لقمة العيش تدفع الخريجين للتنازل عن تخصصاتهم

خريجون- توضيحية

غزة / دينا سعيد / سوا / يلجأ الخريجون في قطاع غزة للعمل  في مجالات مختلفة  بعيداً عن تخصصاتهم الجامعية وذلك نظرا لقلة فرص العمل في القطاع  وارتفاع معدلات البطالة.

ويعمل أحمد مطر (24 عاما) خريج كلية الاعلام موظفاً للاستقبال في أحد المطاعم بمدينة غزة ، يقول " لم اعمل لمدة عامين  فلجأت للعمل كموظف استقبال في احدي المطاعم بسبب حاجتي للمال ".

ويضيف مطر " استغل فترة الصباح في اخذ دورات تدريبية للتطوير من نفسي في مجال تخصصي , فانا لا اريد ان اقضي بقية حياتي كموظف استقبال في المطاعم".

ويأمل مطر بان تنتهي الخلافات السياسية وت فتح معابر قطاع غزة لكي يتمكن من الحصول على وظيفة في تخصصه بدلاً من العمل في مجال آخر.

اما كريمة الفرا (26 عاما) خريجة سكرتارية دولية فتعمل شيف في  كافتيريا مؤسسة الثقافة والفكر الحر، تقول : "لم اجد عمل في مجال تخصصي فعملت كمذيعة برامج اذاعية  ثم انتقلت للعمل كاشيف في كافتيريا المؤسسة من اجل الحصول على المال".

ولا يختلف حال علي الغول (29 عاما) خريج تخصص خدمة اجتماعية والذي يعمل كناذل في أحد المطاعم ، يقول واليأس واضح على وجهه :" قبلت ان اعمل براتب ٨٠٠ شيكل اي ما يعادل 200 دولار امريكي ".

وأكد الغول انه قبل بهذه الوظيفة لأنه يعيل اسرة مكونة من 4 أفراد ، فالبدائل معدومة في قطاع غزة الذي يعاني من ارتفاع حاد في معدلات البطالة نتيجة الحصار الاسرائيلي والانقسام الفلسطيني الداخلي.

وبلغت نسبة البطالة في قطاع غزة قرابة 41.5% ، في حين أن نسبة البطالة في الضفة الغربية بلغت 15.4%. وفق ما ذكره مركز الإحصاء الفلسطيني.

بدوره يرى الخبير الاقتصادي معين رجب ان استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي ادى الي ارتفاع حاد في معدلات البطالة .

ودعا رجب الي ضرورة تشجيع الطلبة علي التخصصات المهنية والتقنية من خلال تقديم مغريات كالإعفاء من الرسوم وتقديم منح واشكال مختلفة من التسهيلات حتي تكون ابواب التعليم المهني مفتوحة امام الطلبة .

واكد رجب ان حل مشكلة البطالة يكمن في تعاون وزارة التربية والتعليم العالي مع وزارة العمل من اجل مراقبة الجامعات وتطبيق قانون العمل الفلسطيني والأخذ بالحسبان ديوان الموظفين العام الذي يعطي فرصة للتشغيل الحكومي في مختلف التخصصات.

وقال ان :" الجامعات تتعامل مع الطلبة كأنهم مصدر للإيرادات وهذا يتضح من خلال المنافسة بين المعاهد والجامعات التي تسعي الي خفض رسوم القبول من اجل استقطاب اكبر عدد ممكن من الطلبة غير مهتمين بمتطلبات السوق من تخصصات".

وطالب رجب بضرورة الابتعاد عن التخصصات الادبية كالعربي والتاريخ والخ , والتركيز علي التخصصات المرنة التي تتعامل معها كافة المؤسسات مثل ( الهندسة المعمارية ـ هندسة الكمبيوتر ـ الترجمة ـ المحاسبة ).

ودعا رجب وسائل الاعلام الفلسطينية الي ضرورة تسليط الضوء علي اهمية التخصصات المهنية ومدي حاجة السوق لها للتخلص من الموروثات الاجتماعية التي تقلل من شأن التعليم المهني والتقني .

جدير بالذكر أن هذه المادة الصحفية تأتي ضمن مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة المنفذ من قبل مؤسسة بيت الصحافة والممول من مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" الألمانية.    

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد