الفصائل الفلسطينية تتوجه للقاهرة لبحث ملفات المصالحة الكبرى
بدأت الفصائل الفلسطينية المشاركة في حوار المصالحة الشامل ، بالتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الاثنين ، من أجل بدء تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق المصالحة والمرتكزة على بحث ملفات اتفاقية القاهرة 2011.
وستبحث جولة الحوارات التي ستنطلق، غدا الثلاثاء ، وضع آليات لتنفيذ اتفاقية القاهرة ، والمتمثلة في خمسة ملفات رئيسية وهي ملف منظمة التحرير والانتخابات والمصالحة المجتمعية وملف حكومة الوحدة الوطنية، إضافة للملف الأمني.
وأكدت حركة فتح ، اليوم الاثنين ، ان وفدها المشارك في حوارات القاهرة يضم ثلاثة من أعضاء اللجنة المركزية وهم عزام الأحمد و حسين الشيخ وروحي فتوح وكذلك مدير المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج .
وقال منير الجاغوب رئيس المكتب الاعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم التابعة لحركة (فتح) لـ"سوا" ان وفد الحركة (فتح) غادر مدينة رام الله متوجها للعاصمة المصرية القاهرة ، للمشاركة في حوارات المصالحة الفلسطينية التي ستنطلق غداً الثلاثاء وفق ما تم الاتفاق عليه مع الاشقاء المصريين.
أما حركة حماس أكدت أنها أجرت سلسلة من اللقاءات الداخلية والفصائلية حددت فيها رؤيتها لإنجاح ملفات الحوار بناءً على اتفاقية الوفاق الوطني الموقعة في القاهرة بتاريخ 2011/5/4.
وقالت الحركة في تصريح صحفي تلقت "سوا": نسخة عنه، إن الاتفاقية متمثلة في الملفات التالية: (منظمة التحرير الفلسطينية، والانتخابات العامة، والأمن، والمصالحة المجتمعية، والحريات العامة، وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية)؛ ووضع الآليات والتوقيتات اللازمة لتطبيق ما تم التوقيع عليه.
وسيرأس وفد حماس نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري وبعضوية كلاً من أعضاء المكتب السياسي يحيى السنوار، و خليل الحية، و حسام بدران وصلاح البردويل.
وأكدت الحركة في هذا الإطار على ضرورة تظافر كل الجهود من أجل إنجاح هذه الحوارات بالرعاية المصرية وبما يحقق الشراكة الوطنية ووحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وإنهاء معاناة أهلنا في الضفة و غزة على حدٍ سواء.
من جهتها، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن أهمية حوار القاهرة تكمن بأنه يوفر الفرصة "لإعادة البحث الوطني لمعالجة انهاء الانقسام وتحقيق مصالحة وطنية"، مشددةً على ضرورة استمرار اللقاءات؛ لإنجاز المهام المطلوبة كافة.
وقال كايد الغول عضو المكتب السياسي بالجبهة : "نحن الآن أمام مسارين، الأول له علاقة بتنفيذ الاجراءات التي توافقت عليها حركتي فتح وحماس في أكتوبر الماضي، وآخر يفترض أن يعالج القضايا الكبرى".
ويتكون وفد الشعبية إلى القاهرة، من نائب الأمين العام للجبهة أبو أحمد فؤاد، وماهر الطاهر من الخارج، ورباح مهنا وكايد الغول من قطاع غزة ، وفقا له.
وشدد الغول خلال حديثه لـ"سوا" على ضرورة أن يتم العمل بالتوازي في إطار أهمية الانضباط بالمواعيد التي تم التوافق عليها، ثم متابعة تفعيل وبناء مؤسسات منظمة التحرير وفق اتفاق 2011.
وأشار إلى أهمية أن تستكمل أعمال اللجنة التحضيرية التي عقدت في بيروت يناير الماضي، للوصول إلى عقد مجلس وطني توحيدي تشارك فيه فتح وحماس، وتتحدد عضويته عبر انتخابات ديمقراطية، أو بالتوافق حال تعذر إجرائها.
وأكد أهمية الاتفاق على برنامج وطني مشترك؛ "ليشكل ضابطًا وناظمًا وموحدًا، للجهود الفلسطينية في سياق الحركة السياسية والدبلوماسية، وأيضاً لكيفية إدارة الصراع مع الاحتلال بأشكاله كافة".
ولفت الغول إلى أهمية رفع الاجراءات التي اتخذت بحق غزة بشكل عاجل؛ "حتى تتوفر الحاضنة الشعبية لهذا الجهد الوطني ولتثق الجماهير أن هناك نتائج إيجابية ستنعكس عليها".
وفيما يتعلق بمستقبل حكومة الوفاق، شدد الغول على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية، "تكون أحد أدوات منظمة التحرير، وليست بديلة أو موازية لها، وتتحدد مهامها المباشرة في توحيد مؤسسات الحكومة وتأمين احتياجات المواطنين، وتهيئة المجتمع لانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني".
حركة الجهاد الإسلامي بدورها أكدت أن اتفاق المصالحة 2011 احتوى على 5 ملفات رئيسية أولها ملف منظمة التحرير وإعادة تفعيلها وتطويرها وانتخاب مجلس وطني جديد لها حتى تكون بيت جامع لكل الفلسطينيين.
وقال القيادي في الحركة خضر حبيب لـ"سوا" أن الملفات الأخرى هي ملف الحكومة والانتخابات والمصالحة المجتمعية وملف الامن ،على أن يبحث الحوار هذه الملفات ووضع آليات لتنفيذ ما تم التوافق عليه.
وأكد حبيب ان الحركة ستشارك بوفد مشكل من الداخل والخارج ، على أن يكون القيادي خالد البطش من غزة فقط ، ومن الخارج ربما نائب الأمين العام زياد النخالة وأعضاء آخرين مرافقين له.
وأوضح أن حركة الجهاد الإسلامي تنظر إلى هذا الحوار ليس لإيجاد اتفاقات جديدة لأنه هناك اتفاق للمصالحة وقعت عليه كل الفصائل عام 2011 ، داعيا لضرورة أن ينصب الحوار على وضع آليات للتنفيذ والشروع فورا على ما تم التوافق عليه.
وتابع حبيب: " نحن ضد ان يفتح أي ملف للنقاش أو للتعديل لأن الملفات الموجودة تشمل كل البيت الفلسطيني وترتيبه وليس لدينا مزيدا من الوقت لبحثها من جديد".
وشدد حبيب على أن حركة الجهاد لن تكون جزءا من أي حكومة قادمة ، معللا ذلك للموقف الثابت في مقاطعة اتفاق أوسلو وكل أفرزه.
واستدرك القيادي في الجهاد الإسلامي: " لكن نحن مع التوافق ، ولن نقف حجر عثرة أمام ما تتوافق عليه الأطراف".
بدوره قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني إن وفد الحزب سيذهب إلى القاهرة من أجل استكمال جهود انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
وأضاف في اتصال هاتفي مع "سوا" إن وفد الحزب الذي سيشارك في حوارات القاهرة مشكل من بسام الصالحي ووليد العوض ورضا عوض الله وخالد منصور.
وأردف ان هذا الاجتماع مخصص لمناقشة آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011، حيث ستخصص الجلسة الأولى للاتفاق على جدول الأعمال.
وذكر العوض : " سنعمل على الالتزام بالوصول إلى آليات لتنفيذ اتفاق عام 2011 ، ولكن هذا لا يعني أن نكون أسرى لهذا لاتفاق بشكل كامل ويجب أن تطرح المسائل بشكل شامل بما يضمن إنهاء الانقسام".
وأكد أن حزب الشعب سيطرح فكرة الانتقال من الوضع الحالي الذي تعيشه السلطة الفلسطينية إلى آفاق أوسع وهي الدولة الفلسطينية المستقلة ومؤسساتها بما في ذلك تشكيل مجلس تأسيسي لدولة فلسطين.
ومضى قائلا: " نحن منفتحون على عدة خيارات ، هناك خيار أن تبقى حكومة الوفاق الوطني على حالها، ويوجد خيار آخر يتمثل في إجراء تعديل على الحكومة ، دون نسيان الخيار الثالث وهو تشكيل حكومة الوحدة الوطنية".
وأشار العوض إلى أن الفصائل ستبحث بآليات معينة ملفي الأمن والانتخابات بما يضمن الوصول لانتخابات خلال فترة زمنية يتفق عليها الجميع.
إلى ذلك ، توجه أول أمس السبت وفد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، الى العاصمة المصرية القاهرة ، للمشاركة في اجتماع الفصائل الفلسطينية في 21 من هذا الشهر
وقالت الجبهة الديمقراطية في بيان تلقت (سوا) نسخه عنه ان الوفد يرأسه الرفيق فهد سليمان، نائب الأمين العام للجبهة، ويضم أعضاء المكتب السياسي ماجدة المصري، خالد عطا، وصالح ناصر.
ويحمل الوفد إلى الاجتماع العديد من الاقتراحات ومشاريع القرارات والتوجهات لإنجاح المصالحة، وتطبيق الاتفاق بما يخدم مصالح شعبنا في قطاع غزة، والمصلحة الوطنية الفلسطينية.