توطئة:
إن تاريخية العلاقة بين أمريكا وإسرائيل تحكمها أبعادٌ عقائدية أيديولوجية مرجعها الإرث المسيحي اليهودي، الذي يدفع الأغلبية الدينية (البروتستانت) في الولايات المتحدة للاعتقاد بأن قيام إسرائيل هو مقدمة لعودة المسيح (عليه السلام)، وهذا يستدعي دعمها سياسياً ودينياً وعسكرياً، إضافة إلى ما تمثله المحرقة (الهولوكوست) من عقدة ذنب نفسية تطارد الكثير من الغربيين، وخاصة الأوروبيين منهم، وتجعلهم عاطفياً يشعرون بأن الوقوف إلى جانب إسرائيل هو تعبير عن حالة من "تكفير الذنب"، وذلك عما اقترفوه من ظلم بحق اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.

وإذا أضفنا إلى ما سبق ما كانت تمثله إسرائيل من مكانة عسكرية لصالح المعسكر الغربي وحلف الناتو إبان سنوات الحرب الباردة، باعتبارها حاملة طائرات تحمي مصالح القوى الغربية بالمنطقة دون كلفة مادية تُذكر.. من هنا، يمكننا إدراك سر هذا التحالف الاستراتيجي القائم بين أمريكا وإسرائيل، حيث لعب اليهود في الاتحاد السوفيتي منذ الخمسينيات دور "الطابور الخامس" بامتياز، ونجح عبر شبكات الموساد المنتشرة هناك في تقديم كل ما تطلبه وتتطلع إليه وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA)؛ حديثة التأسيس آنذاك، من أسرار ومعلومات عسكرية وأمنية، ما كان بوسع أحدٍ توفيرها غير اليهود القاطنين داخل أسوار الستار الحديدي، وهذا ما مكَّن أمريكا وحلفاءها الغربيين من مغالبة السوفييت طوال أربعة عقود من الحرب الباردة، كانت فيها إسرائيل ذراعهم الاستخباراتية القوية في منطقة الشرق الأوسط، وعينهم الساهرة على حماية مصالحهم الاستراتيجية بالمنطقة.

كما أن المتابع للسياسة الأمريكية والتنافس القائم بين الحزبين الأكبر هناك؛ الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، يدرك أن الذي حافظ على استمرار مكانة إسرائيل المتميزة في الولايات المتحدة هو وجود هذا اللوبي اليهودي السياسي والإعلامي هناك، وقوة تأثيره خاصة داخل أروقة الكونجرس ودوائر صنع القرار، والذي تعمل معه مؤسسات ومراكز دراسات مؤدلجة، وذات سطوة ونفوذ قوي على الإدارة الأمريكية المختلفة.

السؤال الذي يطرح نفسه: هل تملك إدارة الرئيس باراك أوباما الجرأة في اتخاذ القرار الذي يغير من معادلة الصراع، ويلزم إسرائيل باحترام إرادة المجتمع الدولي وتطلعاته بإيجاد تسوية سياسية قائمة على حل الدولتين؟

سؤال ما يزال برسم الجواب..
في 20 يناير 2009م، تسلم الرئيس باراك أوباما عهدته السياسية الأولي، ووعد خلال خطابه التاريخي في القاهرة من نفس العام بالعمل لحل القضية الفلسطينية، و فتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي، ولكنه لم يكن قادراً على الوفاء بما وعد، حيث شكلت سياسات نتانياهو الاستيطانية في أراضي الضفة الغربية وعمليات التهويد المستمرة في مدينة القدس إحراجاتٍ لم يتمكن الرئيس من الإفلات منها، وتسببت في إذهاب هيبته الدولية، وتوتير علاقته مع الحكومة التي يرأسها نتانياهو.. ولعل تلك الانتقادات التي طالت الرئيس أوباما، حول فشل سياساته في الشرق الأوسط، هي السر في إطلاق العنان للأوروبيين لتقرير خيارات سياساتهم تجاه إسرائيل، دون ممارسة أية ضغوطات أمريكية كابحة لهم، وذلك كما جرت العادة في سنوات وعقود سابقة.
في الحقيقة، ما تزال إسرائيل تتمتع بالحماية الأمريكية في المحافل الدولية، ولكن هذه السياسة لن تستمر طويلاً، لأن مصالح أمريكا في العالمين العربي والإسلامي ستظل مهددة ومعرضة لخطر الاستهداف، وذلك إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من إيجاد حلٍّ عاجلٍ وعادلٍ للقضية الفلسطينية، وطالما بقيت أمريكا هي العقبة الكأداء في وجه التوصل لأية حلول لحالة الصراع المفتوحة مع إسرائيل بالمنطقة.

