هاني أصيب بنزيف دماغي مفاجئ وتحدى الشلل بارادة قوية
غزة / سوا / في طريق عودته من صلاة الفجر قرر هاني الجلوس في "مظلة" البيت لاستنشاق الهواء ، إلا أن النعاس قد غلبه فقد أمضى ليلته يتسامر مع أطفاله بعد يوم عمل طويل ، لم يكد هاني يغرق في نومه حتى استيقظ على ألم يداهم جسده بشكل متسارع و يفقده القدرة على تحريك قدميه.
بدأ يهمس بصوت مخنوق مخاطبا قدميه " شيلوني .. شيلوني.. أنا انشليت .. أنا انشليت " محاولا الوصول إلى أهله في الطابق العلوي ، إلا أن جسده يرتعد ويتهالك ونبضه ينبئ بالتوقف ، وما من مجيب.
السيد هاني صابر ، بعد نصف ساعة من صراعٍ من أجل البقاء أسرعت إليه زوجته بعد سماع صوته الخافت لنجدته ليقله الأهل والجيران الى المشفى لتلقي العلاج، إلا أن إصابته كانت أشد مما هو متوقع فقد شخصها الأطباء "نزيف دماغي".
جسد هامد
ويقول السيد هاني وقد غير الحزن تقاسيم وجهه " وصلت الى مستشفى الشفاء بتاريخ 25/8 جسدا هامدا غير مدركا لما يجري حولي ، قرر وقتها الأطباء اجراء عملية جراحية عاجلة لي لوقف النزيف الدماغي وبنسبة نجاح لا تتعدى الـ 6% حسب افادتهم لأخي الأكبر ".
مكث هاني بعد اجرائه للعملية الجراحية في العناية المكثفة لمدة أربعة أيام قبل أن يتم تحويله الى مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي في مدينة الزهراء وسط قطاع غزة لاستكمال العلاج .
وتابع ، أنه كان حزيناً على نفسه عندما استيقظ ووجد جسده ممددا على السرير بلا حراك. فلا زال في العقد الرابع من عمره وهو الذي لطالما جد في عمله كموزع للهواتف النقالة ليعيل أبناءه الستة ويوفر لهم كل احتياجاتهم ويبني لهم بيتا جديدا لم يسعد بسكناه بعد.
تأهيل متكامل
بدوره ذكر الأطباء المعالجون أن السيد هاني قد تم تحويله الينا بتاريخ 30/8/2016، وكان يعاني من شلل كامل في الجهة اليسرى بسبب نزيف دماغي ومعتمداً كلياً على الآخرين
وأضافوا، أن المريض الى جانب ذلك كان يعاني من ضعف في القدرة على تحمل المجهود بعد العملية الجراحية في الدماغ.
وتابع ، تم وضع خطة علاج تأهيلي متكاملة شمل ( طب التأهيل ، الرعاية التمريضية، العلاج الطبيعي ، العلاج الوظيفي ، الدعم النفسي والاجتماعي)
وأفاد الأطباء، أنها هدفت الى تحسين القدرات العضلية والاعتماد على النفس في الأنشطة الحياتية وبالرغم من محدودية التحسن في قوة عضلات الجانب المصاب إلا أن الفريق تمكن من ايصاله الى مستوى كبير من الاستقلالية في الاعتماد على نفسه في جميع أنشطة الحياة اليومية الأساسية والتي تشمل الأكل والعناية الذاتية والحركة في السرير والتنقل ، مع مساعدة طفيفة من الآخرين من المتوقع تحسنها من خلال استكمال برنامج العلاج الطبيعي في الخارجي.
دموع الفرح
السيد هاني لم يصدق أنه بدأ يقف على قدميه بعدما ساعده الطبيب بالنهوض عن فراشه ، فما زالت تلك اللحظات الأكثر تأثيرا في حياته. ، فلا أصدقاء و لا أقرباء كانوا يتوقعون شفاءه لصعوبة حالته كما أخبرنا، قبل أن تمر الأيام وتتحسن صحته تدريجياً ، لتأتي اللحظة التي طال انتظارها.
وتابع، أن دموعه انهمرت من عينيه بلا توقفْ ، وشعر بفرحة غامرة ، رغم تجربة المرض المريرة.
وذكر، أن الدعاء الخالص والايمان بالله كانا سبباً أساسياً للتغلب على محنته، اضافة الى اتخاذه لشعار " أكون أو لا أكون" لتحدي الشلل وصعوبات الحياة ، مضيفا أنه كان ينقل تجربته في التحدي لكل محبيه ولكل من يلتقيه داخل المشفى.
وعبر لحظة مغادرته للمشفى عن شوقه الشديد للعودة الى منزله ولقاء أبنائه ، ليفي بوعده لهم باصطحابهم لرحلة ترفيهية تعويضا لهم عن حزن أيام مضت، موضحاً أهمية أن تستمر رسالة الحياة بكل ما تحمل من معاني جميلة.
ولم ينس السيد هاني تقديم جزيل شكره وتقديره للفريق الطبي بمستشفى الوفاء لدورهم المتميز في العلاج و توفير الجو العائلي المرح وكافة سبل الرحة خلال فترة مكوثه في المشفى.
ازداد السيد هاني تحدياً لمصابه الجلل ، فلا يأس يقف أمامه ، حيث أصبح يعتمد على نفسه في المشي لمسافات قصيرة وممارسة وظائف حياته اليومية.