رام الله /سوا/ اعتبر محافظ سلطة النقد عزام الشوا ، اليوم الثلاثاء، "مصرف الصفا" تحت التأسيس، "إضافة نوعية لخدمات الصيرفة الإسلامية في فلسطين، بما سيقدمه من خدمات إضافية، ورفع مستوى التنافس في هذا المجال، خدمة للعملاء والمستفيدين، كما سيشكل نشاطا إضافيا للسوق المصرفية عموما، التي تنمو باطراد".

وكان الشوا يتحدث خلال ندوة تعريفية بالمصرف الجديد، نظمتها برام الله اللجنة التأسيسية بحضور مدير عام هيئة سوق رأس المال براق ال نابلس ي، والرئيس التنفيذي لبورصة فلسطين أحمد عويضة، ورئيس اللجنة التأسيسية يوسف نسناس، إضافة إلى عدد من المؤسسين، وممثلي شركات الأوراق المالية (الوساطة) الأعضاء في بورصة فلسطين، ورجال أعمال، تزامنا مع بدء الاكتتاب الأولي العام بأسهم المصرف اعتبارا من غد الأربعاء، ولغاية 23 حزيران المقبل.

وأعرب الشوا عن ثقته بنجاح عملية الاكتتاب الأولي العام بأسهم المصرف، استرشادا بخطة عمل البنك ونشرة الإصدار "التي اطلعنا عليها".

وأضاف: "نحن معنيون بإنجاح هذه التجربة بشكل استراتيجي، سواء لتأثيرها على القطاع المصرفي أو السوق المالية أو المستثمرين من الخارج. المؤسسون يحظون بثقة عالية ونحن واثقون من نجاح عملية الاكتتاب".

وقال الشوا إن السنوات الأخيرة شهدت نموا كبيرا في مختلف مؤشرات الجهاز المصرفي، مقابل تراجع في كلفة الخدمات المصرفية والتسهيلات، سواء المباشرة أو غير المباشرة، وفقا لدراسة تحليلية صدرت مؤخرا.

وأضاف: رغم كل الظروف السياسية والاقتصادية المعقدة، فقد أظهر الجهاز المصرفي مسؤولية كاملة، مؤكدا استعداد سلطة النقد "تقديم كل ما هو ممكن لتطوير أداء القطاع المالي".

وأشاد الشوا بهيئة سوق رأس المال وبورصة فلسطين وباقي الأجهزة الرسمية المختصة، لجهودها في إنجاح كل تجربة ومبادرة في الجهاز المصرفي، كإصدار السندات من قبل أحد البنوك، هي الأولى من نوعها في السوق الفلسطينية، قبل حوالي عامين.

وقال "جهازنا المصرفي، والأجهزة الإشرافية والرقابية الخاصة بالسوق المالية ممتازة، وهم دائما شركاء لنا في تذليل العقبات".

وتأسس المصرف كشركة مساهمة عامة لدى مراقب الشركات في وزارة الاقتصاد الوطني بتاريخ 24/1/2016، برأس مال مصرح به 75 مليون دولار، مقسم على 75 مليون سهم، وذلك بعد الحصول على الموافقة اللازمة بموجب أحكام قانون المصارف من سلطة النقد الفلسطينية على تأسيس المصرف لمزاولة الأعمال المصرفية التي تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية السمحاء، بتاريخ 26/7/2015، كما تم بتاريخ 16/5/2016 الحصول على الموافقة اللازمة من هيئة سوق رأس المال لطرح 38.045 مليون سهم لجمهور المستثمرين من خلال اكتتاب أولي عام، بعد أن اكتتب المؤسسون بما مجموعه 36.955 مليون سهم.

وقال نسناس إن رؤية المصرف تتمثل في "أن يكون الخيار الأمثل للعملاء، من خلال باقة خدمات مصرفية تتسم بالشمولية والتميز"، وتتمثل رسالته في "تقديم خدمات ومنتجات مصرفية متطورة، وحلول خلاقة لكافة العملاء، محليا ودوليا، من خلال فريق عمل فاعل باستخدام برامج وتقنيات وأدوات تواكب العصر وتطوراته، تحقيقا لتطلعات عملائنا ومساهمينا وموظفينا، وتجسيدا لقيم المسؤولية".

وأعرب نسناس عن أمله في افتتاح الفرع الأول لـ"مصرف الصفا" في حي الماصيون برام الله، في الربع المقبل من العام الحالي.

من جهته، أبدى النابلسي العديد من الملاحظات التي تحسب كمزايا لـ"مصرف الصفا"، أبرزها طرح سهمه للاكتتاب العام بقيمة اسمية دولار واحد دون علاوة إصدار، "ما يدل على حرص القائمين على المصرف الحفاظ على حقوق صغار المساهمين".

وقال: "نشرة الإصدار تضمنت الكثير من المعلومات والتوقعات، منها أن حقوق الملكية ستصل 96 مليون دولار بحلول عام 2020."

وكشف النابلسي عن أن وفدا من البنك الدولي سيصل البلاد الأسبوع المقبل، لمناقشة إمكانيات إصدار صكوك إسلامية، معربا عن ثقته بأن تكون الهيئة جاهزة لهذا النوع من الأدوات المالية بحلول مطلع العام المقبل، ما يمكن "مصرف الصفا" من إصدار صكوك إسلامية.

واعتبر عويضة إطلاق "مصرف الصفا" الإسلامي "إشارة واضحة على روح المبادرة والجرأة التي يتحلى بها المؤسسون، والتحدي للظروف القائمة، لافتا إلى أن المصرف "أول إصدار عام للأسهم منذ سنوات".

ورغم الإشارة إلى ما شهده البنكان الإسلاميان العاملان في فلسطين خلال العامين الماضيين من "تحول ثوري" من حيث الأداء والأرباح، بحسب عويضة، إلا أن حصة الخدمات المصرفية الإسلامية في فلسطين ما زالت 9% من إجمالي السوق المصرفية، في حين تتحدث الدراسات عن حصة تبلغ حوالي 28%، ما يعني أن أمام "مصرف الصفا" إمكانيات كبيرة للنمو والنجاح.

وأضاف: "نحن متفائلون ونشعر بمعنويات عالية بشأن نجاح عملة الاكتتاب الأولي العام بأسهم المصرف، ونأمل أن نرى سهمه متداولا على شاشة بورصة فلسطين في أقرب وقت".

كما أشار عويضة إلى الطاقة الكبيرة الكامنة في بورصة فلسطين أمام الجهاز المصرفي، حيث لا تتجاوز حصة البنوك من إجمالي القيمة السوقية للبورصة 17%، في حين تجاوزت هذه الحصة 50% في أسواق المال العربية الأخرى.

بدوره، أشار مستشار اللجنة التأسيسية نضال البرغوثي إلى افتقار السوق الفلسطينية إلى الكثير من الخدمات المصرفية والأدوات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، معربا عن أمله بأن تصل في فلسطين إلى ما وصلت إليه الصيرفة الإسلامية في دول الخليج العربي وأندونيسيا.

وقال: "هناك الكثير من الأدوات الموجودة في السوق العالمية، سيعمل المصرف الجديد على إدخالها إلى السوق الفلسطينية، كشراء الديون والقروض، والتوريق، وإصدار الصكوك، وصناديق ضمان رأس المال وفقا للشريعة الإسلامية".

وتوقع البرغوثي أداء جيدا للمصرف؛ وذلك "لوجود هذه النخبة من المؤسسين، أفرادا ومؤسسات، والذين يتمتعون بثقة وخبرة وتجربة واسعة".

واستعرض مقرر اللجنة التأسيسية عبد الرحيم الحسن إنجازات اللجنة التأسيسية تحضيرا لعملية الاكتتاب، وإطلاق أنشطة المصرف بما يمكنه من تقديم هذه الحزمة من المنتجات والخدمات بكفاءة عالية منذ اللحظة الأولى، إذ تعاقدت اللجنة التأسيسية مع جهات استشارية متخصصة في المجالات: القانونية والهندسية والمصرفية، بهدف تقديم المشورة والدعم الفني والهندسي والمصرفي اللازم في مرحلة التأسيس، إضافة إلى شركة تدقيق حسابات عالمية لتدقيق حسابات المصرفي في هذه المرحلة.

وفي هذا السياق، فقد تعاقدت اللجنة مع شركة "تيمينوس" العالمية لشراء النسخة الإسلامية من النظام المصرفي المركزي، كما تعاقدت مع شركات محلية وإقليمية لشراء أربعة أنظمة الكترونية مساندة للنظام المركزي، تختص بالرواتب، والتواقيع، والموارد البشرية، والتقاص.

كذلك، قامت اللجنة التأسيسية بشراء مقر للإدارة العامة والفرع الرئيسي للبنك في حي الماصيون برام الله، وإحالة عطاء تجهيزه على إحدى الشركات، وتوريد الأجهزة والأنظمة الإلكترونية اللازمة لتجهيز البنية التحتية الخاصة بمواقع تكنولوجيا المعلومات: الرئيسي، والبديل، وموقع استعادة النشاط، ونظام الصراف الآلي.

كما أنجزت اللجنة التأسيسية إجراءات العمل والهياكل التنظيمية والأوصاف الوظيفية اللازمة لطواقم عمل المصرف وفق المعايير العلمية والممارسات الفضلى، وبدأت بالتعيينات اللازمة لشغل الوظائف الرئيسية للبدء بتشغيل المصرف، وعينت شركة "العربي غروب" مدير إصدار لعملية الاكتتاب الأولي العام.

ويجري العمل على تهيئة النظام المصرفي الجديد، وكذلك النظم المساندة، وتعريفها على المنتجات والخدمات الائتمانية والتمويلية والمصرفية الإسلامية، وتم طرح العطاء الخاص بتجهيز الفرع وعطاءات الأثاث ومختلف المستلزمات والتجهيزات اللازمة للعمل المصرفي.

واستعرض نائب مدير عام شركة "العربي غروب" رائد أبو زعرور شروط الاكتتاب، الذي سيتم عبر فروع بنك القاهرة عمان، مبينا أن الحد الأدنى للاكتتاب هو 500 سهم، على أن تدفع قيمة الأسهم المكتتب بها بنسبة 100%.

وشدد أبو زعرور على أن سجل المساهمين أعد بمهنية عالية ووفق أعلى مستوى، "بهدف تمكين الشركة المصدرة من تسليم سجل نظيف من أية مشاكل أو أخطاء عند عملية الإيداع في مركز الإيداع والتحويل التابع لبورصة فلسطين".