السؤال: هل ما جرى في جنوب أفريقيا ينطبق على إسرائيل، حيث وقف المجتمع الدولي متضامناً ضد سياسة الابرتهايد، فأعلنت أوروبا في منتصف الثمانينيات مقاطعتها الاقتصادية لحكومة البيضهناك، ثم لحقت أمريكا بالركب الأوروبي بعد عدة سنوات، الأمر الذي جعل حكومة "فريدريك دي كليرك" تركع، وتعمل على تغيير النظام السياسي، وتتخلى عن معظم سياساتها العنصرية ضد الأغلبية السوداء هناك.

لقد شاهد العالم رغبة الفلسطينيين وتطلعاتهم لتحقيق السلام بعد توقيع اتفاقية أوسلو في سبتمبر 1993م، ولكن - للأسف - وبعد مضي أكثر من عقدين من الزمان، ما تزال المحصلة صفراً، والحالة الفلسطينية تحت الاحتلال على ما هي عليه من المراوحة في المكان دون أي تقدم يُذكر، وذلك برغم المآسي والنكبات التي أعقبت ثلاثة حروب عدوانية على قطاع غزة ، لم نشاهد فيها أي دور فاعل للمجتمع الدولي، وذلك بسبب الضغوطات الأمريكية لقطع الطريق أمام أية قرارات أممية تدين إسرائيل، حيث تمَّ تهميش "تقرير جولدستون"، وتقارير دولية أخرى.

ونعاود هنا طرح السؤال: هل نتوقع بعد سلسلة الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية، أن تغير أمريكا من سياستها الداعمة بالمطلق لإسرائيل، وتلحق بالركب الأممي؟

سؤال ما يزال هو الآخر بانتظار الإجابة!!
قد تكون تعقيدات المشهد السياسي في أمريكا بالنسبة لإسرائيل أكثر صعوبة منها بالنسبة لجنوب أفريقيا، ولكن هذا لا يمنع الإدارة الأمريكية أن تقول لأوروبا: لقد فشلت مساعينا في تليين المواقف اليمينية في إسرائيل، وعليكم أن تحاولوا من طرفكم.

المقاطعة الأوروبية: تحركات وبدايات مشكورة

لا تتمتع اللوبيات اليهودية في أوروبا بنفس مساحات النفوذ والتأثير التي تملكها مثيلاتها في أمريكا؛ لأن طبيعة النظام السياسي تختلف، حيث إن مجموعات الضغط والمصالح تحظى بالولايات المتحدة بإمكانيات هائلة، تمنحها ضمن النظام الانتخابي القائم هناك فرص التلاعب بشراء الأصوات وحشدها وتقديم الدعم لجهات حزبية معينة.. لذلك، فالكونجرس الأمريكي هو بمثابة مستعمرة يهودية متصهينة، وذات نفوذ قوي في التأثير على مسار السياسة الأمريكية ومواقفها تجاه تقديم كافة أشكال الدعم لإسرائيل.

من هنا؛ يمكن القول إن بإمكان أوروبا القيام بما تعجز عن فعله أمريكافي المرحلة الحالية.. اليوم، أوروبا أعلنت عن بعض أشكال المقاطعة الاقتصادية لمنتجات المستوطنات القائمة على أراضي الضفة الغربية، ونددت بقوة بعمليات الاستيطان والتهويد بالقدس المحتلة، كما قامت الكثير من الجامعات الأوروبية بفرض المقاطعة الأكاديمية مع الجامعات الإسرائيلية. وإذا أضفنا إلى ذلك، تحركات وفود التضامن الأوروبية وجهودها المتميزة لكسر الحصار عن قطاع غزة، وتظاهراتها الاحتجاجية الحاشدة المنددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي جابت معظم الحواضر الغربية، ونجحت في التأثير على الرأي العام هناك لصالح القضية الفلسطينية. وما رفع حركة حماس من قائمة الإرهاب الأوروبية - مؤخراً - إلا ثمرة لهذا التحول في الموقف الأوروبي.

صحيحٌ، أن بداية التحركات الأوروبية بعد الانتخابات الفلسطينية في يناير 2006م تجاه حركة حماس كانت سويسرا،وهي الدولة المبادرة والأكثر جرأة وفعالية، ولكن دولاً أخرى كالنرويج والسويد كانت هي الأخرى تتحرك بجهود مشكورة، وكان يبدو الحرص في كل تحركاتها لفتح أبواب أوروبا لحركة حماس؛باعتبارها جاءت للحكم عبر فوزها بالأغلبية في انتخابات ديمقراطية؛ نزيهة وشفافة بشهادة منظمات دولية، وكانت هناك أيضاً لقاءات تتم خلف الكواليس للعديد من الدول الأوروبية، منها: فرنسا وبريطانيا وهولندا وإسبانيا والنمسا وآخرين.

خلال أكثر من ثمان سنوات من لقاءاتنا بالأوروبيين، كان كل ما سمعناه منهم هو أن أمريكا هي العقبة وراء إبقاء الطريق مغلقاً في وجه الانفتاح الغربي على حركة حماس.. فما الذي تغير اليوم، فحدث مثل هذا التسارع في المواقف السياسية الأوروبية تجاه المشهد الفلسطيني برمته، وبما في ذلك رفع اسم
الحركة عن قائمة الإرهاب الأوروبية؟

سؤال يتضمن في مفرداته الواضحة والصريحة الإجابة.. لقد آن الأوان لإيجاد حلٍّ للقضية الفلسطينية، وأن الممارسات والمماحكات الإسرائيلية في إفشال كل جولات الحوار والتفاوض السابقة لم تعد مقبولة أوروبياً، وأن على المجتمع الدولي التحرك لبذل المزيد من الضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل لإجبارها على التسوية السياسية، التي تمَّ التوقيع عليها في أوسلو قبل أكثر من عقدين من الزمان.

إن الساحة الشعبية والأكاديمية في أمريكا تحذو حذو أوروبا، من حيث التضامن مع الشعب الفلسطيني، وتتحرك في مسارات احتجاجية تضاماً مع معاناة الفلسطينيين، كما أن الجامعات الأمريكية بدأت هي الأخرى تسجل حضوراً بانضمامها إلى الحملة الدولية المنادية بمقاطعة إسرائيل (BDS)، وهذه التحركات هي المدخل - اليوم - لما سيأتي لاحقاً من ضغوطات سياسية على الحكومة الإسرائيلية.

مخاوف ووجهات نظر إسرائيلية
إن ما يجري على الساحة الدولية من حملات المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية من ناحية، وموجات الاعتراف بالدولة الفلسطينية من ناحية أخرى، يشكل قلقاً لبعض الساسة في إسرائيل، وقد أبدى الكثير منهم مخاوفهم، مثل: يهودا براك، وتسيفي ليفني، يئير لبيد، وألون فانكس، وداني أيلون وآخرون.. فقد أعتبر باراك؛ وزير الدفاع السابق، أن ما تقوم به البرلمانات الأوروبية من اعتراف بالدولة الفلسطينية يشكل خطراً على إسرائيل، داعياً إلى التعامل بجدية عالية مع هذا التطور، خاصة أن أوروبا هي الشريك الاقتصادي الأول لإسرائيل.. مشيراً بأن الأمر قد بدأ في البرلمانات، وقد يمتد لمنظمات وهيئات أخرى قريباً في أوروبا.. أما لبيد؛ وزير المالية، فقد اعترف بأن إسرائيل تواجه أصعب فتراتها بعلاقتها مع الولايات المتحدة، وقال: "هنالك أزمة مع الأمريكيين، ويجب التعامل معها كأزمة".. وأضاف: "لا يمكننا التظاهر بأنه لا يوجد هناك أزمة؛ علاقتنا بالولايات المتحدة ضرورية جداً، وعلينا فعل كل ما باستطاعتنا لإصلاحها".

وفي نوفمبر 2014م، حذر الرئيس الأسبق لجهاز "الموساد"، شفطاي شفيط من تداعيات تردي العلاقة مع أمريكا وأروبا، قائلاً: إن إسرائيل تواجه التحديات الاستراتيجيةبعمى وبجمود فكري وسياسي، بشكل لا يدفع إلى الاطمئنان على مصير المشروع الصهيوني برمته.

ففي مقال على موقع صحيفة "هآرتس"، تساءل شفيط؛ الذي يعد من أشهر رؤساء "الموساد": "كيف حدث أنه في الوقت الذي أصبح مصيرنا متعلقاً بالعلاقة مع الولايات المتحدة، تحرص حكومتنا على توتير العلاقات مع واشنطن على هذا النحو"؟!.

وواصل شفيط طرح أسئلته الصعبة: "كيف حدث أن أوروبا التي تمثل السوق الأكبر لنا تغلق أبوابها أمامنا وتوشك على فرض عقوبات علينا"، مستهجناً من رهانات تل أبيب على تعزيز العلاقات مع كل من روسيا والصين.

وأشار شفيط إلى أنه بفعل السياسات الإسرائيلية تعاظمت الكراهية لليهود بشكل لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، في حين أن الدعاية والدبلوماسية الإسرائيلية تنتقل من فشل إلى آخر، في الوقت الذي يحقق فيه الفلسطينيون انجازات كبيرة ومهمة.

ونوه شفيط إلى أن إسرائيل تخسر مواطن تأييدها في الأكاديميات الغربية، سيما في الولايات المتحدة، وأهمها على صعيد الطلاب اليهود الأمريكيين، الذين باتوا غير مستعدين للدفاع عن السياسات الإسرائيلية الرسمية.

وأشار شفيط إلى تعاظم حركة المقاطعة الدولية على إسرائيل واشتداد أثرها وانضمام عدد كبير من النخب اليهودية المثقفة إليها.
بيت القصيد وحجر الزاوية، أن شفيط ليس هو الوحيد الذي قدم مثل هذه التحذيرات وقرع الجرس داخل هذا الكيان المارق، بل هناك – كما أشرنا - الكثير من الإسرائيليين؛ السياسيين والعسكريين، ولعلي هنا أختم بما قاله سفير إسرائيل السابق في الولايات المتحدة داني أيالون، والذي اعتبر أن الأزمة المتفاقمة تنطوي على مخاطر على المصالح الإسرائيلية، وقال: "لا شك بأن هناك شيء سيئ جداً يحصل على مستوى العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة".. وأضاف: "حتى الآن لا يوجد انعكاسات عملية، لكن فقدان الثقة يمكن أن يتغلغل إلى المستويات الأخرى. حينما تكون العلاقات سيئة، فإن من شأن ذلك أن يكون له تداعيات كبيرة، ويمكن أن يخلخل الرأي العام الأمريكي المؤيد لإسرائيل".

الخلاصة:
في ظل العجز الكامل للإدارات الأمريكية المتعاقبة في تحقيق تسوية سياسية وإنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، يبدو أن الرئيس أوباما يميل إلى اعتماد سياسة غض الطرف وإعطاء الأوروبيين شرف المحاولة، وذلك من خلال ممارسة أوروبا ما تراه مناسباً من أشكال الضغط الاقتصادي والدبلوماسي والأكاديمي على إسرائيل.

التاريخ اليوم يعيد نفسه، ففي الثمانينيات كانت السويد هي من أطلق الشرارة الأولى في إجراءات التظاهر والمقاطعة لنظام الأبرتهايد في الدول الغربية، والتي سرعان ما لحقت بها أوروبا مجتمعة بعد ذلك، ثم جاء الدور على أمريكا، والتي لم تستطع البقاء منفردة، تغض الطرف عن سياسات التفرقة العنصرية التي نبذها كل أحرار العالم، وتلقى اللعنات والاتهامات وحدها، الأمر الذي جعلها في النهاية ترضخ، وتنخرط في جهود المقاطعة الاقتصادية، والتي عجلت بانهيار النظام العنصري مع مطلع التسعينيات.

ما أشبه الليلة بالبارحة، ها هي السويد - مرة أخرى - هي المبادرة في حملة الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية، والتي شاهدنا على إثرها حراكاً أوروبياً واسعاً؛ رسمياً وشعبياً، قد يتمخض عن مواقف أشبه بما حدث قبل ثلاثة عقود، بانهيار الدولة المارقة، والذي تمثلها اليوم الاتجاهات اليمينية والدينية المتطرفة في إسرائيل.

ولذلك، ربما يشهد هذا العام 2015م أو العام الذي يليه استكمال مسلسل الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية، والذي ستجد معه الولايات المتحدة الأمريكية أن أيديها ستصبح مكبلة عن استخدام حق النقض (الفيتو)، بسبب انعكاسات وتأثير ذلك سلبياً على تحالفاتها الاستراتيجية بالمنطقة، وكذلك على صورتها التي ستزداد قتامة وتردياً بالمنطقة، خاصة عندما تتحرك المبادرات الأوروبية في طرح رؤيتها للتسوية النهائية مع تأييد عربي وإسلامي لها، وتبقى أمريكا في المشهد العالمي هي الوحيدة في مواقفها المخالفة لحالة الإجماع الدولي.

إن تحرك الرئيس أبو مازن باتجاه التوقيع على الاتفاقات الدولية، وخاصة اتفاقية روما، والتي تؤهله للذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية، ستشكل هي الأخرى ورقة ضغط إضافية على إسرائيل، وسوف تجبرها - في النهاية – للجلوس على مائدة التفاوض لتحقيق تسوية سياسية مع الفلسطينيين؛ سواء أكان ذلك في ظل حلِّ الدولة الواحدة ثنائية القومية أو حلِّ الدولتين.

إن الواقع القائم اليوم داخل ساحتنا الفلسطينية، حيث الانقسام والتشظي، والأشكال الخجولة لممارسات حكومة الوفاق الوطني في بسط نفوذها، وتعطل فرص إجراء الانتخابات بالسقف الذي تحدثنا عنه عند توقيع اتفاق مخيم الشاطئ، وغياب المشهد الديمقراطي عن مؤسسات السلطة، وانعدام الفاعلية في مجالسها الشورية، وتركز الصلاحيات ومركز اتخاذ القرار بأيدي حفنة من السياسيين، كل ذلك سيؤدي إلى تباطئي إمكانيات الفعل الفلسطيني في تحقيق تطلعاتنا بدولة حرة مستقلة، وطموحات تحقيقها في الزمن المنظور.

ولعل تلك المقولة الرائعة للأديب الأمريكي أدريان هليمزلي، تذكرنا بما غفلنا عنه؛ وهو وحدة الصف والموقف والقرار، حيث يقول: إنهفي اللحظة التي نتخلى فيها عن النضال من أجل إسناد بعضنا البعض، في تلك اللحظة نفقد إنسانيتنا.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد