وزير أمن إسرائيلي سابق للعرب: استفيدوا من صداقتنا
تل أبيب/سوا/ ألقى وزير الأمن الإسرائيلي السابق "موشيه آرنس" بالضوء على تحسن العلاقات الخارجية لإسرائيل، بدءا من علاقاتها بقبرص واليونان وتركيا مرورا بمصر والسعودية والأردن وصولا لروسيا والهند والصين والولايات المتحدة.
ورأى في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" بعنوان "من الأفضل أن تكونوا أصدقاء لإسرائيل"، أن العلاقات مع الدول العربية وتحديدا مصر والأردن والسعودية، تقوم على وجود أعداء مشتركين تهدد أنظمة تلك الدول كالتنظيمات السنية المتشددة، والتهديد الإيراني، في وقت أصبحت هذه الدول تنظر إلى إسرائيل على أنها خبيرة في مواجهة ما يسمى الإرهاب.
إلى نص المقال..
تمر العلاقات الخارجية لإسرائيل بتغيرات هامة. على مستوى دول الجوار نشأت علاقات اقتصادية وسياسية وطيدة بيننا وبين قبرص واليونان، الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، والآن تطبع تركيا الدولة ذات الثقل الرئيسي بالشرق الأوسط علاقاتها معنا.
ليس هناك شك في أن الحديث يدور عن مقدمة لمنظومة علاقات أكثر متانة، تقوم على المصالح المشتركة، رغم موقف تركيا من المسألة الفلسطينية، وخلافاتها مع اليونان.
إن ثمة كتلة اقتصادية وسياسية تتبلور، وربما تشمل بمرور الوقت تعاونا عسكريا، يكون له تأثير عميق على مجرى الأحداث بالشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة.
العلاقات التي تطورت بين إسرائيل ومصر والأردن لا تقل أهمية. أثبت الصراع بين السنة والشيعة وظهور داعش بوضوح، أن لإسرائيل وتلك الدول أعداء مشتركين، يهددون استقرار أنظمتها.
يواصل حكام مصر والأردن إطلاق كلام في الهواء عن المسألة الفلسطينية، لكن يتضح ما يتصدر جدول أولوياتهم. السعودية أيضا، أغنى الدول العربية، مهددة على يد داعش وإيران. ولأسباب واضحة، لا يستطيع حكامها تكوين علاقات رسمية مع إسرائيل، لكن حتى في هذه الحالة، سوف يؤدي وجود عدو مشترك بلا شك إلى تطور العلاقات من خلف الكواليس.
كذلك فإن علاقات إسرائيل بروسيا ممتازة. هؤلاء الأصدقاء القدامى- الجدد يرون في إسرائيل دولة قوية من الناحية العسكرية والاقتصادية، وبخلاف ذلك- ذات تأثير كبير على محيطها المباشر وما وراءه. من الأفضل أن يكونوا أصدقاء لإسرائيل.
بشكل مواز، تتجه إسرائيل للشرق. ينمو اقتصاد الهند بمعدل من الأسرع في العالم. ومع جارة كباكستان وأقلية مسلمة كبيرة- تتشابه مشكلاتها مع تلك التي تواجهها إسرائيل. على هذه الخلفية تتصاعد إمكانية خلق تعاون يفيد الدولتين.
تعتبر الصين اليوم ثاني أكبر قوة في العالم ولا يمكن أن تسمح إسرائيل لنفسها بتجاهلها. بينما من وجهة نظر الصين، إسرائيل على صغرها، تعتبر قوة عظمى تكنولوجيا. في هذه الدول وعلى عكس أوروبا، ليس هناك معاداة للسامية.
التوقعات حيال تدهور متوقع للعلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، حليفتها وأهم أصدقائها، لا تتسق مع الواقع. تتغير الولايات المتحدة مثلما يتغير معظم العالم. غيرت موجات الهجرة الأخيرة تركيبتها الديموغرافية. لكن من يعتقد أن هذا التغير سوف يؤدي بالضرورة مستقبلا إلى برودة العلاقات بين الدولتين، لا يفهم أمريكا، التي هي في أساسها دولة مهاجرين. مثلها وقيمها هي نفس المثل والقيم التي أدت لتأسيسها في 1776.
تبنت موجات المهاجرين التي وصلت إليها على مدى سنوات تلك القيم، وليس هناك شك في أن هذا ما سيحدث مع موجة الهجرة الحالية أيضا. تلك هي نفس القيم والمثل- الديمقراطية وسلطة القانون- التي تشكل القاعدة للتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وسوف يبقى هذا التحالف قائما رغم الخلافات الحتمية التي تنشأ من وقت لآخر.
تربط الحرب على الإسلام المتشدد بين إسرائيل وكل الدول التي يهددها. إسرائيل التي اضطرت للتصدي لعمليات إرهابية على مدى سنوات طوال، أصبحت بحكم الأمر الواقع خبيرة في التعامل مع الإرهاب، وكل من يهدده ذلك الإرهاب يحرص على التعاون معها. سوف يشكل هذا التعاون عنصرا هاما في علاقات إسرائيل مع العالم. لن تجد إسرائيل نفسها منعزلة.
الكاتب: “ موشيه أرنس" ولد في 27 ديسمبر 1925 بمدينة كاوناس الليتوانية، كان عضوا ب الكنيست عن حزب الليكود بين الأعوام 1973-1982 ونائب رئيس لجنة الأمن والخارجية بين 1977- 1982. وكان من المعارضين بشدة لاتفاق كامب ديفيد ومعاهدة السلام مع مصر وصوت ضدها. استقال من الكنيست للعمل سفيرا لتل أبيب في واشنطن من 1982-1983.
بعد الإحاطة بآرئيل شارون من الدفاع في أعقاب مذبحة صابرا وشاتيلا تم تعيين أرنس خلفا له في فبراير 1983 ضمن حكومة بجين ثم حكومة شامير. كما تولى حقيبة الخارجية بين أعوام 1988-1990، ليعود بعد ذلك مع انسحاب حزب العمل من الائتلاف الحاكم لوزارة الدفاع بين أعوام 1990-1992.