في آخر إحاطة له

ملادينوف يوجه عدة رسائل مهمة

نيكولاي ملادينوف- منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط

في آخر احاطه له بمجلس الأمن الدولي وجه نيكولاي ملادينوف منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط ، عدة رسائل مهمة متعلقة بالشأنين الفلسطيني والاسرائيلي.

وحث ملادينوف الإسرائيليين والفلسطينيين ودول المنطقة والمجتمع الدولي الأوسع على "اتخاذ خطوات عملية لتمكين الأطراف من الانخراط من جديد" في عملية السلام.

وقال ملادينوف إن حوادث العنف استمرت في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة (..) مشيرا إلى أن القانون الإنساني الدولي يحظر إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على التجمعات السكانية المدنية الإسرائيلية من قبل حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما، وقال "يجب على المسلحين الفلسطينيين وقف هذه الممارسة على الفور".

وأعرب عن أسفه حيال مصير مدنيْين إسرائيليْين وجثتي جنديْين إسرائيليْين لدى حماس في غزة قائلا إن :" ذلك يشكل مصدر قلق إنساني كبير"، مناشدا "حماس إطلاق سراحهم فوراً".

كما أعرب عن القلق إزاء استمرار الممارسة الإسرائيلية المتمثلة في احتجاز جثث الفلسطينيين (..) دعا إلى إعادة الجثث المحتجزة إلى عائلاتها، تماشياً مع التزامات إسرائيل بموجب القانون الإنساني الدولي.

وأضاف ملادينوف أن التطورات المتعلقة بالمستوطنات الإسرائيلية مستمرة، في ظل التوسعات في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، مشيرا إلى أن السلطات الإسرائيلية أعلنت في 13 كانون الأول/ديسمبر، عن مناقصة لبناء 290 وحدة سكنية في مستوطنة جيلو في القدس الشرقية.

وفي 16 ديسمبر / كانون الأول، قدم الكنيست الإسرائيلي، في تصويت أولي، مشروع قانون يحدد إطارا زمنيا لمدة عامين لإضفاء الشرعية على 65 بؤرة استيطانية ويفرض معاملة هذه المواقع على أنها مستوطنات مرخصة في غضون ذلك، حيث يتلقى سكانها جميع الخدمات البلدية.

وقال ملادينوف إن النشاطات الاستيطانية ترسخ الاحتلال الإسرائيلي وتقوض آفاق حل الدولتين.

وأوضح أن "تقدم جميع الأنشطة الاستيطانية يجب أن يتوقف على الفور"، مشددا على أنها تشكل "انتهاكا صارخا" لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي.

كما وصف المنسق الخاص استمرار هدم ومصادرة المشاريع الإنسانية والمدارس الفلسطينية بالأمر الذي يثر "قلقا عميقا".

وقال: "إنني أدعو السلطات الإسرائيلية إلى وقف هدم الممتلكات الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين وطردهم".

ولفت المنسق الخاص الانتباه إلى احتمال توقف الخدمات الحيوية في الأرض الفلسطينية المحتلة حيث تواجه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين ( الأونروا ) فجوة في التمويل تبلغ 88 مليون دولار، والتي تشمل حوالي 22 مليون دولار لدفع رواتب ما يقرب من 30,000. عامل في مجال التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية وغيرهم من العاملين في الخطوط الأمامية الذين يساعدون اللاجئين الفلسطينيين بشكل مباشر.

وقال ملادينوف: "إن الوكالة ليست فقط شريان حياة للملايين من لاجئي فلسطين، وهي منخرطة بشكل كامل في مكافحة كوفيد -19، ولكنها أيضا ضرورية للاستقرار الإقليمي. التمويل الكافي ضروري لاستمرارية الوكالة، وأنا أجدد ندائي للحصول على الدعم".

وقال ملادينوف إن "آخر تقييم للاحتياجات الإنسانية قد أظهر أن 2.45 مليون فلسطيني - حوالي 47 في المائة من السكان يحتاجون حاليًا إلى المساعدة".

وشارك ملادينوف مجلس الأمن بعض الأفكار حول قضية الشرق الأوسط قائلا إن الإسرائيليين والفلسطينيين، واليهود والعرب، عاشوا في صراع لفترة طويلة جدا، وإن "الخسارة والنزوح جزء من التاريخ الشخصي لكل أسرة على مدى أجيال".

وأشار إلى أن الفلسطينيين "اقتلعوا من منازلهم" وأجبروا على البحث عن ملاذ عبر المنطقة ، بينما "اقتلع اليهود من مختلف الأنحاء" وأجبروا على البحث عن ملاذ في إسرائيل. وفقا لقوله

وذكّر ملادينوف أن الصراع ليس فقط على الأرض أو التاريخ، "إنه صراع على حق دولتين في التعايش معا".

هل السلام ممكن؟

وقال ملادينوف إن كل فلسطيني قابله يعتقد أن المفاوضات هي "مجرد واجهة" لمزيد من الاستيلاء على الأراضي بينما يعتقد كل إسرائيلي أنها ستؤدي إلى مزيد من "العنف والإرهاب".

وقال ملادينوف: "لا يمكن للعالم أن يترك الوضع دون رقابة"، مشيرا إلى قرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الثنائية وجهود اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، التي تهدف جميعها إلى حل النزاع.

وشدد على أنه "لا أحد في المجتمع الدولي يشكك في الأساس القائل بأن أي قرار يجب أن يقوم على أساس دولتين" ويتطلب "المشاركة بين الطرفين وليس من خلال العنف".

ودعا كلا الجانبين إلى النظر إلى الداخل -بشكل منسق وبشكل مستقل- "لحماية هدف السلام المستدام".

وأعرب المنسق الخاص عن إيمانه الراسخ بأن "هدف السلام العادل والدائم بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني يظل قابلا للتحقيق من خلال المفاوضات ويمكن أن تتوسط فيه اللجنة الرباعية للشرق الأوسط والشركاء العرب".

وقال "يجب على اللجنة الرباعية للشرق الأوسط - جنبا إلى جنب مع الشركاء العرب - والزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين، العمل معا للعودة إلى مسار مفاوضات هادفة".

وأعلن ملادينوف أن النرويجي تور وينسلاند سيتولى مهمة المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، ووصف خليفته بأنه "أحد أكثر الدبلوماسيين كفاءة الذين عملتُ معهم على الإطلاق".

واختتم المبعوث الأممي المنتهية ولايته قائلا: "أتمنى له كل النجاح في السنوات القادمة"، آملا في أن يقدم أعضاء مجلس الأمن الدعم الكامل له كما فعلوا معي".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد