انفض الاجتماع الاكبر لحركة فتح، وافرز شرعية جديدة لقيادات قديمة تم إعادة انتخاب الرئيس ليكون الرئيس وانتخاب الثوار ليكونوا ثوار وترسيخ حكم المركزية بأركانها القديمة المتجددة، ليكونوا نواه جديدة لبناء الدولة الفلسطينية متعارضين مع قول الرسول " نُصرت بالشباب" ، ولكنها فتح ... الثورة والبندقية وشجرة الزيتون وحمامة السلام وصولا الي منظمات السلام والتعايش السلمي مع جلادي الشعب الفلسطيني، ليس جلدا في فتح وقياداتها ولكن حرصا على النسيج الوطني الفلسطيني فقد دافعنا مرارا وتكرارا عن فتح لأنها حامية المشروع الوطني الفلسطيني،

 ولكن !

أن تبقى "الاسامي هي هي" ونحن نعيش زمن الانقسام السياسي والجغرافي بين ضلوع الوطن الواحد  والمؤتمرات تحت وطاه الانقسام _ والاحتلال شاهد على ذلك، والأسماء المنقسمة على نفسها شاهدة على ذلك.

بعد مشاركة قرابة 1400 عضو من فتح وحضور فعاليات مؤتمرها السابع تبقى قرابة 1400 عضو آخرين وقيادات شابة ويافعة " موازيين " يصلحون بأن يكونوا أعضاء مؤتمر وأعضاء مجلس ثوري وأعضاء لجنة مركزية ولكن المختلف أن هؤلاء يتم تسميتهم "بالمتجنحين".

لقد نجح المؤتمر بأن شرعن قيادات جديدة فالرئيس الذكي جدد شرعيته بعيدا عن منافسيه ودون أن تكون هناك منافسه أصلا فهذا الأب الروحي الجديد لحركة فتح والذي يحكم بالحديد والنار ولكن بوجه ديمقراطي ينثر النكتة والابتسامة والثقافة والقراءة على المؤتمرين ولسان حاله يصرخ بحب الوطن وعيونه ترنوا نحو الوطن التليد، لقد اتبع السيد الرئيس أسلوبا جديدا في ترسيخ قواعد مملكته من خلال خطابه الشجي وأسلوبه الفعال في إضفاء شرعية لكل كلمة تحدث بها ساخرا من أعدائه تارة وضاربا بيد من حديد على العابثين بالأولويات الوطنية كما يراها.

لا تمر ساعة منذ تحديد موعد انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح وحتى انتهاء فعالياته وانتخاب قيادة جديدة لن نختلف على توصيفها " شابة، قيادية، تنظيمية، مؤهلة " إلا ومن يسألني ما هو مستقبل حركة فتح في ظل إقصاء عدد كبير من القيادات الفتحاوية المقربة من محمد دحلان ؟

لقد قطع الرئيس أبومازن الطريق على دحلان ووضعه في الزاوية هو ورفقائه، من خلال عقد المؤتمر وإجراء الانتخابات الداخلية للحركة بدون الدحلانيين، وبذلك جدد الرئيس شرعيته وأنهى نتائج انتخابات المؤتمر السادس والذي أضفى بان يكون دحلان عضوا في اللجنة المركزية قبل أن يفصل، ولكن الوقائع على الأرض تشير الي انه لا عودة لدحلان لحركة فتح الا في المؤتمر الثامن إذا قررت لجنة العضوية ذلك، وما دون ذلك فانه تم إقصاء محمد دحلان ومعاونيه إلي وقت غير معلوم، وهذا استفراد بالقرارات الداخلية لحركة فتح دون وجود معارض داخلي في الحركة مما يجعلها مملكة خاصة يتوارثها المنتفعين والمستوزرين وغيرهم.

ان بوادر وجود "فتح الموازية" ليس بعيدا في ظل المتغيرات الأخيرة خاصة وان المعركة ما بين الرئيس عباس والمفصول دحلان انتهت جولتها الأولى لمصلحة الرئيس عباس، في انتظار رده فعل المفصول دحلان على نتائج المؤتمر السابع، هل سيبقى يتحدث باسم فتح طويلا ويبقى يلاحق الرئيس عباس في خطاباته، أم أن واقع عقد مؤتمر "لفتح الموازية" في دولة عربية ما ربما يشكل ضغطا على أبومازن بأن الإقصاء من فتح ليس الطريقة المناسبة لتصفية الخلافات أو للعقاب ، وان فتح ليست ملكية خاصة يستطيع أي من كان يتحكم فيها أو يغير من فكرها السياسي.

في فتح هناك عالقون في حب الوطن لقد انقسم الوطن وأصبح وطنين وانقسمت فتح وأصبحت اثنتين ولم يتبق من الوطن غير المقسم والمجزأ إلا الاحتلال الإسرائيلي شاهد على انقسامات

مع ظهور نتائج امتحان الوطن الأكبر لا يسعني إلا أن اقتبس من شعر العراقي الكبير احمد مطر " صباح هذا اليوم، أيقظني منبه الساعة، وقال لي : يا أبن العرب، قد حان وقت النوم" .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد