2014/11/08
10-TRIAL-
لا أعلم إن هي صدفة أن ينفذ الشهيد إبراهيم العكاري عملية الدهس يوم الأربعاء كباقي رفاقه الشهداء عبد الرحمن الشلودي ومعتز حجازي وغيرهم الذين نفذوا عمليات في القدس خلال الشهر الماضي أو السنوات الماضية، وهل هو يوم مقدس يصعد فيه شهداء القدس إلى السماء يوم الأربعاء؟ وهل هي لمواجهة عجز الفصائل عن القيام بفعل وحدوي حقيقي لمقاومة الاحتلال والخروج من دائرة المباركة والتصفيق وخلق الذرائع وتوجيه الاتهامات من دون فتح حوار ونقاش وطني حول إستراتيجيات المقاومة؟مصطفى 8
إبراهيم تكالب عليه أكثر من جندي ومستوطن ليشفوا غليلهم ويثأروا لقتله كما جرى مع الشهداء السابقين الذين نفذوا عمليات الدهس في القدس، القتلة من الإسرائيليين الذين يظهروا بطولتهم الزائفة عن بعد، وبعد أن يتأكدوا من خروج الروح الطاهرة للشهداء يقتربون للإجهاز عليهم من مسافة صفر.
عملية الدهس التي وقعت في القدس فاجأت الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين، وقد تعود الفلسطينيون على مفاجأة القيادة الفلسطينية والفصائل بعمليات فدائية أو تحركات شعبية، وعندما تعجز القيادة كما هي عليه الآن يأخذ الفلسطينيين على عاتقهم المبادرة والرد على جرائم دولة الإحتلال كل بطريقته.
الفلسطينيون طوال تاريخهم سطروا بطولات جماعية و فردية لإبطال ما زالوا في الذاكرة، إلا أن هذه العمليات تكشف عجز الفصائل التي باركت عملية الدهس في القدس من دون ان تخجل من ذاتها بان هذه العمليات البطولية الفردية دليل عجز منها، وعدم قدرتها على ابتداع طرق نضالية في مواجهة المخططات الاسرائيلية بناء على خطة استراتيجية لمقاومة الاحتلال ومخططاته سواء في القدس أو غيرها من مدن فلسطين المحتلة، وإعادة دراسة التجربة النضالية الفلسطينية وتكتيكاتها ومدى جدواها في ظل اختلال موازين القوى وتحالفاتنا والوضع العربي والإقليمي و استمرار الاحتلال وممارساته وجرائمه.
اسرائيل تقوم باستخلاص العبر واستحداث اليات لمواجهة أي فعل فلسطيني فردي او جماعي، ونحن مكانك سر لم نتفق بعد على اليات مقاومة الاحتلال. عمليات الدهس او محاولات سابقة في مقاومة الاحتلال و ما قام به بعض الشباب قبل الانتفاضة الاولى استخدم تكتيك جديد وهو السكاكين، وهذا التكتيك ايضا كان بناء على اعمال فردية من دون خطة استراتيجية تتوافق عليها كل الفصائل الفلسطينية.
الفلسطينيون ينجحون بشكل فردي بالقيام بعمليات فدائية و لا تنجح أي قوة في الدنيا من منع الناس من ابتكار واجترار تجارب غير مألوفة في مقاومة الاحتلال، وهذا ما يطرح الاسئلة وضرورة الإجابة عليها بجرأة، أي مقاومة نريد؟ وما هي تكتيكاتها وقدراتها والتوافق على الإستراتيجية النضالية وتجنب قسوة الرد الاسرائيلي ومن دون السماح له بالاستفراد بمنطقة وعزلها عن الاخرى والقضاء على المقاومة فيها.
عملية الدهس التي نفذها إبراهيم العكاري تطرح الأسئلة في وجه الاحتلال والعالم وقبل كل أولئك في وجه السلطة والفصائل و هذا العجز و الصمت الرهيب وعدم القيام برد فعل ومقاومة الاحتلال وجرائمه في القدس وباقي الاراضي الفلسطينية. الفلسطينيون المنقسمون على أنفسهم يأتي من بينهم من يذكرهم بالحال الذي يعيشونه، من إحتلال و إنقسام وقضم ما تبقى من الأرض، وفرض وقائع جديدة. عملية الدهس وقبلها العمليات السابقة و إختطاف الطفل محمد أبو خضيرة وقتله تنبه الفلسطينيين أنهم ما زالوا تحت الاحتلال، وأن القدس تسرق وتهود و يتم تغيير طابع ومعالمها العربية والإسلامية، وتمارس العنصرية ضد الفلسطينيين، وتمنعهم من البناء والتوسع، وتهدم بيوتهم تحت ذريعة عدم الترخيص، لتتبقى القدس عاصمة لليهود.
الفلسطينيون إمتلأت قلوبهم بالفخر والاعتزاز بالشهيد العكاري وغيره من شهداء القدس الذين هبوا للثأر لكرامتهم وكرامة القدس، والفصائل مازالت عاجزة عن القيام بأي فعل وطني ووحدوي والاكتفاء بمباركة الشهداء والاحتفاء بهم. سنبقى نرفع الشعارات بالمقاومة في القدس ومقاومة الاحتلال ومخططاته التي نجح في فرضها خلال السنوات الماضية ومستمر فيها. 31
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية