نافل القول إذا كانت بلهوانيات نتنياهو وٱلاعيبه السياسية ، وأقواله تشبه زبد البحر ، فان أقوال نفتالي بينيت هي( الزبد نفسه )، فمنذ تعيينه رئيساً للوزراء وحتى يومنا هذا ،غابت عن أقواله فلسطين ، ولم يأت على ذكر الصراع ، وكثف من هرطقاته السياسية العبثية عن تهديد إيران لكيانه الغاصب ، وهو يعلم جيداً أن الدول الكبرى وبمؤامرة قذرة إقتلعت شعباً من جذوره ، وحل الغرباء الذين جاؤوا من وراء البحار محله ، بوعد بلفور الأسود ، ويبدو أن هذا الارهابي بمسرحيته الهزلية يوهم نفسه بإنه قادر على إقناع المجتمع الدولي ، عندما يقول ، يجب مواصلة النمو الطبيعي لتوسيع المستوطنات ، وأن القدس عاصمة كيانه الغاصب ، وليست عاصمة لشعب ٱخر ،وأن إقامة دولة فلسطينية ، ليست موجودة على أجندته ، وهذه السمفونية الغبية ، لاتفارق ، لسانه ، يصرح بها ، حتى قبيل لقائه الرئيس بايدن ، وكانت بمثابة رسالة للديمقراطيين الذين يديرون دفة الأمور ، لإمتصاص أية ضغوط ، أو ٱية انتقادات بشأن العلاقات الفلسطينية الأمريكية والاستيطان ، الأمر الذي يعتبر استخفافاً بالمواقف الأمريكية المعلنة تجاه الصراع الفلسطيني الصهيوني ، وتخريباً متعمداً للجهود العربية الأمريكية والدولية ، الرامية لخلق المناخات الإيجابية لاطلاق مفاوضات حقيقية لحل الصراع

.ومن الواضح أن الإرهابي بينت يحاول خلط الأوراق للتأثير على أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، والدولية للمنطقة بهدف تهميش القضية الفلسطينية عبر رفع وتيرة الاهتمام بالعوامل الإقليمية

الارهابي ( تلميذ نتنياهو ) مستوطن وأيديولوجي صلب لليمين السياسي ، يذكرنا بمقولة أسطورة الإرهاب والإجرام ( شارون ) عندما قال : ( نحن اليهود، أكثر من أي شيء آخر. والتنازل عن أي جزء من أرض آبائنا وأجدادنا يمزق القلب، صعب كشق البحر الأحمر. ولكن حق الشعب اليهودي على بلاد إسرائيل لا يعني تجاهل حق الآخرين في البلاد. فالفلسطينيون كانوا جيراننا أبدا. نحن نحترمهم ولا يوجد لنا أي تطلع لأن نحكمهم. هم أيضا يستحقون الحرية والوجود الوطني السيادي في دولة خاصة بهم ) ، هكذا يفكر القتلة و الإرهابيين ، فالإجرام ديدنهم

والإرهابي بينيت بخطابه أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة. كانت الكلمة الغير موجودة على أجندته ، ذكر القضية الفلسطينية ، حيث حرص على الا تخرج من فمه والحديث عن السلام ، لم ينطق لسانه به ، فكيف بذكر دولة ؟!!!!!

وفي الحقيقة موقف بينيت ، يذكرنا بموقف غولدا مائير الصهيونية القبيحة ،سيئة الذكر. عندما سألها أحد الصحفيين عن الشعب الفلسطيني ، فقالت اين هو الشعب الفلسطينى ؟ !!!!!

. لقد تجاوز الإرهابي بينيت الصراع المرير الذي يحسم مصيرنا كدولة وكشعب وكأنه يحلق عالياً ، فمن عباءته السياسية البشعة ، يريد تمديد المستوطنات الصهيونية وعلى حساب شعب ظُلم وأُقتلع من جذوره ، وهجر في بقاع الأرض ، أي بشاعة ؟

وأي ظلم هذا ؟

وبدلاً من أن يشرع في مفاوضات باتجاه حل الدولتين ، يواصل تبجحاته ووقاحته ، يباهي بحملة التطعيمات ضد فيروس كورونا ، وكأن الصراع الفلسطيني الصهيوني صراعاً هامشياً ،

نتنياهو هو بينيت ولكن اختلف الأسلوب، فالإثنان شربا من كأس اليمين الفاشي المتطرف

لقد دأب رؤساء الحكومات اليمينية ممارسة الإبتزاز وبيع الوهم على شعبهم وكذلك على العالم والهروب من مشاكلهم وتناقضاتهم إلى موضوعات عفى عليها الزمن مثل موضوع الكارثة ليستدروا عطف العالم ، وزج المحرقة في خطابهم السياسي والإعلامي ، والحديث عن يهود أوروبا في القرن الماضي ،

الجميع يعلم أن خطاب بينيت الصهيوني من أجل تماسك الحكومة ذات الأيديولوجيات المتناقضة ، وأنه يخاطب المجتمع الصهيوني والدولي للحيلولة دون تفككها ، مع أن الجميع يدرك أنه فارغ وغريب الأطوار ولن تصمد حكومته وقادم الأيام بحمل في طياته الكثير

أما خارجياً ، لقد استطاع في قادة المطبخ الصهيوني أن يجعلوا إيران حاضرة في العقل العربي ، وأنها تهدد العالم ، ومن هذا المنطلق تكونت قوي إقليمية فاعلة وإنكماش قوى أُخرى ، لذا سارعت بعض الدول العربية بالتطبيع مع الكيان الغاصب ....

وفي سياق الحوارات مع المجتمع الدولي التي استؤنفت بينها وبين جهات عدّة في العالم، بعد أن كانت منقطعةً إبّان عهد رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو .

وتمثّل أبرز تلك الحوارات، خلال الفترة القليلة الماضية، في ما بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، على خلفية أن العلاقات بين الطرفين قد انكفأت من جرّاء تركيز نتنياهو على العلاقات مع الدول التي لا تبهظها سياسته في هذه القارّة، وبالأساس مع هنغاريا واليونان وقبرص وبولندا ورومانيا. وتجسّد هذا الحوار في اللقاء الذي عقد في شهر تموز/ يوليو الحالي بين وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ووزير الخارجية الصهيوني يائير لبيد في بروكسل.

لقد قطع بينيت قول كل خطيب، لا سيما فيما يخصّ قضية فلسطين أو استئناف المفاوضات ، أعلن أنه في الوقت الحالي لا توجد إمكانية لتطبيق (حل الدولتين )

وكالعادة يدعي الصهاينة أن السبب في عدم التقدم في عملية السلام إنما يعود إلى الجانب الفلسطيني،بالادعاء الكاذب بأنه لايوجد شريك ، تلك الإسطوانة المشروحة التي تعود عليها العالم ودائما يكررون عقدة الأمن التي تشكل هاجساً وأنه في حال قيام دولة فلسطينية يجب أن تكون دولة ديمقراطية ومناصرة للسلام ، وان أن الكيان الغاصب ينبغي ألا يكون في عجلةٍ من أمره لتسوية هذه القضية،

وأن ثمّة أمر جيّد يحدث بين الكيان وبين المعتدلين في العالم العربي (اتفاقيات التطبيع)، ويعملون على توسيع دائرة السلام مع دول إضافية، وأن تشمل هذه الدائرة في نهاية الأمر مع فلسطين

بهذا. الطرح الكاذب والمخالف للحقيقة يخلطون الأوراق وتحت ( لمعتدلين العرب ) على غرار ما فعله نتنياهو قبله منذ أعوام كثيرة.

الصهيوني الكاذب الشريك الرئيس اليمين هو رئيس حزب( يوجد مستقبل ) يُعرّف نفسه بأنه من أحزاب الوسط، وهو يكرّر، في أدبياته وبرامجه السياسية، أنه ليس شريكًا في ما يسمونه (حملة الاتهام للكيان التي يشنها جزء من الجمهور اليهودي في ما يتعلق بمسألة السلام )

ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً :

ماهو برنامج حكومة بينت ، لابيد ؟ ومالجديد لديها ؟

فى الواقع لكل حكومةٍ برنامج تعمل على تطبيقه ، خصوصاً بعد أن رحلت ( صفقة القرن ) مع عرّابها ترامب؟

تفاعلات إقليمية ودولية ومتغيرات جديدة أفرزتها هذه المرحلة في منطقتنا ، فالصراع الساخن يحتاج إلى الكثير من القراءة العميقة والتحليل ، لاسيما أن هذا المستوطن كان رئيساً لمجلس إدارة المستوطنات ، ويحمل أفكاراً يمينية متطرفة ويكن عداءً للشعب العربي والفلسطيني وأن العربي الجيد هو العربي الميت

وعلى ضوء هذه المعطيات :

علينا أن ننهي الإنقسام و الإتفاق على استراتيجية وطنية لمجابهة هؤلاء القتلة الذين لا يؤمنون بالسلام وأن نكون موحدين كالبنيان المرصوص ، لأن وحدتنا هى صمام الأمان وهي الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات التي يديرها بينت ورفاقه الإرهابيون الصهاينة

جلال نشوان

المصدر : وكالة سوا

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد