لا ثمن سياسي لمحادثات القاهرة

قيادي بالجهاد: ملف التهدئة يسير بمسارين ولا ينفصل عن المصالحة

تظاهرة لانصار الجهاد الاسلامي في غزة

أكد القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي أن ملف التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي لا ينفصل عن ملف المصالحة الفلسطينية ، مشيرا إلى أن محادثات القاهرة لا يوجد لها ثمنا سياسيا.

وقال الهندي في تصريحات لموقع فلسطين اليوم:" ملف التهدئة يسير في مسارين، المسار الأول "تهدئة تحتاج إلى مصالحة تسبقها؛ لأنها بحاجة إلى سلطة تتولى بعض المشاريع المهمة الكبيرة، وتحتاج لسلطة لديها اعتراف إقليمي ودولي في هذا المجال"، لافتاً إلى "أنَّ السلطة في الوقت الحالي ترفض أنْ تتحمل مسؤولياتها حتى نصل إلى تفاهمات باتفاق المصالحة".

وأضاف الهندي أن المسار الثاني من ملف التهدئة يتمثل في "تهدئة ميدانية قائمة على هدوء يقابله هدوء إضافة إلى تحسين حياة الناس في غزة ، وهو أمرٌ لا يحتاج إلى مصالحة".

وأوضح أن التزام فصائل المقاومة بـ "التهدئة الميدانية" ليس مطلقاً؛ وإنما مشروطٌ بالتزام إسرائيل بكفِ عدوانها، إضافة إلى تحسين حياة الناس في غزة، مشدداً على أنَّ المحادثات الجارية في القاهرة لن يقابلها أي ثمنٍ سياسي على حساب أي ثابت من الثوابت.

وأشار الهندي إلى أن محادثات القاهرة لن يقابلها أي ثمن سياسي ستدفعه الفصائل الفلسطينية، مشيراً إلى أنَّ المقاومة ستلتزم بالتهدئة بالقدرِ الذي تلتزم فيه إسرائيل، لافتاً إلى أنَّ المقاومة وفي مقدمتها الجهاد الإسلامي سترد بشكلٍ مباشر على أي عدوان أو حماقةٍ إسرائيلية.

وبين الهندي أنَّ محادثات القاهرة حتى اللحظة، لم يتمخض عنها أي اتفاقٍ مكتوب أو التزامات لأي جهة، قائلاً " لا زلنا في إطار النقاش والحوار ولا يوجد شيئاً مكتوباً ولم نلتزم بعد في أي اتفاقات أو تفاهمات"، مشيراً إلى أنَّ مباحثات التهدئة الجارية تستند إلى التفاهمات التي أعقبت عدوان 2014.

ولفت الهندي إلى "أنَّ محادثات القاهرة ركزت وبحثت ملفين هما ملف المصالحة وملف التهدئة، وهما ملفان مرتبطان ببعضهما البعض. معرباً عن اعتقاده أن ملف المصالحة سيأخذ وقتاً طويلاً؛ نظراً لأن الاتفاق في العاصمة اللبنانية بيروت بين الفصائل نص على أن يعقد المجلس الوطني يعقد خارج الوطن وليس في رام الله ، وأن يعاد بناء المجلس الوطني عبر انتخابات حيثما أمكن، والتوافق حيث تعذر ذلك؛ إلا أن حركة فتح خالفت الاتفاق وبدلاً من أنْ يتم إعادة بناء المنظمة ذهبت لمجلس وطني لا يمثل حركتي حماس والجهاد الإسلامي ولا أطياف كبيرة من الشعب الفلسطيني".

وشدد الهندي على أن المدخل الحقيقي للمصالحة هو إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، قائلاً "الفصائل لديها برامج سياسية مختلفة ولم نتفق على البرنامج الذي يمثل الحد الأدنى، لذلك لابد من بناء منظمة التحرير وإصلاحها لتصبح مرجعية وطنية جامعة تعبر عن روح الشعب الفلسطيني خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعصف بالقضية".

وعن موقف الجبهة الشعبية الرافض للتهدئة المثار حديثها في القاهرة، قال الهندي: الجبهة الشعبية أعلنت رفضها للتهدئة خشية أن يكون هناك اتفاق سياسي أو تستغل التهدئة لتكون مدخلاً لاتفاق سياسي، لكن نحن متيقظون لمخاوف الجبهة الشعبية وموقفنا قريب من موقف الإخوة في الجبهة، لكننا نود أن نشير هنا إلى أنه لا يوجد أي اتفاق سياسي أو مدة زمنية للتهدئة، الحديث يدور فقط عن تهدئة مقابل تهدئة لتحسين حياة الناس على أساس اتفاق 2014 الذي وافقت عليه جميع الفصائل الفلسطينية.

وشدد الهندي حرص حركته إلى جانب فصائل المقاومة المشاركة في محادثات القاهرة على أن لا تكون المحادثات مدخلاً لأي قضايا سياسية على حساب الثوابت.

أقرأ/ي ايضا: اشتية: نسعى لاتفاق سياسي شامل ينهي معاناة غـزة وهذه رؤيتنا للتهدئة

وعن سلاح المقاومة من محادثات القاهرة، قال: المقاومة لن تسمح أن يمس سلاحها تحت أي ضغط أو أي ترتيبات، وسيكون للمقاومة كلمتها عند أي اعتداء، ولقد أبلغنا جميع الأطراف بما فيهم المصريين بشكل صريح وواضح لا يقبل التأويل أو اللبس أنَّ سلاح المقاومة خطٌ أحمر، وملف غير قابل لمجرد النقاش.

وفي ملف المصالحة، قال: إن "المُصالحة لها مساران الأول حل المشاكل بين فتح وحماس، واعتقد أن هذا المسار لا يصنع مصالحة حقيقية بل يعمل على تسكين الانقسام ليس أكثر"، لافتاً إلى أنه "سبق محاولة حل المشاكل العالقة بين فتح وحماس مثل ملف الحكومة والامن والتشريعي والانتخابات، وطرقوا الباب أكثر من مرة ولم يصنعوا مصالحة حقيقية، وهذا المسار لم ينه الانقسام ولم يحمي المشروع الوطني".

وأشار إلى أن "المسار الآخر القادر على صناعة مصالحة حقيقة هو مسار إعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية وسياسية يتوافق عليها كل الفلسطينيين"، لافتاً إلى أنَّ "السلطة ترفض مسار إصلاح المنظمة وتحاول الالتفاف على التوافقات التي جرت منذ العام 2005".

وتابع الهندي: "للأسف مفهوم المصالحة عند حركة حماس يختلف عنه عند حركة فتح، فعند حركة فتح يتمثل مفهوم المصالحة في أن تعود السلطة لحكم قطاع غزة حكماً كاملاً كما تحكم رام الله وأن تكون المقاومة وسلاحها في مهب الريح، وهذا بالنسبة لحماس والجهاد الإسلامي مرفوض تماماً، ومفهوم المصالحة عند حماس يقوم على المشاركة في القرار الفلسطيني ليس على مستوى غزة فقط وإنما على مستوى الوطن".

وذكر أن ملف المصالحة معقد وإتمامها يحتاج إلى وقت، مشيراً إلى أن "إجراءات السلطة مثل اجتماع المجلس الوطني في رام الله، ومحاولة جعل المركزي بديلاً عن التشريعي، والعقوبات التي تفرض على غزة تعقِّد المشهد الفلسطيني، ولا تعالج ملف الانقسام، وهي من باب المناكفة لأجل المناكفة ليس إلا"، وفق تعبيره.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد