محلل إسرائيلي: مصر تعود للساحة الفلسطينية ولكن !!

مشعل والسيسي والرئيس عباس

القدس / سوا / "يمثل خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي والذي دعا فيه لمصالحة داخلية فلسطينية واستئناف المفاوضات بين الإسرائيليين وإسرائيل عودة مصر لدورها التقليدي في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية".

هذا ما خلص له “يوني بن- مناحيم” المحلل الإسرائيلي للشئون العربية في مقال له على موقع معهد القدس للشئون العامة والسياسية، مشيرًا إلى أنَّ القاهرة قد أوقفت وساطتها بين الفصائل بعد العدوان الأخير على قطاع غزة (الجرف الصامد) صيف 2014، بعد اتهام حركة حماس بالتورط في عمليات عدائية في مصر والتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش سيناء.

وفي أعقاب خطاب السيسي قالت مصادر فلسطينية إن ممثلين عن حركتي حماس و فتح دُعوا للقاهرة لاستئناف مفاوضات المصالحة بينهما، ومن المقرر أن يزوروا القاهرة نهاية الشهر الجاري.

وبعد خطاب الرئيس المصري زار وفد من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة عبد الله رمضان شلح مصر للتشاور بشأن المصالحة الفلسطينية . وترتبط الجهاد بعلاقات جيدة مع القيادة المصرية، وتوسطت في الماضي بينها وبين حماس.

وبحسب “بن- مناحيم” حظي خطاب الرئيس السيسي بترحيب من قبل حركة حماس والسلطة الفلسطينية، لكن الحديث يدور عن كلام في الهواء الطلق، ذلك لأن عودة مصر لدور الوسيط الرئيسي لا يعني أن المصالحة الداخلية الفلسطينية على وشك التحقق.

في 2011 وقعت فتح وحماس على اتفاق مصالحة في القاهرة، حظي بتأييد كافة الفصائل الفلسطينية، لكن بدا أن الطرفين قد تهربا بعد ذلك من تنفيذه، حيث استمرت حماس في السيطرة على قطاع غزة، فيما واصلت فتح إحكام سيطرتها على الضفة الغربية. ويشعر الشارع الفلسطيني أن الطرفين يتهربان من المصالحة وإجراء انتخابات جديدة كي يظل كل منهم محافظا على نصيبه في كعكة الحكم.

وحتى اليوم شهدت العاصمة القطرية الدوحة جولتي مفاوضات بين فتح وحماس في محاولة لتحديد آليات لتنفيذ اتفاق المصالحة دون تحقيق نجاحات. وتتهم حماس محمود عباس بأنه غير مكترث بوساطة قطر وأنه أقنع الرئيس السيسي بإعادة هذا الملف إلى مصر وإعادة تولي محاولات المصالحة.

وقال “بن- مناحيم” إن نوايا مصر غير واضحة حتى الآن، سواء كانت تنوي استمرار الاتصالات بين فتح حماس من نقطة توقفها في الدوحة، أم تنفيذ اتفاق المصالحة الموقع عام 2011، أم محاولة بلورة اتفاق تفاهمات جديد بين الطرفين.

ورأى أنه إذا ما تم إخراج اتفاق المصالحة حيز التنفيذ فسوف يشكل ذلك بالنسبة لمصر إنجازا يعزز مكانتها كلاعب إقليمي رئيسي بعد فترة طويلة شهدت تراجع تأثيرها على الفصائل الفلسطينية، حاولت قطر خلالها ملء الفراغ دون جدوى.

في الضفة الغربية وقطاع غزة لا يعلقون آمالا كبيرة أن تؤدي عودة مصر للعب دور الوسيط إلى المصالحة الوطنية المأمولة. وعلى ما يبدو فإن في فتح وحماس معنيون باستمرار إهدار الوقت ورمي الكرة في ملعب الطرف الآخر.

وأضاف المحلل الإسرائيلي :”في الخلفية ليس هناك أي سبب للتصالح، فالرئيس المصري لم يطرح بعد مبادرته السياسية الجديدة، والمطروح الآن على جدول الأعمال بالنسبة للفلسطينيين هي المبادرة الفرنسية التي سيلتئم اجتماعها الأول على مستوى وزراء الخارجية في 3 يونيو.

رفضت إسرائيل المبادرة الفرنسية، وأعلنت إصرارها على المحادثات المباشرة بين الجانبين، بعيدا عن المؤتمرات الدولية التي ستفرض عليها طبيعة التسوية، فيما يصر محمود عباس على مواصلة إستراتيجية تدويل الصراع دون المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.

حركة حماس من جانبها ليس لديها مصلحة في التصالح مع محمود عباس أو التوصل إلى تفاهمات معه، وتتابع الحركة باهتمام شديد معركة الخلافة على قيادة السلطة الفلسطينية، في وقت يحاول محمود عباس تنحيتها جانبا، وتحييدها وضمان أن خليفته سيأتي من حركة فتح، وليس رئيس المجلس التشريعي وفقا لما ينص عليه القانون الفلسطيني، وهو بالمناسبة القيادي بحماس الدكتور عزيز الدويك من الخليل.

لذلك يمكن الترجيح أن الترحيب الذي أبدته السلطة الفلسطينية وحماس بالخطاب السياسي للرئيس السيسي جاء للحفاظ على علاقات جيدة مع مصر، حتى لا يفسدوا الاحتفال بالخطاب، وليس انطلاقا من إيمان بأن عودة مصر لدور الوسيط ستؤدي لمصالحة وطنية فلسطينية.

وزعم "بن- مناحيم" أن الحديث يدور عن لعبة مصالح، فحماس وفتح ليسوا معنيين بإفساد العلاقات مع مصر، وسوف يستجيبوا بالطبع لأية دعوة مصرية لمحادثات المصالحة بينهما، مضيفا "يستمر هذا العرض منذ بضعة سنوات، واعتاد عليه الجمهور الفلسطيني، وليس هناك من داع لأن يتوقف الآن".

وختم بالقول :”مصر أيضا تدرك هذا جيدا، لكن يتوقع أن تمارس هذه المرة ضغطا كبيرا على الجانبين لإيجاد صيغة توافقية في المسألة السياسية تسمح باستئناف المفاوضات مع إسرائيل، وإلا فسوف تذهب مبادرة الرئيس السيسي سدى، وهو الذي علق في خطابه نجاح مبادرته بتحقيق مصالحة وطنية فلسطينية”.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد