2014/09/02
156-TRIAL-
لا اعتبر بأي حال من الاحوال أن الحرب انتهت برغم وقف اطلاق النار ,ولا أعتبر بأي حال من الاحوال إننا نجحنا في ايقاف هذه الحرب للابد ولا حرب رابعة قادمة ,فمازال الوقت مبكرا لقول ذلك وخاصة أن اسرائيل مازالت تهدد ومازال هناك في الافق مشروع قرار عن طريق مجلس الامن قد يتيح ادارة الحصار بطريقة مختلفة على افتراض أن غزة يجب أن تكون منطقة منزوعة السلاح , نعم قد نكون نجحنا في وقف اطلاق النار, لكن لن يكون للابد , المسالة ليست في المقاومة بل في جيش الاحتلال الذي يرفض قادته منذ عشرين عاما التوصل الى سلام دائم وقابل للحياة مع أن هناك متغيرات كبيرة وتستدعي خطة سياسية كبيرة تساهم في صنع السلام الدائم الا ان إسرائيل تتجاهل هذا .ما عهدناه من اسرائيل منذ النكبة وحتى الان انها لا ترغب في استقرار المنطقة ولا تريد أن يعيش الفلسطينيين مراحل طويلة من الاستقرار والهدوء ليتمكنوا من التطور والتمتع بالحياة الكريمة لان هذا من شأنه أن يجعل منهم أمة وكيان له سيادة سيتخلى عن وصاية اسرائيل وبالتالي تعتقد اسرائيل أن هذا يشكل تهديد لكيانها وعلى حساب كيانها فلا تسمح بدولة فلسطينية ولا تسمح باستقلالها ولا تسمح بمداخل ومخارج سيادية لها دون أن تضع عينيها في كل زاوية و تراقب كل ركن من مداخل ومعابر وموانئ ومطارات اذا ما سمحت أن يكون لفلسطين دولة ذات سيادة على ارض العام 1967 .
منذ اتفاقية اوسلوا التي رحلت بعد خمس سنوات من سريانها وما بقي الا اسمها لان اسرائيل سحبت عمليا هذه الاتفاقية بعد الامتناع عن تنفيذ المرحلة الثانية للحل الدائم على حدود العام 1967 وحتى اليوم فإن اسرائيل تريد من الفلسطينيين العودة للمفاوضات والقبول بفكرة الحكم الذاتي الموسع دون حقهم في الدولة ولا السيادة ولا الاستقلال , واليوم على ضوء تفاهمات بين الفلسطينيين والإسرائيليين دون اتفاقات وضمانات مكتوبة توقفت الحرب الثالثة على غزة ومجمل هذه التفاهمات جاء فيها , فتح المعابر والسماح بمساحة صيد ضمن ستة اميال تتوسع تدريجيا لتصل الى 12 ميل ,و يتم إدخال المواد الانشائية والاولية تحت رقابة ثلاثية من اسرائيل والسلطة الفلسطينية والامم المتحدة , وقضت هذه التفاهمات ايضا بالتفاوض على المطار والميناء و الممر الامن والاسري الى ما بعد شهر وبالتالي سيقضي الوفد الفلسطيني عشرات الساعات وقد تكون شهور في تفاوض من جديد برعاية مصرية على هذه القضايا وعند الاتفاق عليها يتم التوقيع على اتفاق رزمة واحدة واعتقد أن هذا مستبعد حتى الان لأننا لم نعد نثق في تفاوض ايجابي من قبل اسرائيل. اعتقد أن هذه التفاهمات بهذه الطريقة كانت نقطة ضعف ليس عند الفلسطينيين لسبب أن اسرائيل حصلت على الهدوء مقابل تفاهمات سابقة في العام 2012 لا اكثر ولا اقل , واليوم لا يمكننا أن نثق بأن اسرائيل يمكنها أن تعطي شيئا جديدا, لذا فإن التفاوض على موضوع المطار والميناء من جديد امر يحتاج الى قوة من جديد وهذا قد يحتم علينا العودة للدفاع عن النفس وعن حقوقنا البسيطة التي سحبتها إسرائيل بفعل قوتها العسكرية واحتلالها المقيت , او القبول بتفاوض طويل الامد دون نتائج مع أن هذه القضايا تم الانتهاء منها وتم انجازها بموجب اتفاقيات اوسلوا فما على المفاوضين الا الرجوع الى تلك الاتفاقيات و تشغيل المطار بنفس الالية التي وصل اليها الرئيس الشهيد ياسر عرفات مع الإسرائيليين وهذا ينسحب على الميناء والممر الامن , وما على اسرائيل إلا الاعتراف بهذا والبدء بتنفيذ و ما تم الاتفاق عليه وتثبيت وقف اطلاق النار تهيئة لحل سياسي نهائي .
في مقابلة تلفزيونية اكد نتنياهو ووزير حربه يعلون أن إسرائيل "قد تضطر إلى العمل مستقبلا في قطاع غزة بطرق أخرى" وقال أن اسرائيل سترد بقوة على أي اطلاق نار جديد على اسرائيل وهذا يعني أن دائرة العنف في المنطقة لم تنتهي ولن تنتهي بهكذا تفاهمات لا ترتقي لصيغة اتفاق ملزم للطرفين والطريقة الأخرى قد تكون حرب الاغتيالات ,وهنا قد نشهد سيناريو تصفي فيها اسرائيل حساباتها مع قادة المقاومة في ظل وقف اطلاق نار وتهدئة طويلة ؟ وما قالته تسيفي ليفني خلال مؤتمر للمنتدى الاقتصادي التجاري في ريشيون لتصيون بعد ظهر السبت ، "انه لا يمكن لإسرائيل أن تنعم ولو للحظة بالهدوء القائم دون انتظار ماذا سيحصل في المستقبل وحذرت من حصول جولة جديدة من العنف خلال بضعة اسابيع اذا لم تتخذ اجراءات سياسية", يبرهن أن التفاهمات التي توصل اليها الطرفان بوساطة مصرية لن تدوم طويلا دون اتفاق سياسي شامل لان عناصر ادامتها ترتكز على الاتفاق النهائي الذي يمتنع نتنياهو عن التوصل اليه في الوقت الحالي حتى لو تسلمت السلطة الفلسطينية كافة مقاليد الحكم واتمت سيطرتها على قطاع غزة , هنا قد يجد الطرفين انفسهم بعد فترة من التفاهمات أن لا شيء تحقق على الارض , وقد ينفذ صبر الفلسطينيين في انتظار رفع الحصار وفتح كامل للمعابر وميناء ومطار يوصل الفلسطينيين بالعالم ودون اعمار ينهي معاناة الالاف ممن تهدمت بيوتهم في غزة بسبب الحرب الاخيرة وهذا كاف لان تعود المناوشات مرة اخري وينفجر الموقف ليؤدي الى حرب جديدة نعيش أتونها بتفاصيل اكثر تدميرا .
72
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية