حوار مبدئي بين ممثلي الأسرى وإدارة السجون حول قضية الأسيرات
أكد نادي الأسير الفلسطيني أنّ جلسة عُقدت بين ممثلي الأسرى، وإدارة السجون في سجن "ريمون"، حول عمليات التنكيل الغير مسبوقة التي نُفذت بحق الأسيرات، وجاءت الجلسة بعد سلسلة خطوات احتجاجية نفذها الأسرى على مدار أيام.
وأوضح نادي الأسير، أن الجلسة تضمنت عرض كافة مطالب الأسيرات، وأبرزها وقف الاعتداء الغير مسبوق بحقهن، وعدم تكراره، وإنهاء عزل الأسيرات الثلاث شروق دويات، ومرح باكير، ومنى قعدان، لافتًا إلى أنّ الحوار المبدئي الحالي جاء بشرط إنهاء عزل الأسيرات، ورفع العقوبات التي فُرضت عليهن، وعليه سيكون تنفيذ هذه الشروط هي البداية لحوار معمق سيستمر حول قضية الأسيرات.
وأعلنت إدارة السجون عن موافقتها على شروط الأسرى، ومع ذلك سيبقى هذا الإعلان مرهون بالتنفيذ، علمًا أنه وحتى اللحظة لا توجد معلومات تؤكد إنهاء عزلهن، وفي حالة تم التأكيد سيكون هناك إعلان عن ذلك.
من جهتها قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إنه سيتم إعادة جميع الأسيرات المعزولات إلى سجن الدامون خلال وقت قصير وذلك وفقاً للمباحثات والتفاهمات بين إدارة السجون والاستخبارات وقادة الحركة الأسيرة، مع العلم بأنه حتى اللحظة تم إعادة الأسيرتين منى قعدان وشروق دويات من عزل سجن "جلبوع" إلى سجن "الدامون".
تفاصيل مؤلمة
ونقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير أصدرته اليوم الإثنين، تفاصيل مؤلمة لما تعرضن له أسيرات معتقل "الدامون" من قمع وتعذيب وعزل وانتهاكات جسيمة على يد وحدات القمع والسجانون خلال الأيام الماضية.
وأوضحت الهيئة أنه بتاريخ 14 كانون أول الجاري الساعة التاسعة مساءً، طلبت إدارة سجن "الدامون" بشكل مفاجئ من ممثلة الأسيرات مرح باكير بإفراغ إحدى غرف الأسيرات، وهذا ما رفضته الأسيرات لتأخر الوقت وسوء الطقس وصعوبة إزالة المحتويات من الغرفة، وطلبوا تأجيل الموضوع لساعات الصباح والتفاوض مع الإدارة، لكن إدارة المعتقل قامت بقطع التيار الكهربائي عن القسم بأكمله الساعة الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل، واقتحمت قوة كبيرة من وحدات القمع الغرفة المذكورة، رغم طلب ممثلة الأسيرات من الإدارة إرجاع وحدات القمع وخروج الأسيرات بإرادتهن من الغرفة، إلا أن الإدارة رفضت ذلك وقامت بالاعتداء عليهن (بالسحب والجر)، وتوزيعهن على الغرف الأخرى، وكرد على هذا الاعتداء بدأن الأسيرات بالطرق على الأبواب كخطوة احتجاجية.
وتابعت أنه في اليوم التالي استمرت الإجراءات التعسفية بحق الأسيرات، حيث اقتحمت وحدات القمع بأعداد كبيرة مجدداً القسم، وتم قطع التيار الكهربائي بحجة إجراء تفتيشات في الغرف، وتم سحب الأدوات الكهربائية (سخان الماء- بلاطة التسخين- التلفزيون- الراديو) من الغرف، وبعدها قاموا بزج ممثلة الأسيرات ونائبتها وثلاث أسيرات أخريات هن منى قعدان وياسمين جابر وربى عاصي داخل زنازين العزل، ومن ثم قاموا بإجراء حملة تنقلات للأسيرات بين الغرف ناهيك عن الاعتداء عليهن ، وعلى أثر ذلك قامت الأسيرات بالطرق على الأبواب كخطوة احتجاجية على الاعتداء عليهن والنقل التعسفي بحقهن.
وأشارت الهيئة أنه بعد انسحاب قوات القمع من غرف الأسيرات، قاموا بإعادة الأسيرتين ياسمين جابر وربى عاصي للقسم، مع استمرار عزل ممثلة الأسيرات مرح باكير ونائبتها شروق دويات والأسيرة منى قعدان حتى اللحظة، علماً بأن الأسيرات أبلغن خوضهن إضراب مفتوح عن الطعام فور إخراجهن من الغرف وزجهن بزنازين العزل.
وأضافت أنه تم عقد محاكمات غيابية لجميع الأسيرات القابعات بالمعتقل، وفُرض بحقهن عقوبات والتي تمثلت بحرمانهن من الزيارة والكانتينا لمدة شهر، أما عن الأسيرات ميسون الجبالي، ونورهان عواد وشروق دويات، وملك سلمان، ومرح باكير فقد فُرض بحقهن عقوبة مضاعفة وغرامة مالية.
وذكرت الهيئة أن إدارة السجون أبلغت الأسيرات بأنه سيتم تحويل قسم الأسيرات من قسم أمني لقسم مدني وإلغاء تمثيل الأسيرات.
ولفتت بأن حالة من التوتر والقلق تسود المعتقل وذلك بعد إغلاق قسم الأسيرات وفرض سلسلة من الإجراءات التنكيلية بحقهن والتي تمثلت: بمنعنهن من الخروج من الغرف بشكل قطعي، وحرمانهن من الاستحمام لمدة 3 أيام، ومنع مرافقة أي أسيرة لأسيرة أخرى أثناء الخروج للعيادة أو المشفى، وتهديدهن بشكل مستمر بالرش بالغاز في حال كان هناك اعتراض على أي إجراء يُفرض بحقهن، عدا عن انتهاك خصوصيتهن بشكل صارخ وذلك بعد ما جرى خلال جولة تفقد أبواب الغرف تفاجأت الأسيرات بوجود سجان مع السجانات يقومون بتفقد أبواب القسم.
علماً بأن الأسيرات يقمن حتى اللحظة بإرجاع وجبات الطعام احتجاجاً على يتعرضون له من اعتداءات جسيمة واحتجاجاً على عزل زميلاتهن الأسيرات وعدم معرفة أية معلومة عنهن.
وأعربت الهيئة عن قلقها على مصير وحياة الأسيرات خاصة أن إدارة السجون معززة بوحدات القمع تمعن بفرض انتهاكاتها بحقهن، ضاربة بعرض الحائط القوانين والأعراف الدولية، وطالبت المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل لوقف القمع المرتكب بحقهن.