ما حدث أثناء العاصفة الأخيرة، جنى، دلّل بما لا يدع مجالاً للشك، بأن مستوى الوعي الشعبي الفلسطيني، بات قادراً على تجاوز صعوبات بيئية غير مسبوقة.
جنى، هي العاصفة الثالثة في الموسم الشتوي الراهن، جاءت إلكسا وبعدها هدى، وكان آخرها جنى...، حدثت مشكلات في الموجتين السابقتين، ذلك أننا نشهد تغييرات مناخية، لم نعتد عليها، ولم نستعد لها، لكن ما حدث سابقاً، تمت دراسته ووضع الخطط اللازمة لتجاوزه...
لم يقتصر العمل على غرف العمليات المشتركة من الدفاع المدني وأجهزة الأمن المختلفة، ذلك أن غرف عمليات محلية وشعبية، جاءت بمبادرات قوى مدنية، كما حدث في القدس والأمعري وغيرهما، شارك بها شباب وشابات، وبإمكانات متواضعة، لكنها كانت مفيدة، بل وشديدة الفائدة.
ما حدث في فلسطين، إبّان عاصفة جنى، دلّل بوضوح، على أن الدفاع المدني والبلديات وأجهزة الأمن، إضافة للوعي الشعبي، وتجاوبه مع التعليمات الرسمية رسم صورة مشرقة وحضارية، لشعب ولسلطة قادرة على حماية الشعب والناس، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم، وعبور عاصفة لا يستهان بها، بسلامة وأمان، ليتكامل ذلك مع جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها، ليعطي الدليل الكافي، على أن الشعب الفلسطيني، بقواه وقوامه، قادر على الحفاظ على سلطته السياسية، وتكوينه السياسي، وصولاً للاستقلال. شعب يستحق الحرية وإقامة الدولة ذات السيادة الكاملة.
صحيح أن الإمكانات المتوافرة، هي إمكانات قليلة، لكنها أدت وظيفتها، بأيد كفؤة ومؤمنة وقادرة.. هل سيكون النجاح أوضح وأوسع في حال توافر المعدات اللازمة، بالتأكيد، وما ينطبق على أداء الدفاع المدني، وأجهزة الأمن، ينطبق على كافة مناحي الحياة الفلسطينية، اقتصادياً وعلمياً واجتماعياً على حد سواء.
هذا ما تحقق عملياً، وهذا ما لمسه المواطن، كما لمسه رجل السلطة. وهذا ما بات واضحاً للقاصي والداني، إقليمياً ودولياً على حد سواء.
الفلسطينيون يستحقون دولة، وهم قادرون، على إقامة كيانهم السياسي المستقل، والحفاظ عليه. هم ليسوا أدنى من غيرهم، أو جيرانهم. علينا أن نهنئ بلدياتنا ومحافظينا ورجال أمننا على سلامتنا، علينا أن نهنئ شعبنا على وعيه وحرصه الحضاري.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية