السنوار ينقل رسالة إلى إسرائيل عبر ملادينوف حول أوضاع غزة
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم السبت، عن رسالة نقلها قائد حركة حماس يحيى السنوار إلى إسرائيل خلال الأيام الأخيرة،عبر مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف ، بشأن الوضع في قطاع غزة .
وقالت الصحيفة في مقال للكاتب أليكس فيشمان:" في حديث بين السنوار وملادينوف كان موجها في واقع الأمر إلى أذان إسرائيلية، أشار السنوار إلى خيارين أساسيين للحل، الأول: المسؤولية عن إعادة إعمار قطاع غزة تتم بوسائل سلمية وبوساطة دولية.
أما الخيار الثاني بحسب فيشمان، فهو ازمة عسكرية حادة ستستوجب تدخلا عربيا ودوليا فوريا لحل الضائقة في غزة، مشيرا إلى أن الخيار الأول هو باحتمال متدن.
وأشار الكاتب إلى أن السنوار تعهد لسكان غزة في شهر تشرين ، بانه سيتم رفع الحصار.
وأضاف الكاتب:" هذا لم يحصل، فقد اشترت إسرائيل الهدوء بالمال، مددت ساعات الكهرباء وسمحت للقطريين بنقل الأموال النقدية إلى القطاع. ولكن هذه المناورة أيضا تنتهي".
وأردف الكاتب أنه "في 30 آذار ستحل الذكرى السنوية الأولى لمسيرات الاحتجاج على الجدار وحماس لا يمكنها أن تعرض إنجازا جوهريا واحدا في صالح السكان. فضلا عن ذلك، في شهر آذار تبدأ فترة "أيام الذكرى": يوم الأرض ، يوم الأسير ، يوم النكبة ، يوم النكسة. شهران يتصاعد فيهما التوتر والعنف على أي حال في كل سنة".
وتابع:" في المرحلة الحالية يتركز الجهد على ممارسة الضغط على سكان غلاف غزة، من خلال المظاهرات النهارية والليلية، الانفجارات على الجدار، استخدام مكبرات الصوت والبالونات المتفجرة – كذاك الذي رأيناه هذا الأسبوع. يقول التفكير الفلسطيني بان حساسية نتنياهو، عشية الانتخابات، لاحتجاج الإسرائيليين بسبب التدهور في الأمن – ستثنيه.
وقال فيشمان:" في جهاز الأمن يوجد هناك أيضا من يقدرون بان قيادة حماس في القطاع ستنتظر نتائج الانتخابات في إسرائيل قبل أن تنتقل إلى خطة عسكرية".
وأوضح أنه "ليس مؤكدا ان لهذه النظرية أساسا في الواقع. فحملة الرصاص المصبوب في كانون الأول 2008 نشبت في ظل حملة انتخابات".
وأشار الكاتب إلى أن خيبة الأمل الفلسطينية من خطة ترامب هي عود ثقاب آخر في رزمة أعواد الثقاب التي أشعلت منذ الآن وتهدد بإحراق الضفة والقطاع حيال السلطة وحيال إسرائيل.
ومضى قائلا:" اذا كانوا في الجيش تحدثوا في كانون الثاني، عشية تغيير رئيس الأركان عن تحذير استراتيجي من انفجار مع الفلسطينيين في 2019، فإننا اليوم بتنا في داخل هذه الأزمة وليس أمام وجهها العنيف".
وبين أنه منذ المداولات الأولى التي أجرتها هيئة الأركان أوضح رئيس الأركان أفيف كوخافي بان المواجهة في غزة محتمة ويجب الاستعداد لها وكأنها توشك على الوقوع غدا. وبالفعل، وفقا لتعليمات رئيس الأركان يوجد الجيش اليوم في ذروة جهد مركز للاستعداد للمواجهة في القطاع".
ولفت إلى أنه" ليس صدفة ان الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي اختار ان ينشر علنا وبالتفصيل أهداف المناورة المفاجئة التي جرت في بداية الأسبوع".
واستطرد:" لقد تم تخطيط المناورة فور دخول كوخافي إلى منصبه، في منتصف كانون الثاني، أما من فوجئ بذلك فهي تلك الوحدات من قيادة الشمال التي جيء بها بشكل مفاجئ إلى سيناريو حرب في جبهة الجنوب، وفحصت في المناورة "لبنة أساسية" واحدة في الجيش البري".
وأشار إلى أن الحديث يدور عن طاقم قتالي لوائي يتشكل من كتائب مدرعات، هندسة ومشاة، بمرافقة قوة مدفعية وجوية. في الوضع الحقيقي فان عشرات "اللبنات" كهذه ستدخل إلى قطاع غزة.
وقال الكاتب في يديعوت:" في الجيش الاسرائيلي أرادوا لحماس ان تفهم بان القصة جدية، وانه بخلاف تقديراتهم للوضع، بان إسرائيل لن تتردد بالدخول إلى القطاع".
وأضاف:" في هذه الأثناء لا يصدق السنوار بان إسرائيل ستجتاز الخطوط، إلى ما هو أكثر من بضعة أيام قتالية قصيرة".
ولفت إلى أن الاسرى الذين كانوا مع السنوار لسنوات طويلة في السجن الاسرائيلي، ذات أنماط العمل التي كانت لديه حين كان زعيما لحماس في السجن.
وبحسب قولهم فان فكرة السنوار الأساسية بقيت كما هي: لا يمكن الحصول على أي شيء من إسرائيل إلا بالقوة، واستخدام القوة لديه، مثلما في السجن، متوازن ومدروس.
وتابعت "في حينه كان يوجه الاسرى تحت قيادته بان يفتحوا إضرابا متواصلا عن الطعام، في ظل أخذ مخاطرة برد فعل قاس من جانب مصلحة السجون، وحين لم يجد هذا وجه رجاله بمهاجمة السجانين، وكان مستعدا لان يدفع ثمنا باهظا لمعرفته بان في نهاية المطاف ستدخل سلطات السجن معه في مفاوضات".