جرت العادة في كثير من الدول العربية أن يكون لبعض الوزراء حظوة عند الملك أو رئيس الدولة أو رئيس الوزراء حيث يبقون في أكثر من حكومة بغض النظر عن رئيسها ويتولون المناصب الوزارية ذاتها أوغيرها ، وهؤلاء الوزراء يطلق عليهم بالوزراء العابرين للحكومات المتعاقبة أو الوزراء "الجواكر" نسبة الى اللعبة الورقية "الشدة" والتي يتمتع فيها الجوكر بالقوة والربح والبقاء دائما ، وتعود قوة الوزير الجوكر وبقاءه في منصبه في أغلب الاحيان ليس لمهنيته وشطارته وعفته ونزاهته ووطنيته وأنما لاسباب عدة منها قربه وعلاقته وصداقته وعمله المباشر مع الملك او الرئيس أو الامير و أبناءه أي من أجل الحفاظ على مصالح الملك او الرئيس وعلى مصالح أولادهم وتجارتهم وأموالهم ، وكذلك ربما يكون مفروضا على السلطة او الدولة أو النظام من البنك الدولي او الاتحاد الاوروبي او حتى من الادارة الامريكية ، وغالبا ما يكون هؤلاء الوزراء الجواكر لاينتمون لأي حزب " مستقلين " أو كانوا في أحزاب يسارية وغادروها طمعا في جمع الدولارات من المؤسسات غير الحكومية ، وعادة ما يعتري بعض هؤلاء الجواكر أو الوزراء الكثير من ملفات الفساد بمختلف أشكاله بسبب الدعم المطلق والقوة التي يستحوذون عليها سواء من رأس النظام والسلطة او من مؤسسات و دول نافذه لذلك يتصرفون في أغلب أوقاتهم بأنهم أهم وأكبر من رئيس الوزراء نفسه ولا يحضرون الكثير من جلسات مجلس الوزراء في الايام والاوقات المحددة لذلك الا حسب فضاوتهم ومزاجهم  ، ولا يستطيع الوزير الاول نفسه أن يفرض عليهم رأيه الا بالتوافق . حدثني أحد المستشارين المقربين من أحد رؤساء الوزراء الفلسطينيين السابقين أنه بعد أحدى جلسات الحكومة تلاسن رئيس الوزراء مع أحد الجواكر من الوزراء فقال له رئيس الوزراء اذا مش عاجبك قدم استقالتك فرد عليه الوزير الجوكر بكل قوة وجرأة " ما بشتغل عندك حتى أقدم استقالتي الك " أي بما معنى أنه يعمل عند المعلم الكبير او مع الدولة الفلانية الكبيرة القوية او مع وعند ...الخ ، وبالتالي فان ظاهرة الوزراء الجواكر باتت تؤرق أي رئيس وزراء مكلف سواء كان فتحاويا أو تكنقراطيا أو مستقلا في فلسطين كي لايتم فرضهم عليه ويكونوا بالنسبة له قوى شد عكسي داخل الحكومة . وفي ظل الحديث عن قرب تشكيل حكومة تكنوقراط بعد " اقالة أو استقالة " حكومة الدكتور محمد اشتية فان الحديث يجري في الاروقة والصالونات السياسية عن بقاء هؤلاء الوزراء الجوكرين في الحكومة القادمة أم لا ، وهل سيحتفظون في مناصبهم  الى مالا نهاية ويضيفون على سيرتهم الذاتية المزيد من أسماء رؤساء الوزراء الذين عارضوهم وتمردوا عليهم في أكثر من موقعة وخاصة في الحكومة الاخيرة .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد