هل يجوز صيام يوم الشك للقضاء .. اسلام ويب
تصدر سؤال هل يجوز صيام يوم الشك للقضاء محركات البحث الشهيرة خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك مع الاعلان العديد من المراصد الفلكية الدولية تحري هلال شهر رمضان مساء اليوم الأحد 11 أبريل 2021، لتحديد موعد بدأ شهر رمضان حيث من المتوقع وفق الحسابات الفلكية ان يكون الثلاثاء القادم.
وقال الشيخ حسن العسقلاني إن الرسول كان يكثر من الصوم في شهر شعبان وعندما سال عن ذلك قال :"شهر يغفر الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر يرفع فيه الاعمال الى الله ويحب أن ترفع اعمالي وانا صائم كما اخبرت السيدة عائشة أن الرسول كان يكثر في الصوم في شعبان حتى كان يقول انه صام شعبان كاملا".
وأوضح أن حكم صيام آخر يوم من شعبان إذ كان الاحد او الاثنين أو غير ذلك من وما هو يوم الشك الذي يحرم صيامه وما يتعلق بهذا الموضوع مستدلا بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم :"إذا كان لك عادة تصوم الإثنين والخميس وصادف آخر يوم الإثنين أو الخميس تصومه، لقوله ﷺ: لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صومًا فليصمه".
وأشار الى أن لا يجود تعارض بين هذه الاحاديث، والنبي عندما نهي عن صوم النصف الثاني من شهر شعبان نهى من يكن يصوم قبل النصف الثاني إلا من كان له عادة كما وضوح في الحديث السابق، ومتعود على الصيام يوم الاثنين والخميس أو يوم ويوم هذا يصح له أن يصوم أخر يوم في شعبان إذا كان يوم الاثنين أو إذ كان يوم الأحد إذ كان يصوم يوم ويفطر يوم هذا جائز ولا حرج في ذلك ولا حرمة فيه".
في ذات السياق، قال موقع إسلام ويب إن يوم الشك هو اليوم الثلاثين من شهر شعبان الذي وقع فيه الشك سواء كان شعبان أو رمضان، ودلت العلامة على أن يوم الشك هو اليوم الذي يتكلم فيه الناس بهلال رمضان ورؤيتهم لم تثبت، أو شهد شهادته شخص واحد أو أجاب شاهدان فاسقان على شهادتهما.
وولفت أن الليلة تكون في يوم الثلاثين من شعبان لكونها من رمضان، وسبب الشك يعود لإحدى الأمرين إما الشك في رؤية هلال رمضان أو عدم القدرة على رؤية هلال رمضان بسبب الغيوم ونحوها، وهما احتمالان، وهو تفصيل عند العلماء، وعرفه العلماء:
وهي الثلاثين من شعبان، إذا تحدث ليلتها من لم تقبل شهادته برؤية هلال رمضان، فاسق وعبد وامرأة، إنها الثلاثين من شعبان، إذا كانت السماء ليلة غائمة، ولم ير هلال رمضان، وهذا هو المشهور في التعري
وعند الشافعية: يوم الشك هو الثلاثين من شعبان، إذا تحدث الناس عن رؤية الهلال في الليل ولم يشهد به أحد أو من لم يشهد، مثل النساء والأولاد.
عند الحنابلة: يوم الشك هو يوم الثلاثين من شعبان، فإن لم ير الهلال ليله مع أن السماء صافية ولا داعي لذلك.
نعم، يجوز قضاء رمضان الفائت في يوم الشك وقبل رمضان بيوم أو يومين، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يوم الشك، ونهى عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين. ولكن هذا النهي ما لم يكن للإنسان عادة بالصيام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ). رواه البخاري (1914) ومسلم (1082)
فإذا اعتاد الإنسان صوم يوم الاثنين -مثلاً- ووافق ذلك آخر يوم من شعبان فإنه يجوز أن يصومه تطوعاً ولا يُنهى عن صيامه، فإذا جاز صيام التطوع المعتاد فجواز صيام قضاء رمضان من باب أولى، لأنه واجب، ولأنه لا يجوز تأخير القضاء إلى ما بعد رمضان التالي.
حكم صيام النصف الثاني من شهر شعبان :-
كان النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أكثر ما يصوم تطوعًا في شهر شعبان، وعندما سئل عن ذلك قال: "هو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".
ولكن هناك جدل يدور كل عام حول حكم الصيام بعد انتصاف شهر شعبان، نظرًا لورود حديث ينهى فيه النبي صلى الله عليه وآلة وسلم عن الصيام بعد انتصاف شهر شعبان وهو الحديث الذي رواه الإمام الترمذي: "إِذَا بَقِيَ نِصْفٌ مِنْ شَعْبَانَ فَلَا تَصُومُوا".
إلا أن هناك حديث آخر رواه الإمام مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ".
والعلماء حاولوا التوفيق بين الحديثين وقالوا إنه ينهى عن الصيام بعد انتصاف شهر شعبان إلا إذا كان شخصًا من عادته الصيام تطوعًا كصيام الأثنين والخميس مثلًا فيستمر على عادته، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ". فهذا يدل على أن الصيام بعد نصف شعبان جائز لمن كانت له عادة بالصيام.
وكذلك من نوى قضاء صيام واجب أو نذر أو كفارة فإنه يجوز له أن يصوم في النصف الثاني من شهر شعبان، ولكن يحرم صيام يوم الشك وهو يوم رؤية هلال رمضان.
وعن ذلك قال الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى: "هذه الأحاديث لا تنافي الحديث المحرم لصوم ما بعد النصف من شعبان؛ لأن محل الحرمة فيمن صام بعد النصف ولم يصله؛ ومحل الجواز بل الندب فيمن صام قبل النصف وترك بعد النصف أو استمر؛ لكن وصل صومه بصوم يوم النصف؛ أو لم يصله وصام لنحو قضاء أو نذر أو ورد".
وشَعْبَانُ هو الشهرُ الثامنُ من السَّنَةِ القَمَرِيّةِ أو التقويمِ الهِجْرِيّ. كانت تسمية هذا الشهرِ كباقي الشهورِ في عصرِ ما قبلَ الإسلامِ وسُمِّيَ هذا الشهرُ بشعبانَ لتشعب القبائل العربية وافتراقها للحرب بعد قعودها عنها في شهر رجب حيث كانت محرمة عليهم، حيث كان النبي محمد يصوم أكثر شهر شعبان، لقول عائشة: "كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان".[1]