كيف تناولت وسائل الإعلام الفلسطينية ومواقع التواصل الاجتماعي خبر مقتل ثلاث أطفال من عائلة الهندي في غزة ؟

هذا السؤال الذي ألحق بجريمة مقتل الأطفال صفة التجرد من الإنسانية في العمل الصحفي فقد بات واضحا أن هناك العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والصحفيين وأصحاب المؤسسات الخيرية والجمعيات التي تعتمد على تسويق الصور المؤلمة من اجل كسب مزيدا من الأموال لصالح مشاريعهم وخلق فرص تمويل جديدة من خلال إظهار حجم الألم الكبير في الصور التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي .

مواثيق العمل الصحفي والشرف المهني وأخلاقيات العمل الصحفي لا تسمح بنشر تلك الصور التي تمس كرامة الأطفال الثلاثة وقد أكلت النيران أجسادهم الرقيقة ، فهذا يُعد من وجهه نظري جريمة أخلاقية ترتكب بحق العائلة وبحق أمهم وأبيهم .

إن تفعيل رقابة داخلية على مواقع التواصل الاجتماعي لهو مطلب عادل في ظل تدهور منظومة معايير النشر الالكتروني وأصبح كل من يمتلك معلومة كانت صحيحة أم خاطئة يقوم بنشرها وربما يتعدى الأمر إلي نشر الإشاعات المغرضة والأخبار المفبركة مثل " حادثة التسونامي " .

ما يدور داخل غرف التحرير وصناعة الأخبار حول كيفية تغطيتها والقالب المستخدم والصياغة  لاختيار الطريقة المناسبة لعرض فيها الخبر على الجمهور وذلك وفقا لسياسة الوسيلة الإعلامية ولطبيعة ردود الفعل ووفقا لتصريحات المسئولين المقربين من الوسيلة الإعلامية ، فقد كشفت وسائل الإعلام الفلسطينية خلال تغطيتها لمقتل الأطفال الثلاث عن عمق الانقسام السياسي والديمغرافي الذي تعيشه وسائل الإعلام ، فلم يكن هناك التفاف على تفاصيل الجريمة والطريقة التي وقعت فيها وسرد الأسباب والتأكد منها بقدر ما كان تحميل للمسئولية عن انقطاع التيار الكهربائي تارة على الحكومة ومرة على الرئاسة وأخرى على شركة الكهرباء ، فيما برعت وسائل الإعلام عبر صفحاتها الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي في صناعة الصور وإطلاق الهشتاقات وترويج تعليق القيادات عن الحادثة ولن نجد من يتحمل المسئولية .

أنبرى الإعلام الحزبي في إلصاق التهم إلي الخصوم السياسيين بتحملهم مسئولية مصرع الأطفال الثلاث حرقا ، بينما واصل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هجومهم على شركة الكهرباء ، وبقي الألم والحسرة في بيت العائلة وبقيت غزة بلا كهرباء وبلا حلول في انتظار وقوع جريمة جديدة نطبل لها عبر التواصل الاجتماعي ونلعن ونشتم ونطالب وندين ويبقى الأمر على ما هو علية دون أن يكون هناك حراك على الأرض لإنهاء أزمة واحدة  من سلسلة أزمات تضرب غزة منذ عشر سنوات من أجل أن نلعن المثل القائل " أن تشعل شمعة خيرا لك من أن تلعن الظلام " . 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد