غزة / سوا/ تعيش مدينة القدس هذه الايام انتفاضة حقيقية من قبل سكانها ضد مخططات تهويدها التى اخذت فى الاسابيع الاخيرة تسابق الزمن؛ بقرارات مصادرة ما تبقى من الأراضي المحيطة بها والتى تربطها بمحيطها الفلسطينى، وإقامة المستوطنات اليهودية عليها؛ وكذلك هدم بيوت أهلها الشرعيين وتهجيرهم؛ إضافة إلى سلخ أحياء عربية منها بحجة أنها تقع خارج الجدار الفاصل، وهذا يعني حرمان سكانها من دخول مدينتهم، وفقدان مواطنتهم.

أما المسجد الأقصى المبارك اولى القبلتين وثالث الحرمين، فإن هذه الهجمة الشرسة تعمل على تطويقه بشبكة من الأنفاق والحفريات تمارسها الجرافات الإسرائيلية تحته وفي محيطه، وتطوقه بالاستيطان اليهودي الذي يحاصره الأمر الذي يجعله دوماً معرضا للأخطار الداهمة. القدس كانت تستصرخ الجميع لنجدتها منذ مصادرة جبل ابو غنيم مروراً بحرق الفتى محمد ابو خضير ووصولاً لمحاولة تقسيم المسجد الاقصى زمانياً ومكانياً؛ وللاسف خذلها الجميع ودعموها فقط بالتصريحات الرنانة والتحذيرات الجبانة والخطب العصماء .

تجرأ عليها المتطرفون واقتحموا مسجدها المبارك وتسابق عتاه الصهاينة فى تدنيسها؛ وحكومتهم اليمينية فى مخططاتها للاستيلاء عليها وتهجير أهلها وتغيير معالمها؛ فيما حكومتنا مشغولة بقانون تقاعد كبار الموظفين والمستشارين من درجة وزير؛ ومؤسساتها المعنية بالقدس فارغة من مضمونها وتعيش صراعاً داخلياً بينها حول صلاحيات وهمية يفترض أن تكون وطنية بدون اى فعل حقيقي يدعم القدس او يخفف من معاناتها؛ وفيما نحن فى غزة منشغلون بالمواقع فى الوزارت و رواتب الموظفين والإضرابات التى أصبحت حلالاً.

انتفضت القدس فى ظل هذا التخاذل والتراجع من الجميع ضد تهويدها وسلبها وتغيير معالمها؛ انتفضت القدس فى وجه عتاة الصهاينة ممن حاولوا تدنيسها؛ وجاء فارسها الشهيد "معتز حجازى" الذى لم تثنه أو تفت فى عضده سنوات الاسر احدى عشر عاماً متواصلة من حياته؛ فأطلق الرصاص على الحاخام المتطرف "ايهودا غليك" الذى كان رمزاً ومحرضاً دوماً على اقتحام المسجد الاقصى وتدنيسه تحت وهم اقامة هيكلهم المزعوم.

دماء الشهيد معتز حجازى اختصرت معادلة الدفاع عن القدس؛ واختصرت الية الفعل الكفاحى للحفاظ على القدس عربية اسلامية؛ وكنست كل الخطب الرنانة والشعارات البراقة التى اتحفنا بها البعض فى الدفاع عن القدس. دماء الشهيد معتز حجازى هى هبة من السماء لتشكل بوصلة لكل الاحرار والثوار للدفاع عن اولى القبلتين وثالث الحرمين؛ فالقدس لن تحررها مفاوضات عبثية ولا شعارات مقاومة مصلحية حسب الحاجة.

دماء الشهيد حجازى تثبت ان القدس بحاجة لقائد بحجم ياسر عرفات أشعل انتفاضة العام 1996 فى كل الوطن رداً على حفر النفق تحت الأقصى؛ وأشعل انتفاضة العام 2000 رداً على تدنيس ارئيل شاورن للمسجد الأقصى. ستبقى القدس تدافع عن معالمها وانتماءها بأهلها ومرابطيها وفرسانها ممن هم على شاكلة فارسها معتز حجازي بانتظار القائد الذى سيشعلها انتفاضة وثورة فى كل الوطن تدك تحصينات الاحتلال وتهدم مخططاته.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد