ترتيبات للقاء بين فتح وحماس
هكذا تجري جهود المخابرات المصرية لإنجاز المصالحة الفلسطينية
كشفت تقارير صحفية، عن تفاصيل زيارة وفد حركة فتح للعاصمة المصرية القاهرة، والذي من المقرر أن يصل مساء اليوم من أجل عقد لقاءات مع مسؤولي المخابرات المصرية لبحث ملف المصالحة الفلسطينية .
وذكرت صحيفة القدس العربي أن جهاز المخابرات المصرية الذي يتوسط في تطبيق الاتفاق يسعى لترتيب «لقاء ثنائي» بين حركتي فتح و حماس ، وذلك في ظل مساعيها التي شهدتها الأيام الماضية، وشملت إجراء اتصالات لتقريب وجهات النظر.
ولهذا الغرض سوف يصل إلى القاهرة اليوم أربعة من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، برئاسة عزام الأحمد، مسؤول ملف المصالحة بعد حضورهم اجتماع القيادة الفلسطينية الموسع مساء السبت برئاسة الرئيس محمود عباس ، والذي تطرق لملف المصالحة، والملف السياسي، وبالأخص ما تتعرض له القضية الفلسطينية من هجوم علني من قبل الإدارة الأمريكية.
ويضم وفد حركة فتح إلى جانب الأحمد كلاً من روحي فتوح و حسين الشيخ ، اللذين شاركا في جولات الحوار السابقة، إضافة إلى عضو اللجنة المركزية محمد أشتية، الذي ينضم لأول مرة لوفد المصالحة.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ أكد السبت، لوكالة سوا أنه "عندما يصلنا من الأشقاء المصريين أن الظروف قد تهيأت تماما للقاء ثنائي مع حماس تحت رعاية مصر فلا مانع لدينا إطلاقا".
أقرأ/ي أيضا: الشيخ لسوا: لا مانع من لقاء حماس بشرط
وشدد على أهمية "جسر الفجوة أولا للموقف الواضح بيننا وبين حماس في الرؤية للمصالحة"، مشيرا إلى "اختلاف كبير في رؤيتنا لموضوع المصالحة ورؤية حماس في هذا الموضوع".
وأوضح أن " الموضوع الآن على طاولة البحث وتحت رعاية وإشراف الأشقاء المصريين، والقاهرة تقوم بدور كبير أولا لجسر الهوة وخلق قدر الإمكان مجموعة مفاهيم مشتركة بيننا وبين حماس، وفي حال توفر هذا المناخ الإيجابي والتقارب في وجهات النظر لا اعتراض لدينا إطلاقا".
تطبيق باقي البنود
ولم تُعرف بعد المدة الزمنية التي سيقضيها وفد فتح في القاهرة هذه المرة، حيث اعتاد خلال الأسابيع الماضية، على القيام بزيارات قصيرة تمتد يومين فقط.
ومن المقرر أن تركز الجولة الحالية من الحوار، والتي تأتي بعد أسبوعين من توجيه دعوة الزيارة من قبل وفد المخابرات المصرية الرفيع الذي زار رام الله والتقى الرئيس محمود عباس، على بحث ملف تطبيق باقي بنود اتفاق المصالحة، بشكل أكثر عمقاً، خاصة وأن حركة فتح تسعى إلى ذلك، قبل توجه الرئيس محمود عباس إلى الأمم المتحدة لإلقاء خطاب في اجتماعات الجمعية العامة بعد أيام.
وأوضحت الصحيفة أن المخابرات المصرية تعمل على ترتيب عقد «لقاء ثنائي» بين حركتي فتح وحماس، لم يحدد موعده بعد.
وقال مسؤول من حركة فتح أن حركته تريد أن يحمل الوسطاء المصريون رداً واضحاً من حركة حماس، يفيد بقبولها تطبيق اتفاق المصالحة من النقطة التي جرى الوصول إليها في مارس/آذار الماضي، حيث توقفت الجهود المبذولة لتطبيق اتفاق 12 أكتوبر/تشرين الأول، بعد حادثة تعرض موكب رئيس الحكومة ومدير المخابرات لتفجير عند دخولهم قطاع غزة ، وأن يكون ذلك من خلال «تمكين» حكومة التوافق من إدارة قطاع غزة بالكامل، كما الوضع في الضفة الغربية.
ولا تريد فتح كذلك أن تكون جولات الحوار المقبلة على غرار السابقة، بحيث تنتهي من دون التوصل إلى حلول شاملة لملف الانقسام، وتأمل قيادة الحركة أن يتم تطبيق المصالحة على الأرض، في هذا الوقت الذي تواجه فيه القضية الفلسطينية تحديات سياسية كبيرة، بسبب المواقف والأفعال الإسرائيلية والأمريكية.
وتستند خطوات التحرك المصري الحالية، على أساس تقريب وجهات النظر بين الطرفين حول الملفات الخلافية التي تحول دون تطبيق اتفاق 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث قام مسؤولون كبار في جهاز المخابرات المصرية خلال الأيام الماضية، بإجراء اتصالات منفردة مع الفريقين، لضمان عدم فشل الجلسة حال عقدها في القاهرة قريبا.
وكانت الصحيفة قد قالت إن الوفد المصري، ألح خلال اجتماعه بالرئيس عباس وقادة حركة فتح قبل أسبوعين على ضرورة عقد اللقاء الثنائي مع حماس، وأن فتح لم تعط رداً نهائياً، ولم تعترض على غرار المرات السابقة، التي كانت تصر خلالها على أن تتولى مصر رعاية نقاشات «غير مباشرة» مع حماس، منذ حادثة التفجير.
الوصول إلى صيغ تلاقي
ويدور الحديث الحالي حول الوصول إلى صيغ تلاقي قبول الطرفين (فتح وحماس)، حول ورقة المقترحات التي قدمتها مصر قبل أكثر من شهر لحل الخلافات القائمة، حول عدة ملفات منها تمكين الحكومة وجباية غزة وحل مشكلة دفع رواتب موظفي غزة الذين عينتهم حماس.
وتريد القاهرة حاليا خلال جولة الحوار الحالية، الوصول إلى مقاربات عدة، لحل الخلافات، من أجل الشروع في انطلاق جولة محادثات جديدة، يأمل الجميع بأن تفضي إلى وضع نهاية لحقبة الانقسام.
وبحسب الصحيفة، من المتوقع أن يتخلل اللقاء بين حماس والمسؤولين في جهاز المخابرات المصرية، الجهود المبذولة للتوصل إلى تهدئة في غزة، خاصة وأن القاهرة قطعت شوطاً طويلاً خلال جولة مباحثات أولى استضافتها قبل نحو الشهر، وتأجلت الجولة الثانية من أجل إعطاء الفرصة للجهود الحالية لإتمام المصالحة بناء على طلب من حركة فتح.
يشار إلى أن القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، أكد السبت أن حركته تلقت دعوة لزيارة القاهرة للقاء المسؤولين المصريين، من دون أن يحدد موعد هذه الزيارة.