لست بناقد أدبي، ولا أفلح أن أكون من هذا القطاع المهني، ولكن من موقعي كمراقب سياسي، وكاتب يومي، شاركت في حفل إشهار كتاب الثنائي الدكتور عبدالحسين شعبان عن الشاعر مظفر النواب.

شاركت في الإشهار من موقع المباهاة، نظراً للتكريم المثلث الذي شمل:
أولاً الشاعر مظفر النواب الثائر الاستفزازي، بمفرداته الحادة، نكهته مواقفه وتضحياته، تستحق الاهتمام، ومنها ومن خلالها ما كتبه عن رموز القضية المركزية للعرب، قضية فلسطين:
- القدس عروس عروبتكم.
- في رثاء ناجي العلي.
- تل الزعتر، وغيرها من إبداعاته المميزة الفاقعة.
ثانیا : المشاركة المعبرة عن ديمومة الالتصاق من قبل صديقنا المبدع المتفوق العابر للحدود عبد الحسين شعبان، بالشاعر المكرم، رغم غيابه، فرض حضوره علينا، من خلال كتابه "رحلة البنفسج" موضوع الاحتفال والإشهار.
ثالثا: ان كليهما من العراق: الشاعر والكاتب، إضافة الى اصحاب الرعاية، من قبل عراقيين على أرض الأردن، من قبل مجلس الأعمال العراقي.

المثلث العراقي هذا يحمل مظاهر النفي الاختياري أو الإجباري عن العراق غير الامن، غير المستقر، المدمر أميركياً وایرانیاً، وفي محاولات نفي تعدديته و قضاياه واولوياته، وتصل إلى العمل في تغيير تراثه ووحدته.

المثلث العراقي الذي نحن بصدده حالة وجع تكاد تكون دائمة ومرضية، حينما نستذكر من سبقوهم من الشعراء والكتاب والسياسيين الذين تركوا العراق مرغمين كارهين رغم عشقهم لاصولهم ومنبتهم وتربة بلدهم.

نتباهى بکم أيها العراقيون الذين كانوا معنا على الدوام، عرب وكرد، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة، كنتم مع الأردن وفلسطين سواء كان العراق ملكيا أو جمهوريا ، تقدميا او رجعيا ، كان العراق معنا رافعة وسنداً في مواجهه المشروع الاستعماري التوسعي العبري الإسرائيلي الصهيوني اليهودي.

اتحدث عن العراق، ولا ابتعد عن مظفر النواب، فالمعارك التي شارك بها سواء بأدوات سلمية مدنية ، أو مسلحة عنيفة، عبرت عن مرحلة، وعن حالة التصادم بين حركة التحرر العربية في مواجهة القوى الاستعمارية وأدواتها المحلية.

حركة التحرر العربية اخفقت الى الآن في تحقيق تطلعاتها نحو الحرية والاستقلال والديمقراطية والوحدة وفشلت، وها هو العراق نموذجاً يفتقد لما نحلم به من عناوين الحرية والاستقلال والديمقراطية والوحدة .

استذكار مظفر النواب مع الناقد المفكر القومي التقدمي عبد الحسين شعبان لهو استذكار الى ما نتطلع اليه، وتقديرا من خلال الثنائي، انهما وضعا المرآة أمامنا لما يجب أن نفعله ونناضل لاجله.

قضى مظفر النواب سنوات في السجون، وسنوات في النضال، و سنوات في المنافي، ولكنني اؤكد القول أن الطريق الذي اختاره مظفر النواب كمناضل وسياسي معبرا عنه كشاعر، لن يتوقف وسيواصل شعبنا بتطلعاته العابرة للحدود نحو انتزاع الحرية والاستقلال والديمقراطية و الوحدة ، وتحقيقها.

المصدر : وكالة سوا

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد