2014/09/17
118-TRIAL-
قبل 13 عاماً من هذا الشهر، قامت مجموعة من المتشددين المسلمين التابعين لتنظيم القاعدة بمهاجمة برجي التجارة العالمي (WTC) في مدينة نيويورك وتدميرهما، وذلك في الحادي عشر من سبتمبر 2001م.. كان الحدث بشعاً وفظيعاً، وقد هزّ العالم أجمع، وأحدث انقلاباً بدرجة 180 درجة في السياسة الأمريكية، كما فتح المجال لتساؤلات لم تتوقف عن إمكانيات التيارات الإسلامية الجهادية ودوافعها من وراء توجيه ضرباتها لحواضر الدول الغربية، وكذلك الهدف والأبعاد من استهداف مصالحها الحيوية والاستراتيجية في العالمين العربي والإسلامي.
"لماذا يكرهوننا؟!"، كان هو السؤال الذي طرحه الشارع الأمريكي بعد صحوته على فظاعة المشهد الكارثي لانهيار البرجين بحي منهاتن الأكثر شهرة اقتصادية بالعالم، وبعد رؤيته لآلاف الأشخاص الذين تطايرت أجسادهم في الهواء وتحولت إلى رماد تحت الأنقاض، هذا السؤال ما زال يتردد ويدور في ذهن الأمريكيين حتى يومنا هذا بدون جواب.
فالأمريكي الذي عايش الحدث قبل 13 عاماً، لم يدر بخلده أن هناك في العالمين العربي والإسلامي من يناصبه كل هذا العداء، ويكرهه إلى هذا الحد، باعتبار أن الولايات المتحدة – تاريخياً – لم يكن لها أية بصمات استعمارية في هذه المنطقة الشرق أوسطية، بل كانت أحد القوى الغربية التي أسهمت بعد الحرب العالمية الثانية في دعم مطالب شعوب المنطقة بحق تقرير المصير، والتمكين لها من نيل الاستقلال.
إسرائيل الدولة المارقة: المكمن والسبب لا شك أن من بين أسباب استشراء العداء للولايات المتحدة، والتي يبدو أن الكثير من الأمريكيين لم يدركوا أبعاده بعد، هو هذا الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي اللامحدود لإسرائيل؛ هذه الدولة المارقة التي تمارس كل مظاهر العربدة والظلم والعدوان بحق الشعب الفلسطيني، والذي تظهر تجلياته بالاستخدام المتكرر لحق النقض (الفيتو) لقطع الطريق أمام مجلس الأمن من اتخاذ أية قرارات تدين الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي أو تفضح انتهاكاته المتكررة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وهي فظائع ترقى إلى مرتبة جرائم الحرب والجرائم بحق الانسانية، والتي لم تتوقف إسرائيل عن ارتكابها منذ إعلان كيانها العنصري في مايو 1948م.
وبالرغم من سجل الجرائم والمجازر الإسرائيلية، والتي فاقت في بشاعتها ودمويتها أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إلا أن واشنطن ما تزال تناصر إسرائيل وتمنحها الغطاء السياسي والعسكري الذي يحميها، ويوفر لها الحصانة من أية عقوبات دولية.. وقد شاهد العالم حجم جرائم الحرب التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المتكرر على قطاع غزة ، سواء في عملية الرصاص المصبوب "حرب الفرقان - ديسمبر 2008م) أو عملية عمود السحاب (حجارة السجيّل – نوفمبر 2012م)، وكذلك في عملية الجرف الصامد الأخيرة (معركة العصف المأكول – يوليو 2014م)، حيث سقط الألاف بين شهيد وجريح، كما تهدمت ألاف المنازل على ساكنيها في أبشع جريمة بحق الإنسانية.
بالرغم من كل ما سبق، فإن المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني يذبحون وتسوى منازلهم بالأرض فوق رؤوسهم بالسلاح الأمريكي؛ من طائرات حربية وصواريخ، وهذا كله مخالف حتى لعقود بيع السلاح لإسرائيل، إلا أن الموقف الأمريكي البالغ في انحيازه ونفاقه السياسي مع هذا الكيان الصهيوني الغاصب، ما زال يدافع عن جرائم نتانياهو وجنرالات الحرب بالقول: إن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها.!!
والسؤال: كيف لدولة احتلال أن تدافع عن نفسها.؟! إن العدل يقتضي أن ترحل إسرائيل وينتهي العدوان، وأن القانون الدولي مع حق الشعوب المحتلة أن تدافع عن نفسها، وتحصل على حقها المشروع في تقرير مصيرها.
بعد 13 عاماً من أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ما تزال أمريكا على مواقفها السياسية المتناقضة تكيل بمكيالين، فإذا تعرض أمريكي للقتل أو تأثرت مصالحها للخطر فإنها تقوم بتجييش العالم للحرب معها، وتستبيح بجنودها وطائراتها قتل الملايين من العرب والمسلمين، كما شاهدنا في العراق وأفغانستان، أما نحن الفلسطينيين الذين نعاني من الاحتلال الإسرائيلي الغاشم منذ عقود، فمحرَّم علينا الدفاع عن مطالبنا المشروعة وحقنا في الاستقلال، وحتى مقاومتا المشروعة في كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية فهي من وجهة نظر أمريكا تطرف وإرهاب.!!
إن ظاهرة التطرف المتنامية بالمنطقة الشرف أوسطية ضد المصالح الغربية، وخاصة الأمريكية منها، إنما مبعثها هذه المواقف المنحازة إلى إسرائيل، والداعمة لها عسكرياً، والمدافعة عن سياساتها العدوانية في المحافل الدولية.. إن وقائع الظلم وأشكال المظلومية التي تعاني منها شعوب المنطقة العربية هي حواضن طبيعية لنبتة التطرف والإرهاب، وهي التي يتخلق في رحمها هذه التشكيلات التي تحمل عناوين إسلامية مثل القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات الاحتجاجية التي لا تجد لمظاهر العدل والقانون الدولي أية احترام أو شرعية، فالذي يشاهد رؤوس أطفال فلسطين ونسائها والآلاف من المدنيين تطحنها في التراب صواريخ طائرات (F-16) وطائرات الأباتشي الأمريكية، سيكفر بكل ما يتحدث به الغرب أو يطرحه من قيم وقوانين إنسانية، وسيتعمد الانتقام بنفس البشاعة والبربرية التي قام بها تنظيم داعش مع بعض الأجانب الغربيين في العراق وسوريا.
لقد أفرغت إسرائيل بممارساتها الإجرامية، وسكوت المجتمع الدولي عنها، هذا العالم من أية قيم أو قوانين يمكن احترامها والرجوع إليها، فالذي يرى أن نتانياهو وجنرالات الحرب في حكومته الذين مارسوا إرهاب الدولة، واستباحوا دماء العرب والمسلمين لأكثر من عقدين، لم يتعرضوا لأي مسائلة دولية، ولم يمثلوا أمام محكمة جرائم الحرب (ICC) في لاهاي ولو لمرة واحدة، هو الذي يدفعهم لمواصلة العدوان وبشكل أفظع مما سبق، وهو كذلك ما يعطي الذريعة لغيرهم ولمن تطرف أيضاً من أبناء المسلمين لممارسة القتل خارج القانون ودون أية أحاسيس إنسانية أو قيم دينية.
لو حاسب العالم نتانياهو يوماً على جرائمه في فلسطين، ومثله بوش في العراق، وغيرهم من القتلة المجرمين، كما حاسب ميلوسوفيتش وكاراديتش على جرائمها في البوسنة والهرسك، لما شاهدنا اليوم صعوداً للقاعدة وداعش أو أية تنظيمات إسلامية أخرى، غذَّتها الأحقاد ورغبات الانتقام، والكرامة المجروحة للمسلمين في كل مكان، للقيام بهذه الحرب المفتوحة على الغرب وأمريكا على وجه الخصوص.
إن من باب قراءة الواقع القول بأن الولايات المتحدة هي من كرَّست بسياساتها المنحازة لدولة الاحتلال غصةً وأحقاداً في قلوب العرب والمسلمين، وعاظمت من منسوب العداء والكراهية لها، وعمَّقت من هوة الصراع والرغبة في استهدافها والانتقام منها.
قد يكون مشهد الظلم الذي لحق بالفلسطينيين، وكانت أمريكا وسياساتها بالمنطقة مسئولة عنه، هو أحد الدوافع الذي حرَّكت بعض من قاموا - قبل ثلاثة عشر عاماً - بتوجيه تلك الضربات الموجعة لها في نيويورك وواشنطن، واستهداف الكثير من مصالحها بالمنطقة، ولحلفائها في لندن ومدريد وعواصم غربية أخرى.
ولكن هناك أيضاً أسباب أخرى يمكن الاشارة إليها من خلال ما توفر من معلومات وحقائق عن نشأة تنظيم القاعدة، والخلفيات الفكرية لبعض قيادته، والتي يمكننا استعراضها في نقطتين هامتين، هما:
أولاً؛ استراتيجية أيمن الظواهري في التخلص من الدكتاتوريات العربية، وذلك من خلال توجيه ضربة موجعة لأمريكا، تدفعها للدخول إلى المنطقة على شكل قوة استعمارية، تُنهي واقع الاستبداد القائم فيها، ثم بعد ذلك يدخل الإسلاميون في مواجهة مسلحة معها، تجبرها لمغادرة المنطقة بعد حين، وتكون قوى الإسلام السياسي هي الوريث المرتقب لها.
هذه الرواية سمعتها من أحد الأصدقاء العراقيين في واشنطن، والذي التقى الظواهري في أفغانستان قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث عرض الظواهري رؤيته تلك، والتي مفادها: إننا كإسلاميين لم يعد بمقدورنا مغالبة سطوة الحاكم المستبد وأجهزته القمعية، حيث عملت هذه الأنظمة الدكتاتورية على عسكرة الحياة السياسية واحتكارها، ولم يعد بالإمكان تحقيق التغيير؛ لا عبر صناديق الاقتراع، ولا بالمواجهة المسلحة.
أما الباعث الثاني للانتقام - وبهذه القسوة المفرطة – فكان هو خيانة الأمريكان للعهد مع هؤلاء المجاهدين العرب، الذين قاتلوا السوفييت إلى جانب إخوانهم الافغان.. وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، وخرج الجيش الأحمر مهزوماً مدحوراً في نهاية الثمانينيات من أفغانستان، ثم كان سقوط الاتحاد السوفيتي وتفكك منظومته الاشتراكية – الفكرية والعسكرية - في مطلع التسعينيات لحساب المعسكر الليبرالي، الذي كانت تقوده الولايات المتحدة، مؤذناً بنهاية الحرب الباردة وانتصار الديمقراطية الغربية، وتصدّر أمريكا لموقع القوة الأعظم في العالم.. للأسف، تنكرت أمريكا لعهودها ومواثيقها مع هؤلاء المجاهدين وخذلتهم، وذلك عندما قامت بالوشاية عنهم لدى حكومات بلدانهم حين باشروا العودة إليها، فتم اعتقال الكثير منهم وهرب البعض منهم، حيث وجدوا الأمن والأمان مرة أخرى في جبال أفغانستان، وأحضان أسامة بن لادن وطالبان.
لقد شعر هؤلاء الشباب بأن أمريكا مارست معهم "الخيانة العظمى"، ولم تحفظ لهم الجميل، بعد أن ضحى الآلاف منهم بحياتهم في سبيل تحقيق هذا الانتصار الكبير على السوفييت، والذي لولاه لظلت الحرب الباردة مستعرة لا ينطفئ لها لهيب.حتى يومنا هذا.
إن الرغبة في الانتقام والتشفي كانت جامحة لدى هؤلاء الشباب، حيث أرادوا كسر هيبة أمريكا، وتمريغ أنف كبريائها في التراب، وردِّ الصاع لها بصاعين. ثالثاً؛ إن الكثير من هؤلاء الشباب الإسلاميين في أفغانستان كانوا قريبين من الشيخ الشهيد د. عبد الله عزام، وهو فلسطيني وأحد قيادات الحركة الإسلامية العالمية، وكان بمثابة أبو "المجاهدين العرب" هناك، وهو الذي قاد عمليات التعبئة والحشد لشباب الحركة الإسلامية في كل مكان للقتال في أفغانستان، وكان يقول لهم: إن معركتكم القادمة بعد أفغانستان هي على أرض فلسطين لقتال الصهاينة المحتلين.. بلا شك، أن الكثير من هؤلاء الشباب الذين تأثروا بفكر الشيخ عبد الله عزام (رحمه الله) كانوا يعلمون أن من أعطى لإسرائيل عناصر البقاء والقوة والتجاوز عن كل مجازرها ضد الفلسطينيين هي أمريكا، ولذا كانت الرؤية لدى البعض منهم هي وجوب تسديد ضربة قوية تهز أركان الهيبة الأمريكية، وتطامن من غرورها وتسلطها، وذلك كرد فعل لدفاعها عن إسرائيل، وردع لسياساتها المنحازة لها.
لقد تسنى لي في عام 1997م الاطّلاع على رسالة كتبها من داخل سجنه في نيويورك رمزي يوسف؛ المتهم الأول بمحاولة تفجير برج التجارة العالمي عام 1993م، حيث أشار فيها إلى دوافعه من وراء قيامه بمحاولته - التي لم تكلل بالنجاح - لتفجير البرجين، والتي هي في مجملها لم تخرج عن سياق ما ذكرناه.
جورج بوش والحرب على الإرهاب ثمان سنوات كانت فترة حكم الرئيس الأسبق جورج بوش، والذي أطلق فيها حربه على الإسلام، بذريعة "الحرب على الارهاب" الذي تقوده القاعدة, ولكنها كانت كما شاهدها الجميع سنواتٍ عجاف، استشرى فيها القتل واستباحة دماء المسلمين، وكانت أيضاً مضيعة للجهد والمال، وتعميق منسوب العداء والكراهية مع العالمين العربي والإسلامي بشكل متزايد.. في يناير 2009م، جاء بعده الرئيس باراك أوباما، ليعلن من القاهرة رغبته بالمصالحة مع الإسلام والإسلاميين. وقد استبشر العالم كله خيراً بهذه التوجهات، والتي تعني - عملياً - طي صفحة الماضي، والتطلع لفتح صفحة جديدة من العلاقات الدولية، وخاصة مع دول منطقة الشرق الأوسط، وقد قدم له العالم مكافأة على ذلك، إذ منحه جائزة نوبل للسلام كتقدير لحسن نواياه، حتى قبل رؤية ما سيقدمه على الأرض في سياق هذه التوجهات..!!
لم تمضِ سنة واحدة على هذا الكلام المعسول، حتى عادت السياسة الأمريكية إلى سابق عهدها؛ وذلك بالتغطية على جرائم إسرائيل، والدفاع عن الأنظمة الدكتاتورية بالمنطقة، والتراجع عن خططها ووعودها في سحب قواتها من العراق وأفغانستان.
إن أمريكا – للأسف – قد تسلط عليها الصهاينة، وجرّدوها من أية مصداقية أخلاقية، فمواقفها في مجلس الأمن لا يمكن تبريرها؛ فهي منحازة بالكلية لإسرائيل الدولة المارقة، وتعمل ضد مصالح الأمتين العربية والإسلامية، وقد رأى العالم قبل عدة سنوات تلك المشاهد المخزية لأعضاء الكونجرس الأمريكي وهم يصفقون لنتانياهو، الذي وقف خطيباً فيهم، وقدم لغة في السياسة أقل ما يقال فيها أنها تشكل خروجاً على كل القيم والقوانين الدولية، وتتنافى مع المواثيق والأعراف الإنسانية، ولا تعطي احتراماً للمبادئ والشرائع الدينية.
واليوم، وفي الذكرى الثالثة عشر لأحداث 11 سبتمبر، تخرج علينا الإدارة الأمريكية التي يقودها الرئيس أوباما، للإعلان عن قيام تحالف جديد للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ويقف مع هذا التحالف الغربي الذي تقوده أمريكا أيضاً عشرة دول عربية، جاهزة للتغطية المالية والأمنية، وتقديم التبريرات الأخلاقية للعدوان.!!
للأسف، لم نسمع أن أحداً من هؤلاء العرب كلف نفسه سؤال أمريكا عن ضرورة فك تحالفها الدنس مع إسرائيل؛ الدولة المارقة، التي ترتكب بشكل مستمر جرائم حرب، وتنتهك إنسانية إخوانهم في العقيدة والدين من أهل فلسطين.!!
للأسف، ما تزال أمريكا وإداراتها المتعاقبة على سياساتها القديمة، ويبدو أنها – حتى اللحظة - لم تتعلم الدرس بعد، ولا يظهر أن الشعب الأمريكي وجد من يشفي غليله ويجيبه على سؤاله الملح منذ ثلاثة عشر عاماً: "لماذا يكرهوننا.؟"، .
وبالرغم من سهولة الجواب، فإن صانع القرار الأمريكي ما زال يزيّف الوقائع والأحداث، ولم يجرؤ أن يقدم لشعبه الإجابة وفصل الخطاب.
إذا أراد الشعب الأمريكي اليوم جواباً حقيقياً وصريحاً لقلقه المزمن وسؤاله الملح: "لماذا يكرهوننا؟!"، فعليه أن يتابع مواقف بلاده وتصريحات الرئيس باراك أوباما المخزية من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، والتي أبرزت فظاعتها أكثر من ثمانين مليون صورة تم بثها عبر وسائل الإعلام المختلفة، كتتويج لعدسات حوالي ألف صحفي أجنبي، جاءوا من كل صوب وحدب لتغطية الحرب الإسرائيلية المجنونة على قطاع غزة، كما أن عليه أن يرقب موقف حكومته من طلب الرئيس محمود عباس من مجلس الأمن الاعتراف بالدولة الفلسطينية مع نهايات هذا الشهر.
أتمنى أن يفهم العالم وأمريكا على وجه الخصوص بأن هذا التحالف الأممي على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لن يكتب له النجاح، وسيفشل كسابقه من تحالفات لضرب تنظيم القاعدة؛ لأن جذر المشكلة لم يتم حله والتعاطي الصحيح معه، حتى وإن تمكن هذا التحالف من القضاء على الشكل القائم حالياً لتنظيم الدولة الإسلامية، فالمستقبل قد يحمل بذور تطرف أكثر حدة، وربما أشد عدوانية إذا ما استمرت أمريكا في دعمها للبربرية الإسرائيلية، والتغطية على ما يمارسه جيش الاحتلال من همجية في استهدافه للفلسطينيين، والعمل على حرمانهم من حقهم في إقامة دولتهم الحرة المستقلة.
ختاماً؛ إن أمريكا ستظل تصحو على فظاعات جديدة تمس مصالحها الاستراتيجية في المنطقة من حين لآخر، طالما بقيت صورتها وممارساتها في المشهد الشرق أوسطي بأنها هي حامية المشروع الصهيوني، والشريان الحقيقي الذي يمد وجوده بالحياة . 207
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية