنها لا تريد مصالحة وتفضل التهدئة عنها".
وتابع "في حقيقة الأمر حماس تقدم نفسها وتقدم أوراق اعتمادها للغرب من أجل أن تكون بديلا أو موازيا عن منظمة التحرير وتتقاسم مع المنظمة التمثيل السياسي"، على حد قوله.
وأعرب سويلم عن اعتقاده بأن محاولة المصالحة هي تأتي في إطار الجهود المصرية التي لا يمكنها أن تتخلى عنها، مؤكدا أن المصالحة تتراجع الآن خطوات كبيرة "وليس أمامنا إلا التصعيد ما بين المنظمة وحماس أو أن تبقى الأمور على حالها دون أن يكون هناك أي تقدم يذكر على صعيد هذا الملف.
واستبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر الدكتور مخيمر أبو سعدة مصالحة فلسطينية في القريب العاجل.
وأوضح في تصريحات لسوا "أنه في ظل استمرار تمسك الرئيس محمود عباس بشروطه للمصالحة وهي حكومة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد لن يكون هناك مصالحة فلسطينية".
وأضاف "المصالحة في نظر الرئيس هو هيمنة حركة فتح على السلطة وبالنسبة لحماس تعني الشراكة والرئيس يريد إخراج حماس من الحياة السياسية وبالتالي لن يكون هناك مصالحة فلسطينية في ظل تمسك الرئيس بشروطه".
واستبعد أبو سعدة فرض اجراءات جديدة من قبل السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، إلا إذا حدث اتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل، مستدركا "ولكن من الواضح بأن محادثات التهدئة تم إيقافها وبالتالي لن يكون هناك إجراءات جديدة".
وتوقع أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر ثلاثة سيناريوهات لمستقبل قطاع غزة في ظل فشل جهود المصالحة.
وأوضح "الأول استمرار الوضع الحالي كما هو مسيرات يوم الجمعة في الشرق ويوم الإثنين في البحر وفي إيرز يوم الثلاثاء وهذا يؤدي إلى تصعيد مع إسرائيل، والثاني إعادة إطلاق مفاوضات وقف إطلاق النار والذهاب إلى هدنة مع إسرائيل،والثالث الذهاب إلى حرب جديدة ستأكل الأخضر واليابس".