لم تمنعه إجراءات وسياسات الاحتلال في القدس من المقاومة، كما لم يمنعه عجزه البصري من فقدان الوسيلة للمشاركة في تحرير الأرض والمقدسات.. أسير صاحب همة وإرادة صلبة لم تلين نهائياً رغم فقد البصر ورغم المرض الذي أنهك جسده الطاهر.

أنه أسير من نوع آخر، أنه الأسير البطل علاء الدين البازيان أبو كمال ابن الـ 62 عاماً هو رمز من رموز حركتنا الأسيرة وعنواناً من عناوينها.

هو من الأسرى القدامى حيث أمضى 38عاماً داخل سجون الاحتلال، ولد أسيرنا البطل في 27/6/1958 في حارة السعدية في البلدة القديمة بمدينة القدس، متزوج ولديه ابنتين أنجبهما بعد الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار(شاليط).

تتكون عائلته من والده الحاج الفاضل أحمد البازيان والذي توفي عام 2009 ورفضت مصلحة سجون الاحتلال الصهيوني أن يودعه أو أن يشارك في تشييع جثمانه وبعد عام فقد والدته قبل أن يحتضنوه وله من الإخوة أربعة.

المؤهل العلمي: حصل على الثانوية العامة داخل السجن رغم فقدانه للبصر ولكن بعد المطالبات من الأسرى بإدخال آلة بريل وبعد ذلك تم مصادرتها حتى لا يستطيع الالتحاق بالجامعة.

يعتبر الأسير البازيان من عمداء الأسرى وهو سادس أقدم أسير مقدسي وفاقد للبصر من اللحظة الأولى لاعتقاله قبل 38 عاماً والذي لا يزال يكابد لوعة الأسر والفراق والبعد عن الأهل والزوجة والأبناء.

فقد بصره وأصيب جسده بإصابات خطيرة نتيجة انفجار عبوة ناسفة كان قد جهزها للتخلص من بعض العملاء الذين يلاحقون المقاومين والفدائيين من مجموعاته، وأيضاً في هذا الانفجار استشهد صديقه كمال ال نابلس ي.

تعرض الأسير علاء إلى أقسى أنواع التعذيب حيث استغلوا اصابته في عينيه وجسده وقد ساوموه على العلاج بشرط الاعتراف على إخوانه، لكنه رفض الاعتراف، مما جعل المحققين يوعزوا للجنود بتخييط عينيه ويفقد البصر نهائياً بعد أن كان هناك بصيص أمل لأن يعالج وهذا حسب كلام أهله، وأيضاً بعد التحقيق القاسي معه اضطر الأطباء الى استئصال الطحال له بعد أن وصل إلى مرحلة الخطر أثناء التحقيق.

الاعتقال الأول لأسيرنا كان بتاريخ 20-4-1979 وتم إطلاق سراحه بتاريخ 20-4-1981 لعدم اعترافه بأي شيء وعدم توفر أي أدلة عليه، أما الاعتقال الثاني لأسيرنا كان بتاريخ 4-12-1981 وأطلق سراحه في صفقة التبادل عام 1985 والذى حكم هذا الاعتقال بـ 20عاماً وبعدها كان الاعتقال الثالث بتاريخ 20-6-1986 وحكم مدى الحياة بتهمة تشكيل مجموعات فدائية وقتل جنود صهاينة وإلقاء قنابل يدوية على الجنود الإسرائيليين, وتم إطلاق سراحه في صفة وفاء الأحرار بتاريخ 18-10-2011 وتم اعتقاله للمرة الرابعة بتاريخ 18-6-2014 وأعيد له الحكم السابق وهو مدى الحياة والتهمة المنسوبة إليه المشاركة في مهرجان يوم المرأة العالمي والمشاركة في عيد الأم والتهمة الثالثة بتلقيه راتب شهري من جهة معادية وهي السلطة الوطنية الفلسطينية.

خلال فترة الاعتقال كان أسيرنا البطل من المهتمين بالثقافة حيث كان يداوم يومياً على قراءة الصحف والكتب وكان يركز بشكل كبير على الكتب التي تتحدث عن تاريخ فلسطين وتاريخ العالم العربي وعن تجارب الثورات العربية والاسلامية.

وعن كيفية قراءته للكتب وهو كفيف كان له أربع زملاء في الغرفة التي يعيش فيها كانوا يتناوبون على قراءة الكتب له كل يوم أربع ساعات وبعد الانتهاء من قراءة أي كتاب كانوا يتناقشون فيه، وأيضا كان أسيرنا يعطى الأسرى جلسات ثقافية ودينية وفكرية داخل السجن.

كتب الأسير مقالات كثيرة كانت تنشر فقط في المجلات الاعتقالية لعدم قدرته على توصيلها خارج السجون.

من كلمات أسيرنا المجاهد:

كان دائماً يقول لو أمضيت مائة عام داخل السجون لن أقول كلمة استجداء لهذا العدو المجرم الذي احتل أرضنا وهجر أهلنا وقتل أبناءنا،

وأيضاً كان يقول يجب كسر معايير الاحتلال في قضية الإفراج عن الأسرى وخاصة الأسرى القدامى.

ومن كلماته المؤثرة أنه قال إن خبر وفاة والدتي كان عليه أقسى من فقدان بصري.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد