112-TRIAL- حينما يتأرجح المطر على ضفاف قلوبنا ، وننتظره بلهفة المشتاق بعد نفاذ صبر ، حينما يطرق كل الأبواب معلنا أن لا تراجع عن موعد قدومه ، ويأتي على حين غفلة من أناس في ثبات عميق ، حينما تحمله السماء بين ذراعيها لتلقيه على تربة أمست حزينة لا شجر فيها ينبت ولا بئر فيها يصلح للشرب ، حينما يعود الأمل وحينما تعود الحياة ، بعد يأس وانقطاع كانت في مخيلتنا طويلة ، حينما يعود المغترب لوطنه ، حينما يعود الأسير لزوجته،حينما يقبل اليتيم صورة والده ، حينما يحتضن الأناس بعضهم بقلوبهم الدافئة ومناخهم القارس ، حينما فقط نعرف أن للحب قيمة لا تساوي ما تملك من أموال ، ولا توازن ما تعرف من رجال أعمال ، ولا أصحاب سلطة وجاه ، فحينها نفتقد هذا العنصر ، ألا وهو المحبة في الله ، فلم تكون قلوبنا كصخور تنخرها حبات المطر الزائرة ، ولا نكون قلوب تدق جدرانها بنبضات الأمل .؟
خلقنا أناس من قلب رحيم ، فلنجعل كنوزنا أشخاص لا يقدرها الزمن بقيمة ، إن رحلوا فاحت سيرتهم العطرة بذكرهم ، وأن بقوا أعطونا من الحياة أكسجينها للبقاء على أرض صلبة ، غير متحركة كرمال تجرفنا الى باطنها ونحن غير مبالين ؟
فلو كان للمال قيمة يصنعها الانسان لما تغنينا بالأخلاق ، فلا تجعل لصاحب مال قيمة ان لم يكن يتوج بخلق حميد وقلب رحيم ، فذهاب الأخلاق كحطام تحت ركام لا يصلح سوى للهدم الكامل !!
فيا مرحبا بخلق المطر الرحيم الذي عطرنا برحيق زهر وتربة عشقناها ، و أودع بنا الأمل بانتظار الفجر من جديد !

237

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد