90-TRIAL-  لماذا لا تصدقون  ، فعلا هناك صنفان في الحياة  ، ففي زمننا هذا اختلط الحابل بالنابل ، ولم نعد نعرف ان كان هذا لون طبيعي أم أن التكنولوجيا هي من أوجدته في صورة ، و لم نعد  نستطيع التمييز بين قلب أبيض ونقيضه !!
و هل  وجود قلب رائع  في ظرف ما جعله يتغلف ببياض قلب برئ منه ، وعاد لطبيعته الجاحدة ؟!!
وهكذا تتوالى المعتقدات والاراء بين الحقيقة و شبيهها ، فلم ان كنا نمتلك الوجه الحقيقي نتغلف بوجه موارب لها ، وان كان تواصلنا يكشف عن مكنونات قلوبنا وصدقنا ، نقطع  علاقاتنا الجميلة بسبب ظرف أو بعد أو مشكلة تطول أمدها وننسى أناس ينتظرون الود والقرب منا ، وحينما نحاول العودة اليهم نحملهم مسئولية أنهم لم يستطيعوا أن يصبروا ويتحملوا بعدنا وقسوتنا وننسى أن قلوبهم جميلة لا تستطيع تظهر عكس ما تبطن !!
يا لها من أضحوكة رسمها الوقت على أشخاص طيبين  ، لا يريدون من هذه الحياة سوى قلب صادق ، كالشمس عندما تسطع لا تخجل من حرارتها و عندما تغيب نودعها على شاطئ بحر هادئ جميل ، ننتظر عودتها في صباح باكر مع نسمة جميلة و دعاء قلب صادق ،
فمن خلق الشمس الحارقة هو نفسه من حببنا فيها لانتظار صيفها و الاستمتاع بمناخها ، ومن خلق القمر وضيائه هو نفسه من أوجد فيه الصخور وقطع عنه الأكسجين ، ومن خلق الوردة ورحيقها هو نفسه من جعل في ساقها شوك ، والكثير الكثير من صنع وتدابير الله وطبيعة الكون ، كل هذا يجعلنا نتأمل في بديع صنعه ، أن الحياة ليست نهر من خمر كما وعدنا في الجنة لننسى ما قد ذقناه من ألم وتعب ومشقة ، إنما الحياة مجبولة على التنوع فكما يوجد الرمان حلو المذاق ، يوجد رمان لا تستطيع تذوقه من مرارة طعمه ، بالرغم من فائدة كلاهما ،،
وهكذا هو الانسان إن الحياة اعطته المنصب الاجتماعي الراقي و النقود والوظيفة التي يقتات منها أخذت منه الحاجات الأخرى التي يبحث عنها كدفئ أسرة ، كسعادة بيت ، كحب أصدقاء ، من دون نفاق أو تزوير من أجل مصلحة ما وفي العكس الصحة ولكل قاعدة شواذ .
في نهاية حديثي لطفا بقلوب صدقت وعدها وعاهدت على الوفاء ، فلو عوملت بعكس ما أوفت فهناك اله لا يعلم ما في القلوب الا هو سبحانه وتعالى "{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ }




84

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد