"وفا" ترصد التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلي
رام الله /سوا/ رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية في الفترة الواقعة بين 30 أيلول 2016 ولغاية 6 تشرين الأول 2016.
ويستعرض التقرير الحالي عددا من المقالات والأخبار التي تحمل في طياتها، بشكل مباشر أو غير مباشر، مقولات، وادعاءات، وأفكارًا تحريضية وعنصرية كتبت في تلك الفترة، وفيما يلي أبرزها:
القناة الثانية، البرنامج الإخباري: "فقدتم فرصة أن تكونوا بشرًا"
اجرت القناة الثانية ضمن البرنامج الاخباري "استوديو الجمعة" بتاريخ 30.9.2016 مقابلة من عضو الكنيست ورئيس القائمة المشتركة، ايمن عودة، وذلك بعد تغيب اعضاء القائمة المشتركة عن حضور جنازة الرئيس السابق شمعون بيرس. اذ توجه مقدم النشرة داني كوشمارو إلى النائب عودة متسائلا: "انت عضو الكنيست ايمن عودة، لقد كنت الامل الكبير للتعايش بين اليهود والعرب وعلى ما يبدو ان هناك من سيطر عليك وعلى حزبك مثل جمال زحالقة وحنين زعبي وعزمي بشارة، هم من يقودون التوجه المتطرف وايضا يقودون حزبك!".
أجاب عودة: "سوف ارد عليك لاحقا لكن اريد ان اقول اولا انني اتعاطف مع حزنهم الانساني وليس مع الحزن القومي لأنه لا يمثلني. مهم لي ان ابني علاقات مع اطراف عاقلة بالمجتمع الاسرائيلي وتكوين مواطنة حقيقية مبينة على مبادئ".
المحلل العسكري للقناة روني دانئيل الذي كان متواجدا في الاستوديو توجه الى عودة قائلًا: "قيادة حقيقة هي التي تتطلع الى المستقبل. لقد كانت مواقف وحالات سيئة تجاه العرب من اليهود وايضا الكثير من الارهاب من الاتجاه الفلسطيني. وظيفة القيادي النظر الى المستقبل وانتم كل الوقت تنظرون الى الوراء. وانت قلت انك ترغب ببناء جسر بين العرب واليهود ولكن هذا مجرد كلام. وبفعلتكم هذه فعلتم العكس تماما. واريد ان اقول لك انكم بتصرفكم هذا فقدتم الفرصة! أتعرف الفرصة لماذا؟ لتكونوا بشرًا ولو قليلًا في هذا اليوم، وايضا فقدتم الكثير من المؤيدين في المجتمع الاسرائيلي".
اجاب عودة: "لا اقبل هذه الطريقة وهذا الموقف المتعالي، ان تكونوا بشرًا! هناك اناس تقتل من جانبنا واعضاء كنيست يهود لا يشاركونهم حزنهم. فمن هنا الانساني. انا جئت هنا لأقول انني ارغب بتكوين اشياء مشتركة وليس لشعب واحد على حساب شعب اخر".
صحيفة "معاريف": "القادة العرب أغبياء وليسوا بشرًا"
نشرت صحيفة "معاريف" بتاريخ 2.10.2016 مقالة عنصرية كتبها الإعلامي المعروف، بن كسبيت، قال فيها إن القادة الفلسطينيين في الداخل "لا يتصرفون كبشر"، على خلفية رفضهم المشاركة في جنازة الرئيس الاسرائيلي السابق، شمعون بيريس، كما وصفهم بـ"الغباء والتفاهة".
وقال: "كسول يدعى باسل غطاس علل في نهاية الأسبوع القرار بمقاطعة جنازة شمعون بيريس بحقيقة أن بيريس كان من مهندسي المشروع الصهيوني. في السعي إلى صد موجات الانتقاد التي انصبت عليهم من كل صوب، تمترس النواب من "المشتركة" في الغباء، التفاهة وانغلاق الحس في أنفسهم. فهم، الملتصقون بطاولة الدولة، ممن هم أعضاء في برلمان "المشروع الصهيوني" يقاطعون الطريق الاخيرة لمن يعتبر الرمز المطلق للسعي إلى السلام، من حطم العلبة وكرس 25 سنة أخيرة من عمره لجهد عبثي هائل للمصالحة بين إسرائيل والفلسطينيين. فعل النواب العرب تعيس، بائس ومهين لسببين متراكمين. الاول، الموضوع الانساني. فالمشاركة في جنازة انسان ليست تبنيا لطريقه او لروايته. ففجأة تذكروا كفر قاسم وقانا، اذهب لتعرف أي قرى اخرى أيضا. جيد أنهم لم يعودوا إلى طرد اسماعيل. شمعون بيريس هو الإسرائيلي الذي يتماثل اكثر من أي شخص آخر مع المسيرة السلمية، مع الجهود للمصالحة مع جيراننا، مع الاستعداد لاقامة دولة فلسطينية".
وأضاف: "ورغم كل هذا، لم يروا من الصواب ابداء مزايا انسانية أساسية والتشييع في الطريق الاخير لمن كان رئيسا ورئيس وزراء. هذا الفعل هو صفعة وبصقة في وجه القلائل الذين لا يزالون يعتقدون بأنه يمكن الوصول إلى السلام. فهم حقا لم يفوتوا فرصة لتفويت الفرص. ليس لهم مشكلة في أن يتدلوا باستمتاع على الغصن، أن يقطفوا ثمار الشجرة، وفي نفس الوقت ان ينشروا بنشاط الجدع المركزي. لم يطلب أحد من النواب العرب ان ينفي النكبة أو ان يمجد المفاعل في ديمونا. الأمر الوحيد الذي كان متوقعا منهم هو أن يكونوا بشرًا. السبب الثاني هو الازدواجية. فحقيقة أن بيريس هو شريك في المؤامرة الصهيونية الكريهة، جعلته مكروها وأبقتهم خارج مراسيم الجنازة، التي جاء اليها حتى ابو مازن (وتعالوا نعترف حقا: كان هذا فعلا شجاعا جدا من جانبه). والان، تعالوا نحاول أن نفحص ماذا كان عليه وضع نواب القائمة المشتركة لو لم يقم هنا المشروع الصهيوني: لعله كانت تسقط عليهم الان براميل متفجرة من السماء. لعلهم كانوا يعيشون في دولة أقل ديمقراطية بكثير مع حقوق أقل بكثير وواجبات أكثر بكثير. عرب إسرائيل هم العرب الأكثر سعادة في الشرق الاوسط. هم الوحيدون الذي يمكنهم أن يناموا بهدوء. لا توجد في كل أرجاء الشرق الاوسط أقلية واحدة وضعها أفضل من وضعهم. لا الاقباط في مصر، ولا المسيحيون في لبنان، ولا المسيحيون في سوريا، ولا العلويون ولا الاكراد في اي مكان. ليس هناك في كل الشرق الأوسط عرب يستمتعون بالمياه والكهرباء 24 ساعة في اليوم، 365 يوما في السنة. في كل المقاييس المحتملة، وضعهم افضل بمئات في المئة من وضع كل الاخرين (بعد حسم عائلات الامراء السعوديين). نسبة وفيات المواليد، مدى العمر، مستوى المعيشة، التعليم والبنى التحتية".