المصالحة والتهدئة في غزة يدخلان مرحلة الحسم
يدخل ملفا المصالحة الفلسطينية والتهدئة مع الاحتلال الاسرائيلي مرحلة الحسم ، بعد توجه وفود الفصائل الى القاهرة اليوم الثلاثاء لبحث هاذين الملفين مع المسؤولين المصريين.
ويتمنى الفلسطينيون في قطاع غزة أن تسفر محادثات القاهرة عن اتفاق يسفر عن تخفيف المعاناة الإنسانية والتي أثقلت كاهلهم على مدار 11 عاما.
يقول المحلل السياسي طلال عوكل إن استدعاء الفصائل الفلسطينية للقاهرة يعني أننا أمام ملفات شبه جاهزة للتوقيع، مشيرا إلى أن المصالحة والتهدئة حسمت منذ فترة.
ويضيف ان هناك تعاطي بشكل إيجابي وتصميم عالي لدى الجانب المصري من أجل إنجاز ثلاثة ملفات وهي المصالحة والتهدئة وصفقة تبادل الأسرى".
وبحسب المحلل عوكل فإن ملف التهدئة أصبح شبه جاهزا وناضجا، وأيضا ملف المصالحة على الأرجح أنه قريب من الجهوزية، في حين قد يحتاج ملف الأسرى لبعض الوقت.
طريقة تعامل إسرائيل مع غزة مؤخرا، لها علاقة بالتهدئة ومحاولة لتحسين شروطها، بحسب عوكل الذي أكد أن تل أبيب معنية بالوصول إلى اتفاق شامل.
ويتابع:" الفلسطينيون لديهم مصلحة من التوقيع على اتفاق تهدئة، مضيفا "منذ عام 2014 حتى الآن كان هناك تفاهمات مر عليها 4 سنوات فأين كانت الخسارة الفلسطينية إذا ؟!".
وحول مدى الاستفادة من هذا الاتفاق، يرى عوكل أنه قد يعود بالنفع على الفلسطينيين خاصة إذا ارتبط تنفيذه بالمصالحة.
وقد يكون اتفاق التهدئة أيضا بداية حقيقية لكسر الحصار وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وفق ما يراه عوكل.
ويؤكد عوكل أن إسرائيل معنية بالمصالحة الفلسطينية، مضيفا أن ما يثبت ذلك التصريحات الإسرائيلية التي صدرت مؤخرا وتفيد بأن تل أبيب تريد ان تكون السلطة الفلسطينية هي الشريك في قطاع غزة لإعادة تأهيل القطاع.
وتعتقد إسرائيل أن إعادة تأهيل قطاع غزة خيار استراتيجي لديها، لخدمة فكرتها حول الدولة الفلسطينية، كما قال.
وأكد أن لا فيتو على المصالحة حاليا، لافتا إلى أن كل الأطراف بما فيها واشنطن والأمم المتحدة معنية بإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وحول التحريض في الإعلام الإسرائيلي ضد غزة وعلاقته بالتسوية يقول عوكل:" هناك حملة مزايدات في إسرائيل وكذب على الجمهور الإسرائيلي ومحاولة تسويق لإظهار أن إسرائيل هي التي تقرر كل الأدوار وأنها صاحبة الكلمة العليا والرصاصة الأخيرة"
ويرجح بأن تكون هذه الحملة الإعلامية الإسرائيلية شكل من أشكال المفاوضات والضغط على حماس من أجل تحسين شروط إسرائيل.
ويستبعد عوكل خيار شن عملية عسكرية على غزة، مؤكدا أن المؤشرات تظهر أننا ذاهبون إلى تهدئة.
من جانبه يرى المختص في الشأن الفلسطيني أكرم عطا الله أن توجه الفصائل إلى القاهرة يشير إلى وجود تطور مهم، ومؤشر على جدية أكثر وتقدم بملفي المصالحة والتهدئة.
ويشير عطا الله إلى عامل مهم وهو أن القرار الفلسطيني لم يعد بين حركتي حماس وفتح، بل أصبح لدى جميع الفصائل.
ويعتقد عطا لله أن إسرائيل تريد هذه التهدئة الأمر الذي يدفع لنجاحها، مشيرا إلى أن منسق الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف ومصر يعملان منذ أشهر على هذا الملف.
وبحسب عطا الله فإن شيئا ما نضج خلال الفترة الأخيرة في موضوع التهدئة وكادت الأطراف أن تتوصل إلى صيغة تفاهم، خصوصا مع توجه وفد من حماس بالخارج برئاسة صالح العاروري إلى غزة للتشاور، إلا أن إسرائيل تراجعت.
وتسعى إسرائيل للتوصل لاتفاق شامل في غزة من أجل تخفيف حدة التوتر على الحدود مع القطاع والتي ازدادت مؤخرا.
ويحذر عطا الله من انسجام هذا الاتفاق مع الرؤية الإسرائيلية بعزل قطاع غزة والتعامل معه كوحدة مستقلة بمنأى عن مناطق السلطة الفلسطينية.
وحول عنوان المرحلة المقبلة في غزة، يرى عطا الله أن خيار التهدئة على المدى البعيد هو الأقرب، ولكن قد يسبق ذلك تصعيد لشعور إسرائيل بفقدان قوة الردع.