إسرائيل تتعهد بحماية دروز سوريا من أي هجمات

إسرائيل تتعهد بحماية دروز سوريا من أي هجمات

تل أبيب/سوا/ قال الخبير الأمني في صحيفة معاريف "يوسي ميلمان" "إن إسرائيل تعمل في سوريا ضمن ما وصفه بحذر وحكمة شديدين، رغم المخاوف التي يعبر عنها الدروز تجاه مصير إخوانهم في الحرب الدائرة هناك منذ سنوات عديدة".

ونقل عن عضو الكنيست الدرزي أكرم حسون من حزب "كلنا" اتهامه للحكومة الإسرائيلية بدعمها للمنظمات التي تحارب الدروز، لكن الواقع القائم حاليا يشير إلى أن إسرائيل تدافع عنهم، رغم ما يخرج بين حين وآخر من أصوات درزية في إسرائيل تحذر من الخطر الذي يحدق بأبناء الأقلية الدرزية في سوريا، في محاولة منهم للتأثير على الجيش الإسرائيلي ودوائر صنع القرار في تل أبيب، لكن مع مرور الوقت يتضح أن هذه المطالبات غير دقيقة ولها حسابات سياسية وطائفية.

وأشار إلى أن مخاوف الدروز في إسرائيل سببها اشتداد المعارك بين المقاتلين السوريين والمليشيات الدرزية الداعمة لنظام بشار الأسد، خاصة في قرية الخضر المكونة من 14 ألف نسمة غالبيتهم من الدروز، موضحا أن الجيش الإسرائيلي أرسل منذ زمن رسائل هجومية واضحة للمنظمات السورية المسلحة بعدم اقترابها من الدروز في قرية الخضر.

المعارضة السورية

ومن خلال المعطيات الميدانية، يبدو أن صورة الوضع الأمني تشير إلى أن هذه الرسائل أخذت بعدا تهديديا، وكأن الرسالة تقول إن أي تحرش من قبل المعارضة السورية المسلحة بالدروز يعني أنهم سيدخلون في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.

وأكد ميلمان، وثيق الصلة بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أنه قبل أربع سنوات، بعد وقت قليل من بدء جيش الأسد قصف مواطنيه، تم طرح اقتراح في إسرائيل بالإعلان عن حظر الطيران في بعض المناطق السورية، لكن الاقتراح لم يتم قبوله من الأوساط السياسية والعسكرية في تل أبيب، وربما لو تم ذلك، قبل بدء عمل قوات التحالف بمهاجمة مواقع تنظيم الدولة الإسلامية ودخول الجيش الروسي للأراضي السورية، لكان بالإمكان تقليل حجم المذابح التي ينفذها سلاح الطيران التابع للأسد ضد مواطنيه.

وبدا واضحا أن الاعتبار المصلحي لإسرائيل، وخشيتها التورط في المستنقع السوري، طغى على الاعتبارات الإنسانية، حيث إن المصلحة الإسرائيلية تتمثل في تهدئة الدروز فيها، لأن غالبيتهم يخدمون في صفوف جيشها وقواتها الأمنية، ويحيا فيها 130 ألفاً، 20 ألفا منهم يتركزون بأربع قرى في هضبة الجولان، في حين يبلغ عددهم في سوريا قرابة 700 ألف يتركزون في منطقة جبل الدروز ومحافظة السويداء.

وختم بالقول إن الجيش الإسرائيلي يتفهم مخاوف الدروز في إسرائيل على مصير إخوانهم في سوريا، ولذلك أعد الجيش خطة عملياتية ميدانية لإيوائهم في حال تعرضهم لمخاطر جدية هناك، وهكذا يبدو أن إسرائيل هي الضامن الأساسي لحياة الدروز في المستنقع السوري، لأنهم أقلية إثنية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد