271-TRIAL- لم يكن اختيارى لبداية مقالى الا محض واقع يعيشه شعبنا الآن نظرا لقضية الهجرة التى تتزايد بشاعة وقساوة أخبارها يوما بعد يوم، ما أن تتجول بشوارع غزة وتسأل أحد المارين من الشباب بالعاميه (شو أخبارك!) ستجد الرد فورا والله بفكر أهاجر. 
سيدى الرئيس الا تزال روحك تسطيع تحمل المزيد من الرقاب البريئة! كلنا سمعنا عن غرق السفينة التى تحمل على متنها عائلات بكاملها قد غرقت ومات معها حلم الحياه الكريمة، هل آلام وتتطلعات شعبك تراودك ولو قليلا قبل أن يأخذك عقلك الى نوم عميق بين أسوار مدينتنا الخالدة الجريحة..! ام أن مدينتنا ليست ضمن افكارك الطريفة؟ 
سيدى نحن لسنا أسراب طيور تهاجر شتائا وتعود صيفا لتوفير قوت يومها وحتى تلك الاسراب لها قائد يوجهها ويعرف تماما متى تحط أقدام قومة اليابسة لكى لا يذهب بهم الى التهلكة لأنه ربما.. ربما بحكمه إلهيه بحته يسير على خطى كلكم راعى وكلكم مسئول عن رعيته!! سيدى الرئيس درهم وقاية خير من قنطار علاج ولكنى لا ارى أيا منهما؟ غاب القائد وتلاشت أحلام الشباب كالسراب بين خفايا الحياة.
الحرية ليست مجرد تحررك من الأغلال والقيود التى على رسغيك بل العيش بطريقة تضمن وتحترم حرية الأخرين بالحياة، ربما هذا ما يبحث عنه شبابنا بالهجرة لأنهم حرموا منها بكل أسف ، وأنت أيها البحر مهلا مهلا و رويدا رويدا هؤلاء لا زالو احيائا يؤمنون أنهم سيجدون الطريق يوما ما الى ذاتهم الى احلامهم الى ما يريدون، فيا بحر رفقا بزوارك فليس للموت رَكبو أمواجك. 
صدقونى أنا نفسى لا اعرف عن اى رئيس أتكلم! ولا لأى مسؤول أوجه كلامى له، لأنى أعرف يقينا أن كلامى لن يكون تأثيرة عليهم كتأثير والد طفلين أخذهم بقارب الموت عله يستطيع أن يوفر لهم الحياة التى تمناها لهم ولم يستطع فماتو اطفالة ونجا، ويناجى الأن بإعادته الى غزة بعد أن فقد اعز ما يملك واعز ما خرج لأجلهم، أتسائل دوما من المسؤول ولكنى تعلمت انه حين يكون الجواب مؤلم.. إحترم عقلك وانسى السؤال...!
152

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد