مسؤولون يبحثون كيفية تشغيل ودعم مركز الرئيس بوتين للثقافة والاقتصاد
بيت لحم /سوا/ تجول مسؤولون في السلطة الوطنية ورجال اعمال ومهتمون في الشأنين الرياضي والثقافي، اليوم الاثنين، في مركز الرئيس بوتين الفلسطينية للثقافة والاقتصاد، وبحثوا في كيفية تشغيله ودعمه.
الجولة نظمتها مؤسسة الرئيس بوتين، وبالتعاون مع معهد الشراكة المجتمعية، وحضرها العشرات من المسؤولين وعلى رأسهم محافظ محافظة بيت لحم اللواء جبرين البكري، ومستشار الرئيس لشؤون المسيحية ومدراء الوزارات والمؤسسات الاهلية والشعبية، حيث تم تنظيم جولة في المؤسسة التي تتكون من ثلاثة مباني، بحيث يشكل كل مبنى مكون من ثلاث طبقات مراكز متعددة الاغراض، وهي مركز للموسيقى، ومركز للرياضة، ومركز لرجال الأعمال.
وعقب الجولة عقدت ادارة المؤسسة لقاء مفتوحا، حيث رحب رئيس مجلس الادارة المستشار زياد البندك، بالحضور وقدم شرحا مفصلا عن كل مبنى وما يحتويه، موضحا ان هذا اللقاء جاء بمبادرة من مجلس ادارة المؤسسة وبالتعاون مع معهد الشراكة المجتمعية في جامعة بيت لحم في هذه المرحلة، وبمشاركة الجهات ذات العلاقة، بهدف تقييم السيناريوهات الممكنة ومناقشة فرص وآليات التعاون مع مختلف المؤسسات الموسيقية والثقافية والرياضية والاقتصادية لتطوير خطة عمل شاملة تضمن تأدية دور ثقافي واقتصادي فعال، وتضمن استمرارية واستدامة هذه المنشأة ذات الاهمية الوطنية في المجالين الثقافي والاقتصادي.
وأشار البندك في حديثه الى مرحلة تأسيس المؤسسة، موضحا انه تم تأسيس مؤسسة الرئيس بوتين الفلسطينية للثقافة والاقتصاد في مدينة بيت لحم بمرسوم رئاسي، وهي مؤسسة وطنية غير ربحية تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والاداري والأهلية القانونية لمباشرة جميع الأعمال والتصرفات التي تكفل تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها.
واكد ان هذا اللقاء هو عبارة عن جلسة "عصف ذهني" بمشاركة عدد من ممثلي المؤسسات التي تُعنى بتطوير قطاع الاعمال والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية ومجموعة من الشخصيات من ذوي العلاقة بالميادين المشار اليها، بهدف استنباط اكبر قدر من آليات التعاون كي تقدم المؤسسة خدماتها للمؤسسات وللجمهور، مستأنسين بآراء المشاركين في هذه الجلسة.
وشدد البندك على ان تشغيل المؤسسة بكافة مرافقها يحتاج الى مليون وثمانمائة ألف دولار امريكي سنويا، وان المؤسسة طلبت من الاصدقاء الروس توفير هذه الموازنة في السنوات الأولى، حيث وافقت روسيا على توفير موازنة تشغيلية لعام واحد، لكن حتى اللحظة لم يتم تحويل المبلغ.
بدوره قال عضو مجلس ادارة المؤسسة سمير حليلة إن هذا المشروع كبير بحجم الاستثمار وتميز المخرجات، موضحا ان السؤال المهم يكمن في أين سنكون بهذه المؤسسة بهذه المواصفات بعد خمس سنوات من الآن؟
واكد على ان هذه المؤسسة هي ملك للسلطة من حيث الأصول مما يعني انها مؤسسة عامة وليس خاصة بدون تمويل حكومي، وشدد على أهمية ان تبقي بنفس المستوى بعد تسلمها وتشغيلها مما يعني ان هناك مسؤولية كبيرة وشراكة ملقاة على عاتق الجميع.
واشار حليلة الى ان الرئيس محمود عباس اصدر مرسوما بتشكيل مجلس ادارة العمل بالمؤسسة، مثمنا موقف ودعم الرئيس وتبرع الأصدقاء الروس وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين الذي قدم خدمة متميزة لفلسطين عموما وبيت لحم خصوصا بإقامة هذه المباني. واشار الى ان المؤسسة ستتعاون مع خبرات روسية في الرياضة والموسيقي والرقص وفي المجالات والبرامج المختلفة، مشددا ايضا على ضرورة ان يكون للمؤسسات الرئيسية والاتحادات في اطار مركز صنع القرار بهدف تفعيل المركز من خلال الأنشطة، ومن خلال قلب وشراكة اصيلة، معتبرا تشغيل المؤسسة تحديا لبيت لحم وفلسطين.
واعرب حليلة عن أمله بان يعمل معهد الشراكة المجتمعية علي وضع الخطة التفصيلية والمهنية التي تضمن تشغيل المؤسسة تشغيلا صحيحا ومهنيا بما يليق بشعبنا الفلسطيني والاصدقاء الروس .
بدوره قدم استشاري معهد الشراكة عضو فريق تطوير خطة عمل وتشغيل المركز احمد عويضات، شرحا عن الجهود المبذولة لهذا الهدف، مؤكدا ان جولة اليوم تعتبر جزءا مهما من وضع هذه الخطة، حيث يسير التفكير الى ان هذه المؤسسة هي مؤسسة للشعب الفلسطيني وتشغيلها جزء يحمل اهمية وطنية منهجية وطنية اعتمادا على حجمها وتصميمها على مستوي وطني .
واضاف ان خطة التشغيل تشمل كل فلسطين وخصوصا محافظات القدس و رام الله والخليل وبيت لحم.
واشار الى ان مؤسسة الرئيس فلاديمير بوتين للرياضة والاقتصاد لها رسالة وطنية ومجتمعية وثقافية ورياضة ونريد ان يكون لها اثر على مختلف اشكال العمل، وان مضمون الخطة التشغيلية سيكون من الناس الذين نامل أن يزودونا بأفكار من قبلهم خلال هذا اللقاء وغيره من اللقاءات .
وأكد عويضات ان التفكير لتشغيلها ليس بطريقة تقليدية وانه جرى الاطلاع على عمل مراكز ومؤسسات دولية بهذا الحجم، مؤكدا ان الجهات المختصة سيكون لها دور في تشغيل المراكز الثلاثة التي تعمل ضمن المؤسسة .
بدوره قال محافظ بيت لحم اللواء جبريل البكري ان هذا الصرح سيشكل انعطافه مهمة، آملا ان يوثر بشكل ايجابي خصوصا في ظل حالة الضياع لعدم وجود برامج ثقافة ورياضية وحتى اقتصادية واضحة المعالم .
واكد المحافظ البكري على ان المنطقة الموجود فيها المركز في حالة تطور، موضحا انه سيبدأ العمل بإقامة مركز فطام في المنطقة مما سيشكل إطارا مهما في محاربة الادمان ومحاربة آفة المخدرات، مشيرا الى ان وجود صرح رياضي سيساعد في العمل في هذا الاطار، كما اشار الى ان العمل في بيت لحم جارٍ بإنجاز المنطقة الصناعية، حيث يجري العمل على تأهيل المنطقة بشكل حضاري. واوضح ان الخطة الاستراتيجية للمحافظة اشارت الى اهمية تأهيل العديد من مناطق المحافظة، حيث طلب من الحكومة تأهيل العديد من المناطق بينها منطقة المؤسسة.
وكشف المحافظ البكري النقاب عن البدء قريبا بإنشاء مصنع اسمنت على مساحة الف دونم شرق بيت لحم، حيث سيؤدي انشاءه الى خلق الآلاف من فرص العمل بعد الانتهاء من بنائه مما يشير الى مجموعة من الفعاليات التي ستساهم بنهضة المحافظة.
كما دعا المحافظ البكري الى عمل المزيد من الشراكة والتجارة مع الاصدقاء الروس من رجال اعمال ورياضيين وموسيقيين ومثقفين، مشيرا الى ان هذه الشراكات سيكون لها الاثر الايجابي على العمل مستقبلا، مشددا على اهمية التركيز على التحرر من الشركات الاسرائيلية في مجالات مختلفة مثل مجال السياحة وريادة الاعمال فيها وتحويلها من خلال المؤسسة الى علاقة مباشرة بين قطاعي السياحة الروسي والفلسطيني.
وبعد ذلك تم فتح باب النقاش حيث استمعت ادارة المؤسسة الى العديد من الآراء حول آليات تشغيلها، حيث شدد المشاركون في مداخلاتهم على ضرورة الاهتمام بالموارد البشرية المشغلة والمدربة وتكلفتها، وامكانية التطوع والتواصل مع المغتربين الفلسطينيين واهمية الاستفادة من التجارب وعلى رأسها التجربة الروسية الأخرى للمراكز، والسعي للتعريف بالإمكانيات.
يشار الى ان المؤسسة تضم ثلاثة مبانٍ ضخمة بنيت على الطراز الحديث بتكلفة تزيد من 45 مليون دولار امريكي، حيث يضم كل مبنى مركزا وهي مركز الموسيقي ويتضمن قاعات تعليم الموسيقي وغرف خاصة ومسارح تعليم الموسيقي وكافتيريا، بالإضافة الى ان المركز مجهز بالأدوات الموسيقية اللازمة للتدريب بأحدث واعلى التقنيات.
كما يتضمن المبنى الثاني مبنى رجال الاعمال مكاتب ومساحات للمعارض ومركز استقبال وغرف اجتماعات مجهزة بأحدث التقنيات للترجمة الفورية.
اما مركز الرياضة فيتضمن قاعات جودو ومصارعة رومانية ونوادٍ لكمال الاجسام وغرفا للعلاج الطبيعي وغرف إحماء وحمامات مجهزة لكل الفرق الرياضية .