رسم خطاب الرئيس محمود عباس (أبو مازن) في افتتاح المجلس المركزي، ملامح المرحلة القادمة، في مرحلة ما بعد الانتخابات الاسرائيلية ١٧ / ٣ / ٢٠١٥، في وقت جاء فيه خطاب رئيس المجلس الوطني، مفصلاً وموضحاً لخطوط عريضة اوردها خطاب الرئيس. لعل ابرز تلك الخطوط، اعادة النظر في وظيفة السلطة، وهي اساس وقاعدة الدولة المنشودة. هذه السلطة التي وصفها الرئيس اكثر من ذوي مرة، بأنها سلطة بلا سلطة، وبأنها باتت بحاجة لاعادة النظر، لاعادة ترسيم وظائفها ودورها، في ظل ما تقوم به اسرائيل من حالات استلاب لوظائفها ولدورها، وحتى لأموالها.
هنالك لجنة ستعيد دراسة وظائفها، وتقترح ادواراً لها، غير تلك المعمول بها، وهنالك لجنة ستعيد النظر بالتنسيق الأمني، وتقدم اقتراحاتها بهذا الشأن! لمناقشته في الدورة القادمة للمجلس المركزي، وهو أعلى سلطة عند عقده. لن يكون هذا المجلس، الذي انهى اعماله امس، مخولاً لاتخاذ قرارات قبل اجراء تلك الدراسات المعمقة، في وقت سنشهد فيه تشكيلة حكومة اسرائيل القادمة، بعد اجراء الانتخابات الاسرائيلية يوم ١٧ / ٣ الجاري. الاوضاع الاقليمية حبلى باستحقاقات كبرى، والوضع الدولي، بات في حالة انتظار لما ستحمله المفاوضات الاميركية ـ الايرانية، بشأن ملف ايران النووي!!
قد يكون هنالك مفاجآت دراماتيكية، قادمة، لكن المؤشرات كافة تشير لسير الامور، سيراً هادئاً تشهد به تلك الملفات سخونة وحرارة دون صخب وضجيج السلاح!
فيما يتعلق بالوضع الداخلي الفلسطيني، اشار خطاب الرئيس، لحرص م.ت.ف والسلطة على وحدة الصف واعادة اعمار غزة ، واجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية. لعله بات من المفروغ منه، ان اجراء تلك الانتخابات بات يشكل خشبة الخلاص، للشرعيات جميعها، وبأن ذلك بات يحتاج لتوافقات واضحة وبينّة، فيما بين فتح و حماس ، والفصائل كافة، لأنه ودون توافقات واضحة، ستبقى الامور تراوح مكانها، وستغدو مسألة الانتخابات، وكأنها مطلب الجميع، دون اجراءات جدية.
اشارت كلمة «ابو الأديب»، لضرورة عقد دورة للمجلس الوطني الفلسطيني، بعد ان طال غيابه، لعل الدورة القادمة للمجلس المركزي الفلسطيني، التي ستستمع لما توصلت اليه اللجان المختصة، بشأن وظائف السلطة، والمقترحات الخاصة بشأن التنسيق الامني، ستكون قادرة لمناقشة آفاق عقد دورة جديدة للمجلس الوطني.
إن عقد دورة جديدة، للمجلس الوطني، ستكون قادرة على تجديد الشرعيات كافة، تجديد العضوية للمجلس الوطني، وهو بمثابة البرلمان الفلسطيني وتجديد عضوية اللجنة التنفيذية، واعادة تركيب المجلس على أسس جديدة، قادرة على خوض غمار مهام المستقبل.
ما ابرزته دورة المجلس المركزي، الاخيرة، بأن آفاق مرحلة جديدة قادمة لا محالة.
وبهذا المعنى، اكتسبت هذه الدورة بعداً تاريخياً عميقاً، والقت الاضواء على تخوم المرحلة القادمة!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية