مركز الحوراني ينظم ندوة "الانتخابات المحلية:مدخل لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية"
غزة /سوا/ نظم مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق بالتعاون مع مركز الدراسات والتوثيق الاستراتيجي ندوة سياسية بعنوان "الانتخابات المحلية: مدخل لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية" بحضور جمهور كبير من السياسيين والمثقفين والإعلاميين والكتاب والمخاتير والوجهاء، وذلك في قاعة مركز عبد الله الحوراني بغزة.
وتحدث في الندوة د. فيصل أبو شهلا القيادي في حركة فتح، ود. إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس ، وأحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، ود. ناصر الكفارنة مدير مركز الدراسات والتوثيق الاستراتيجي.
افتتح الندوة الكاتب والباحث ناهـض زقـوت مدير عام مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق مرحبا بالحضور والمتحدثين، وبقراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين والأمة العربية، وقال: الانقسام كلاكيت عاشر مرة، هذا هو الواقع، عشرات الندوات واللقاءات عقدت وطرحت رؤى وتصورات وآليات لإنهاء الانقسام، وخضنا تجارب كثيرة ومفاوضات عديدة من أجل استعادة الوحدة الوطنية، ولكننا ما زلنا نعاني من الانقسام. وأضاف، هذا الانقسام الذي غير كثيرا من حياة شعبنا ليس فقط على المستوى السياسي بل على كل المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وحتى علاقات الناس بعضها مع بعض. هذا الانقسام هو كابوس يعاني منه شعبنا، هذا الشعب الذي لا يستحق من قياداتنا وفصائلنا إلا كل احترام وتقدير للتضحيات التي قدمها على مدار سنوات طويلة.
وأكد الباحث زقوت، أن شعبنا شعر بالسعادة حين أعلن عن إجراء الانتخابات المحلية، هذه الانتخابات بكل ألوانها من رئاسية وتشريعية ومجلس وطني أصبحت مطلبا شعبيا، لأنها الأداة للتخلص من الكابوس. وأضاف، الانتخابات المحلية في طابعها العام هي انتخابات خدماتية، ولكنها في الأساس هي انتخابات سياسية، الكل ينظر إليها على أنها حلبة صراع من اجل تحقيق الذات والكينونة السياسية.
وأشار مدير عام مركز الحوراني إلى أننا اليوم في هذه الندوة نسعى لتوصيل رسالة إلى قياداتنا السياسية، مفادها أننا جميعا أبناء هذا الوطن وشركاء في تقرير مصيره، وأن تكون الانتخابات المحلية مدخلا لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، هذه الوحدة هي السلاح الأخطر الذي به نواجه سياسات إسرائيل العدوانية بحق أبناء شعبنا.
وتحدث د. فيصل أبو شهلا مؤكدا على أن الانتخابات هي استحقاق تأخر كثيرا، لذلك كان هناك حماس كبير لدى الناس واضح في نسبة التسجيل العالية، وهذا يعني أن شيئا جديدا بدأ يظهر في المشهد السياسي. وهنا شعر المواطن بأنه بدأ يستعيد دوره في التعبير عن رأيه، وانه لاعب أساسي في الساحة السياسية.
وأشار د. أبو شهلا انه بالانقسام خسرنا كثيرا، فإذا كانت النكبة الأولى هي خسارة فلسطين، ولكن كنا متمسكين بوحدتنا الوطنية، وكان الإطار الذي يجمعنا منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية هو إطار منظمة التحرير، وعلى الرغم من التباين والاختلاف في وجهات النظر والرؤى الفكرية والسياسية، كان هناك مشروعا وطنيا يجمعنا. وأضاف، للأسف اليوم تراجعنا كثيرا في ظل النكبة الثانية وهي الانقسام الذي كان له تبعات كبيرة على مشروعنا الوطني.
وأكد د. أبو شهلا على أن إنهاء الانقسام هو هدف الجميع، وحينما نلتقي ك فتح مع حماس في عمل جماهيري لإنهاء الانقسام يعني اتفاقنا على الهدف، ورغم أننا مختلفين سياسيا إلا أننا لسنا أعداء ونحن نمثل جزءا كبيرا من المجتمع الفلسطيني، وأضاف، التمثيل النسبي في الانتخابات يعطى الكل الفرصة للتمثيل في الهيئات المحلية، من هنا تكون هذه الانتخابات مدخلا لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، عبر صناديق الاقتراع وليس عبر صناديق الذخيرة. وان لا تقف الانتخابات عند المجلس البلدي، بل يجب أن تكون البداية وليست النهاية في تحقيق الديمقراطية والوحدة الفلسطينية.
وعبر د. إسماعيل رضوان عن موقف حركة حماس من الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، فقال: إن حماس حريصة على إنهاء الانقسام وقد بذلت جهودا كبيرا في هذا الاتجاه سواء على صعيد اللقاءات الخارجية أو الحوارات الداخلية، وصولا إلى الخروج من الحكومة وتشكيل حكومة الوفاق الوطني من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية . وأضاف، لم نترك فرصة لاستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام لأننا نعتبره خيار استراتيجي لكي نتوجه جميعا لمقاومة الاستيطان والدفاع عن تهويد القدس ولدعم انتفاضة الأقصى ولكسر الحصار عن قطاع غزة ودعم صمود شعبنا، لان المستفيد الوحيد من الانقسام هو الاحتلال الإسرائيلي.
أما ما يتعلق بالانتخابات المحلية، فقد أكد د. رضوان أن حركة حماس فوجئت بإعلان مواعيد الانتخابات من خلال حكومة التوافق الوطني، ورغم أننا لم نكن جزءا من تحديد المواعيد، إلا أننا درسنا الموضوع بشكل معمق خلال الحركة وبالتواصل مع القوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات المجتمع المحلي من اجل وضع الخيارات المناسبة. وكان حرصنا على المشاركة من اجل إثراء ثقافة الوحدة الوطنية، لأننا حين نتوجه للانتخابات نؤمن بالشراكة الوطنية وبتحقيق الوحدة الوطنية، وإنهاء حالة الانقسام.
وأشار د. رضوان إلى أن حماس تنظر إلى الانتخابات المحلية على أنها انتخابات خدماتية، لذلك نعمل على إخراج قوائم انتخابية بكفاءات مهنية. ونحن حريصون على إنجاح العملية الانتخابية من خلال توفير الحريات للناخبين والمرشحين والدعاية الانتخابية، سواء في غزة وكذلك تكون متوفرة في الضفة. وأضاف، ومن اجل ضمان الحفاظ على الوحدة الوطنية يجب الاعتراف بنتائج الانتخابات والتعامل معها بالمساواة من قبل حكومة التوافق، ودعم المجالس دون تمييز حتى تكون موطن لاستعادة اللحمة الوطنية. وإذا استطعنا تحقيق ذلك اعتقد أن الانتخابات المحلية ستكون البوابة الكبيرة لاستعادة الوحدة الوطنية، ومدخل للانتخابات العامة التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني.
وتحدث القيادي أحمد المدلل حول موقف حركة الجهاد الإسلامي الذي أعلن عن مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة فيها، فقال: منذ البداية أخذنا موضوع الانتخابات المحلية بجدية، وكانت هناك دراسة معمقة جاءت ضمن أبحاث ومراكز في الجهاد الإسلامي، كما لا اخفي سرا بأنه كان هناك استبيان وزع على عينة ما بين 4000- 5000 عنصر من حركة الجهاد في غزة والضفة والسجون، وكانت نتيجة هذا الاستبيان أننا لا يمكن أن نشارك في الانتخابات المحلية.
وأشار القيادي المدلل أن هذا الرفض يأتي ضمن أسباب ومبررات يعيشها الشعب الفلسطيني كله، حيث أن الواقع الفلسطيني الراهن مأزوم سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، وكان السؤال الكبير أمامنا، هل سيحقق الفائزون في الانتخابات طموحات الشعب الفلسطيني؟ وكانت الإجابة أن الانقسام والحصار الخانق لن يسمحا للقائمين على البلديات أن يوفروا لشعبنا في غزة حاجاته الخدماتية من ماء وكهرباء وغيرها، حيث أن المواطن العادي عاجز عن تلبية حاجيات أبنائه في ظل الوضع القائم في غزة. ناهيك عن الضفة التي يتحكم العدو الإسرائيلي في كل مفاصلها، بالإضافة إلى المداهمات والاعتقالات والملاحقات، والاستيطان المستمر وتهويد المسجد الأقصى. هذا ما جعل الجهاد الإسلامي يقف بكل عمق أمام مسؤولياته ويعلن رفضه المشاركة في الانتخابات المحلية.
وبدوره تحدث د. ناصر الكفارنة مؤكدا أن انتخابات هي استحقاق دستوري وقانوني بالتالي كان يجب أن تنعقد منذ فترة، ولكن انعقادها اليوم أفضل من تأجيلها. وأضاف، أن الانتخابات خطوة متقدمة في استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام، على قاعدة خطوة عملية أفضل من خمسين اتفاق لم نصل به إلى نتيجة.
وأشار د. الكفارنة أن الانتخابات خطوة متقدمة لعدة أسباب أهمها أن هناك توافق على إجراء الانتخابات المحلية، وأن هناك اتفاق شرف وقع بين الأطراف المشاركة على الالتزام بالعملية الانتخابية، وأن الانتخابات جرت على قاعدة التمثيل النسبي مما يسمح للكل بالمشاركة وأن يكون مشاركا في الهيئات المحلية، ولكن ثمة خلل في التمثيل النسبي يرتبط بنسبة الحسم 8% وهذا يعني أن هناك كتلتين ممثلات في الهيئات دون الآخرين، وهذه لا تؤكد مبدأ الشراكة. وأضاف، علينا أن نستفيد من هذه العملية الانتخابية في المستقبل، وأن نخفض نسبة الحسم لأنها تحرم العديد من القوي السياسية من المشاركة والتمثيل.
وفي ختام الندوة فتح باب تقديم المداخلات فتحدث: عبد الرحمن شحادة، ومراد الريس، وحسن الوالي، والسيد أبو عصر، وأيمن أبو شاويش، وفتحي مسلم، ورفيق احمد علي، وعوض قنديل، والكل أكد على أهمية الانتخابات في حياة شعبنا، وعلى ضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.