تصادف اليوم الذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقة الجبهة العربية الفلسطينية

الذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقة الجبهة العربية الفلسطينية

رام الله /سوا/ تصادف اليوم، 12 تشرين الأول/ أكتوبر، الذكرى السنوية الثامنة والأربعين لانطلاقة الجبهة العربية الفلسطينية، والثالثة والعشرين للتجديد.

وقالت الجبهة في بيان بهذه المناسبة، أن الذكرى تؤكد على صوابية القرار الشجاع والجريء الذي اتخذه رفاق الجبهة العربية الفلسطينية بالتمسك بالقرار الوطني المستقل في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وعبروا من خلاله عن التصاقهم وصلتهم الصادقة بواقع شعبهم، وأكدوا من خلاله بأن القضية الفلسطينية ما زالت وستبقى القضية المركزية للأمة، وكرسوا بذلك فهمهم العميق لخصوصية القضية الفلسطينية  وارتباطها القومي وضرورة أن يلتحق العرب جميعاً في معركة الدفاع عن الأمة التي يخوضها شعبنا.

وأكدت الجبهة أن فلسطين ستبقى حجر الزاوية في السياسة الدولية في المنطقة، وهي أكبر من أن توظف لمصلحة أحد، وأن انطلاقتها إضافة نوعية لمسيرة الثورة الفلسطينية، حين كرس قادتها وكوادرها رفضهم لكل محاولات احتواء نضالهم وجسدوا حرصهم على القرار الوطني الفلسطيني المستقل، الذي أكد شعبنا منذ انطلاقه الثورة على أنه الضمانة لتحقيق النصر وخاض العديد من المعارك من أجل حمايته.

ووجهت الجبهة العربية الفلسطينية، التحية لأبناء شعبنا في الضفة و غزة وأراضي 1948، المحافظين على عروبة الأرض، ولشعبنا في لبنان وسوريا والشتات، مؤكدة لهم أن لا تنازل ولا تفريط ولا تراجع عن حق العودة.

وجددت العهد للشهداء بالمضي على الدرب حتى تحقيق أهدافهم التي سقطوا من أجلها، وحيت سرى الحرية وهم يواصلون معارك الكرامة والصمود، مؤكدة أن الليل زائل وفجر الحرية لا بد وأن يشرق، وعاهدتهم بأن يبقى الإفراج عنهم أحد الثوابت الوطنية، كما حيت الجرحى الذين يحملون على أجسادهم أوسمة المجد، وعاهدت الجميع على مواصلة النضال حتى تحقيق كامل الأهداف الوطنية.

وقالت الجبهة في بيانها: تأتي ذكرى الانطلاقة هذا العام وتحديات جسام تواجه قضيتنا الوطنية، حيث الاحتلال يواصل استيطانه، ويستمر في سياسات التهويد لمدينة القدس ، ويرفع من وتيرة اعتداءات مستوطنيه التي تتم بالشراكة مع قوات الاحتلال، بل ويزيد من توسيع دائرة عدوانه ضد المساجد والكنائس والرموز الدينية، فيحمي الاقتحامات اليومية لمستوطنيه للمسجد الأقصى وعدوانه على كنيسة القيامة، ويواصل حصاره الظالم والجائر لقطاع غزة، ويصعد من وتيرة عدوانه وتهديداته ضده، ويستمر في استهداف شبابنا بالقتل تارة لمجرد الشبهة وبالإعدام الميداني أمام عدسات الكاميرات دون وازع من ضمير أو خوف من عقاب.

 وفي هذا السياق، أكدت على ضرورة مواصلة الاشتباك الدبلوماسي والقانوني مع الاحتلال عبر التوجه لمجلس الأمن لاستصدار قرار ضد الاستيطان، ومواصلة العمل مع المحكمة الجنائية الدولية لمعاقبة قادة الاحتلال على جرائمهم المتواصلة بحق شعبنا، وكذلك مواصلة العمل مع فرنسا لعقد المؤتمر الدولي لوضع العالم أمام مسؤولياته.

كما أكدت على ضرورة الانطلاق بحملة إعلامية وشعبية لكشف انتهاكات إسرائيل أمام العالم، الذي بتنا نشهد تقدماً ملحوظاً في مواقف بعض الدول الأوروبية ونشهد تفاعلاً كبيرا من العالم مع حملات المقاطعة الدولية، وهو ما يؤكد أن هذا الاحتلال لا يعي الدروس بأن الشعب الفلسطيني قادر على ابتكار وسائل وأشكال جديدة للنضال تتناسب مع ظروف كل مرحلة، فها هو اليوم يصعد من مقاومته الشعبية التي أصبحت عنواناً كبيراً لإصراره على مواجهة الاحتلال وإزالة الاستيطان وحماية أرضه وشعبه، ويواصل هبته الجماهيرية الرائعة في القدس ومحافظات الضفة، ليؤكد أن هذا الشعب عصي على الانكسار.

وقال: إن هذه التحديات تتطلب منا جميعا أن نكون على مستوى المسؤولية التاريخية، وأن نعلي الصوت عاليا بأنه آن الأوان للانقسام أن ينتهي، فشعبنا يؤكد في كل يوم أن المصالحة ضرورة وطنية من أجل حشد كل الجهود والطاقات لمواجهة التحديات الكبيرة.

وأضافت أن القضية لم تعد مكسب لهذا الفصيل أو ذاك، بل باتت القضية فلسطين الوطن والهوية والحقوق التي لا يمكن حمايتها وصونها إلا بالتوحد والتماسك والارتقاء بالروح الوطنية الخلاقة المؤمنة بعدالة القضية، الأمر الذي يجعل من ترتيب البيت الداخلي ضرورة وطنية ملحة، تبدأ بإزالة كافة آثار الانقسام بتشكيل حكومة وحدة وطنية توفر لها كل مقومات النجاح، وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني ما أمكن، والتوافق على برنامج وطني موحد يلتف حوله شعبنا، قادر على حشد كل الجهود والطاقات لمواجهة الاحتلال وسياساته العدوانية، والحصول على موقف عربي داعم لنضالنا وموقف دولي مؤيد لحقوقنا، على قاعدة التمسك بالحقوق الوطنية المشروعة، وبأن كافة الخيارات مفتوحة أمام شعبنا لإزالة آخر احتلال في التاريخ.

وأشارت الجبهة إلى أن المعركة التي يخوضها شعبنا في فلسطين هي معركة الأمة جمعاء، وأن ما يجري في فلسطين ليس معزولا عما يجري في الوطن العربي.

وأكدت أن الأمة العربية التي أجمعت على الوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني، رغم ما تعيشه من ظروف يتطلب الخروج من حيز الأقوال وترجمتها الى واقع ملموس، بدعم نضال الشعب الفلسطيني والوقوف الى جانب قيادته وإسنادها في معركتها الدبلوماسية ضد الاحتلال.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد