اجتماعاتنا بالقاهرة ركزت على 5 ملفات
هنية: حماس لا ترتبط بالإخوان والعالم العربي سيشاهد شيئا مختلفا بأي مواجهة مع إسرائيل
كشف إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، أن اجتماعات وفد حركته إلى القاهرة مع السلطات المصرية، ركزت على خمسة ملفات، مشيرا إلى أن الزيارة جاءت استمرارا للقاءات التي جرت بالفترة الماضية، وللتأكيد على محورية الدور المصرى فى القضية الفلسطينية عامة، وقطاع غزة بشكل خاص.
وقال هنية خلال ندورة استضافتها صحيفة "المصري اليوم" بالقاهرة، ونشرت تفاصيلها اليوم الجمعة، إن الملف الأول يتناول العلاقات الثنائية بين الفلسطينيين ومصر، مضيفا : "أكدنا تقدير الشعب الفلسطينى عامة للدور التاريخى لمصر التى خاضت حربا من أجلها، فضلا عن الدبلوماسية النشطة من أجل تقديم الدعم للفلسطينيين".
وأوضح هنية أن الملف الثانى الذى تم التركيز عليه فى اللقاءات، يتعلق بالتطورات السياسية التى تحيط بالقضية الفلسطينية والمنطقة بشكل عام.
ولفت إلى أن الملف الثالث يتمثل فى المصالحة، مبينا أن الجانب المصرى شدد على ضرورة تحقيق الوحدة و المصالحة الفلسطينية لتعزيز الصمود والقدرة على مواجهة التحديات.
اقرأ/ي أيضًا: هنية يعلن استعداده للقاء الرئيس عباس ويدعوه للقدوم إلى غزة
وحسب هنية، فإن حماس أكدت أنها ترغب فى تحقيق وإنهاء الانقسام والعمل على إتمام الوحدة من خلال وضع "خارطة طريق" مضيفا : "نحن منذ 12 عاما، نسير فى إطار المفاوضات والاتفاقيات المتعلقة بالمصالحة، لكننى أستطيع القول بأن سبب تعطيلها متعلق بالتدخلات الغربية الأمريكية، للضغط على السلطة لإبقائها بعيدة عن عقد الوحدة مع حماس، بجانب أمور تتعلق بالسلطة".
وذكر أن "موضوع الشراكة لم ينضج بالدرجة الكافية التى تؤمن كيانا سياسيا موحدا ووحدة فلسطينية حقيقية"، مستطردا : "لذلك أكدنا ضرورة أن تنجح مصر فى تحقيق هذه التطلعات".
وتابع هنية إن الملف الرابع الذى تم تداوله هو "الأوضاع الإنسانية والحصار فى قطاع غزة"، مشيرا إلى أن "غزة تعرضت لمعركة ثلاثية الأبعاد، منها ما هو متعلق بالحصار السياسى من قبل الاحتلال وعدم اعترافه بانتخابات عام 2006، والبعد العسكرى أيضا من خلال 3 حروب آخرها فى عام 2014، وتسببت جميعها فى سقوط آلاف الشهداء والمصابين، وتدمير آلاف المنازل".
ونوه إلى أن الملف الخامس هو الأمن القومى المصرى، موضحا أن الحركة أكدت فى كافة اللقاءات أنه لا مساس بالأمن القومى المصرى، وغير مسموح بالاجتهاد فى هذا الملف على الإطلاق.
وقال : "كما كشفنا واستعرضنا الجهود التى تبذلها الأجهزة الأمنية فى غزة من خلال السيطرة على الأنفاق، وملاحقة أصحاب الفكر المنحرف"، مشددا على أن "غزة لن تكون مصدر تهديد، بل كانت وستظل مصدر تأمين".
ووجه رئيس حركة حماس، رسالة إلى الشعب المصري، قائلا : "لن نتهاون في أي شيء يتعلق بأمن مصر".
وفي هذا الإطار، أكد هنية أن القضية الفلسطينية هى القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، مستطردا : "لذلك فإن كافة اللقاءات التى تتم مع الجانب المصرى، ليست بهدف إزالة الغموض الذى يحوم حول علاقة حماس بمصر، بل كشف جسور الثقة التى تم بناؤها على مدار عقود مضت، وتم إحياؤها خلال الفترة الماضية".
وأوضح أن حركته تمكنت من استعادة الكثير من حيوية العلاقة المتبادلة مع مصر، معتبرا أن ترؤس مصر الاتحاد الأفريقي، سيفيد القضية الفلسطينية فى المحافل الإقليمية والدولية ومحاصرة التمدد والتغلغل الإسرائيلى فى القارة.
وفي سياقٍ متصل، ذكر هنية أن موظفي السلطة الفلسطينية في معبر رفح كانوا يؤدون عملهم بكامل حريتهم ومسئوليتهم، مضيفا : "لم يكن لنا أي تدخل فى حركة السفر، وتحركات المواطنين وحركة التسجيل ذهابا وإيابا كانت تخضع للرقابة من موظفى السلطة من رام الله ".
واستدرك : "لكن فى الخارج لم يكن هناك تفاهمات متعلقة بترتيبات الأجهزة الأمنية والمدنية داخل القطاع (..) كيف تجرى تنسيقا بين من يعملون فى إدارة المعبر دون وجود أذرع لهم داخل غزة، خاصة فى وزارة الداخلية وتسجيل الركاب".
وتابع : "لأنها خطوة مبتورة من السياق العام (..) كان يفترض أن يتم الاتفاق على المعابر والأجهزة الأمنية وكل شىء، لتبدو الأمور فى عملية انسيابية"، مبينا أن "هذا الأمر لم يتم، والأخوة داخل معبر رفح كانوا يعملون بشكل كبير جدا". وفق قوله.
وتساءل هنية : "لماذا الأشقاء فى مصر فتحوا المعبر واستمروا فى العمل حتى بعد خروج موظفى السلطة من معبر رفح؟"، مجيبا : "لأنهم يرون أنها مسؤولية قومية أخلاقية تجاه إخوانهم، ثانيا لم تكن هناك مشاكل صدرت منا تستوجب أن يكون هناك رد فعل حتى من الجانب المصرى على خطوة خروج موظفى السلطة من المعبر".
تمكين الحكومة
وفي إطار آخر، قال هنية : "لا يوجد تمكين حكومة من الأساس (..) كنا نتحدث عن الاتفاق المتكامل. رفع العقوبات التى مازالت مستمرة فى الفترة الأخيرة، والرئيس محمود عباس ، أخد قرار بوقف رواتب أكثر من 5600 شخص بما فيهم عائلات 1800 شهيد"، مشددا على أنه يجب رفع "العقوبات" وتشكيل حكومة وحدة وطنية لعدم فصل غزة عن الضفة الغربية.
واعتبر أن السلطة الفلسطينية هى التى لم تأخذ الخطوات المطلوبة على هذا الصعيد.
الانتخابات
وقال هنية إن حركته مع الانتخابات العامة، رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، مشيرا إلى أنه يجب البدء بالرئاسية والتشريعية والاتفاق على موعد لإجراء انتخابات على المجلس الوطني.
وحول شروط حماس، تساءل هنية : "هل وضع رقابة فصائلية تؤمن انتخابات نزيهة يعتبر شرطا تعجيزيا، فهل احترام العملية الانتخابية يعتبر شرطا تعجيزيا".
وأضاف : "لا هذه متطلبات نجاح الديمقراطية، وتشمل أيضا القبول بالانتخابات ونتائجها"، متابعا : "كيف نجرى انتخابات دون أن يكون هناك ضمانة لاحترام نتائجها".
ونوه إلى أن تلك ليست شروط حماس بل متطلبات العمل الديمقراطى فى أى مكان فى العالم، مؤكدا استعداد حركته للذهاب لإجراء انتخابات تحت رقابة دولية أو وطنية.
حماس والإخوان المسلمين
وتحدث هنية عن حركة حماس، قائلا "إننا حركة تحرر وطنى فلسطينى بمرجعية إسلامية، ونحن لا نخفى هذا، ودخلنا الانتخابات وانطلقنا ومستمرون على هذا الأساس".
وأضاف: إن كنا ننتمى لهذا الفكر الوسطى المعتدل الموجود فى المنطقة، لكن ليس لنا أى ارتباط تنظيمى بأى مكون خارج حدود فلسطين، وليس لنا أى ارتباط تنظيمى سواء بجماعة الإخوان فى مصر أو فى غير مصر إطلاقا، لا فى السابق ولا الآن، وامتدادنا التنظيمى فى داخل أوساط أبناء شعبنا الفلسطينى سواء داخل فلسطين أو خارجها.
منحة قطر
وفيما يخص المنحة القطرية ، أكد هنية أنها "جاءت ضمن تفاهمات تمت مع الأشقاء فى مصر، بأنه سيكون هناك منحة لرواتب الموظفين، خاصة أن قطر قالت إنها تستعد لتأمينها".
وقال : "حين وجدنا الاحتلال الإسرائيلى يستخدم المنحة استخداما سلبيا من خلال ابتزاز سياسى يمس الكرامة الوطنية، اعتذرنا للإخوة فى قطر، وقلنا لا نريد هذه المنحة، لأن تل أبيب تستخدمها للي أذرعنا".
إدارة غزة
وفيما يتعلق بإدارة قطاع غزة، قال إنه لا يسلم بتوصيف أن حماس فشلت فى إدارة غزة، مستدركا : "لكن لا أنفى وجود أخطاء".
واستطرد قائلا : "رغم أن غزة محاصرة، إلا أنها تحررت من الاستيطان الإسرائيلي، وهذا تم بالمقاومة الفلسطينية، ولا أقول بحماس فقط، ولكن بالمقاومة ككل".
وأضاف : "كما بنينا داخل القطاع قوة استطاعت قصف تل أبيب فى 2012، واستطاعت الصمود فى حرب الـ51 يوما فى 2014، ووصلت لمستوى نظرية الردع فى الاحتلال الإسرائيلي".
وذكر أنه "بعد 2014 استطاعت غزة بناء مقاومة تحمي القطاع وعصية على الكسر"، كاشفا أنه "فى أى مواجهة قادمة سيشاهد العالم العربى شيئا مختلفا عن 2014". بحسب تعبير رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
وتابع: رغم الحصار الذي إذا تعرضت له كيانات كبرى ودول لكانت انهارت، إلا أننا استطعنا إدارة القطاع أمنيا وإنهاء الانفلات الأمني.
وأشار إلى أن "هناك إحكام أمني فى قطاع غزة من خلال أداء الأجهزة الأمنية وتعامل المواطنين معها"، مردفا : "لذلك على مستوى بناء المقاومة وتراكم القوة والنجاح وتوفير الأمن فى إدارة المنظومة المدنية، نقول إن غزة لم تنهر رغم ظروف الحصار".