2014/11/30
6-TRIAL-
ان تصحو من نومك يوميا بمشاعر وبمزاجات مختلفة وت فتح عينيك لتبدأ ترسم وتخطط ليوم جديد ، تنظر من النافذة إن كان الجو ماطرا أو مشمسا لتستطيع أن تحدد نوعية الملابس التي تحتاجها .
بجنوب أفريقيا الأجواء أقرب إلى المزاجية فهي مختلفة تماما عن بلادنا تأتي على نفس خط الطول لذلك لا فرق بالتوقيت واما بعدها عن خط الاستواء فهي تقريبا نفس المسافة التي تبعد عن فلسطين لذلك نحن نعيش فصولا معاكسة ، في بلادي الآن فصل الشتاء ولكن في جنوب افريقيا نعيش الآن فصل الصيف والعامل المشترك بيننا المطر فالأمطار هنا صيفيه ، تجعل من فصل الصيف أجواء مريحه وبطعم خاص ، وتحتاج بين الفينه والأخرى ربما تحتاج أن تكون حريصا بالملابس كي تتجنب نزلات البرد .
ابدأ نهاري بدون تخطيط ولكنني تعودت الذهاب للمحلات التجارية الكبرى والأماكن العامة أحاول أن أقضي ساعات النهار بين المقاهي بحثا عن فنجان قهوة بنكهة عربيه برائحة وطعم الهيل ولكن لحتي الآن لم أجد مرادي فأحاول أن احتسي قهوة أميركية أو القهوة الإيطالية (اسبرسو) .
أحاول دائما أن أنظر في عيون الناس ذوي البشرة السوداء لا اضيع فرصه في مخاطبتهم والحديث معهم لأعرفهم عن نفسي وعن فلسطين من حيث التشابه مما حدث لنا من تمييز عنصري ، ولكن لم يتبقى من ذلك إلا الذكريات لا تجد من معاناتهم إلا النصب التذكارية المنتشرة بالأماكن العامة وكذلك بالمناسبات العامة والوطنية يستذكرون خجلا مما عانوا والقليل في المناهج الدراسية . وعند سؤالي لشاب يبلغ من العمر 28 عاما عن سبب هذا التقصير قال حرفيا أن الأمريكان هم السبب وقيادات الأحزاب التي تقود البلاد فضحت معللا ذلك هي نفس الشماعة الامريكية. !!!!
ومن هنا سألت نفسي كل هذه المعاناة والقتلى والتهجير والمقاومة التي امتدت لعشرات السنين من المقاومة والتمييز العنصري تنسى ؟!
وهل يكفي جيلين من الشعب كي تصير هذه المعاناة طي النسيان ؟
في هذه الأثناء أحمد الله على نعمة النسيان التي من الله بها على الإنسان .
لاعود بكل هذه المشاعر إلى وطني الأحب إلى فلسطين وأسأل نفسي هل يأتي اليوم الذي نكون فيه أحرارا لننسي كل سنين الظلم والاضطهاد وننسى حصار القدس و غزة والضفة الغربية ، إن الله أعلم بالغيب وهو على كل شيء قدير .
أكمل نهاري بزيارة محل لبيع الخضروات تعودت دائما زيارته، صاحبه يوناني ويعرف الكثير عن العرب واطباعهم ويحاول دائما توفير الأشياء التي نحبها ، أحاول أن أتحسس الأشياء التي افتقدها الزعتر والميرامية أحاول شمها مجرد دخول المحل أجد فيها رائحة وطني المكلوم ابحث عن الزيتون وزيت الزيتون واشتري منه الأقرب لطعم بلادي كل هذه الأشياء لن يفهمها إلا أبناء بلدي وهم يعرفون ماذا تعني لنا وكيف زرعها آبائنا واجدادنا في دمنا وجيناتنا .
ابدأ بعدها مشوار العودة إلى البيت أحاول ترتيب أوراقي واتصفح الفيس بوك المتنفس الوحيد للوطن واتواصل مع الأهل والأصدقاء واتابع أخبارهم واسمع نشرات الأخبار التي تدمي العين والقلب فلا أخبار مفرحه في وطننا العربي وبعد ذلك استعد لسهرة خارج البيت عند أحد الأصدقاء العرب لأجد ضالتي من قهوتي المفضلة نتسامر بالحديث عن أحوالنا وهمومنا وما حدث بالوطن العربي وما قد يحدث لأعود بعد ذلك ادراجي منتظراً يوماً جديداً ربما يكون أفضل، يوم تشرق فيه شمس الحرية على بلادي والأمن والسلام على الوطن العربي .
127
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية