2014/10/18
155-TRIAL-
لم يقل الرئيس أبو مازن ما ورد في العنوان أعلاه، بل ويحرص في كل مناسبة على تأكيد نقيضه، وللرجل أسبابه الكثيرة المعروفة على الصعيد الشخصي، ولكن ماذا لو قالها صراحة: "سأرشح نفسي في الانتخابات الرئاسية القادمة". هل سيتغير شيء؟.
المؤسسات الشرعية الفلسطينية مصابة بالشلل، لذلك سيبقى أبو مازن رئيسا لفترة ليست بالقصيرة، ولا يبدو أن المياه ستجري في نهر السياسة الفلسطينية قريبا، حتى وان كانت الوظيفة الثانية لحكومة الوفاق الحالية، هي الإعداد لانتخابات عامة، بالاضافة إلى دمج وتوحيد المؤسسات.
ما تحقق في ملف المصالحة حتى الآن يبدو "تنازلات الحاجة والضرورة"، ما يعني أن مشوار الانتخابات طويل جدا، حتى وان تم التوافق على انتخابات عامة غدا و–هذا مستبعد- في ظل المعطيات القائمة، هل هذه الحكومة قادرة عن تنظيمها لأسباب خارجة عن إرادتها، وأخرى تتعلق بعوامل ضعف ذاتية لا تعد ولا تحصى؟.
ولأن الانتخابات بعيدة فإن إعلان الرئيس أبو مازن عن ترشحه يعني وضع حد للمعارك الثانوية الجارية على "الخلافة". معارك تستنزف طاقات، وتخلق أحقاد، المشهد الفلسطيني بتعقيداته في غنى عنها. ولأن الانتخابات بعيدة فإن كلمتين فقط تكفلان إطفاء نار حرب الخلافة "سأرشح نفسي" هل سينطق بهما الرئيس؟؟. وعندما تأتي الانتخابات "بصير خير".
استمرار الرئيس في التأكيد على أنه لن يرشح نفسه يغذي حرب "الخلافة"، الأمر الذي من شأنه أن يخلق واقعا تغيب فيه البدائل في ظل حالة تكسير الرؤوس القائمة، فيجد نفسه وصونا لوحدة حركة فتح وحفاظا على السلطة ومشروعها مضطرا لإعلان الترشح في لحظة ما، وعندها سيقع في الحرج الذي اعتادته منتطقتنا العربية "أضطر للترشح استجابة لرغبات الشعب وبضغط منه".
العواصم الاقليمية، كلٌّ يريد أن يفرض أجندته في ملف خلافة أبو مازن، كلٌّ يريد أن يكون "زلمته" في المنصب، الأمر الذي سيُعرض الشعب الفلسطيني وحركة فتح لصراع أجندات بدت آثارها جلية خلال الشهور الأخيرة، خاصة خلال فترة العدوان على غزة ، إسرائيل ومعها أمريكا ليستا بعيدتين بالطبع عن معركة الخلافة المبكرة، لذلك انطقها سيادة الرئيس "سأرشح نفسي".
قد يقول البعض وهل اعلان ابو مازن وهو على مشارف الثمانين سيكون مقنعا، أقول ان شريحة ليست بالقليلة تعتقد أن الرجل هو مرشح فتح الوحيد في ظل غياب البدائل من وجهة نظرهم على الأقل. الامر يحتاج فقط اعلانا صريحا منه. 117
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية