صحيفة تكشف كواليس شهر العسل بين إسرائيل والعرب
القدس / سوا / كشفت صحيفة "معاريف" العبرية تفاصيل جديدة تخص تحسن العلاقات بين إسرائيل من جانب وكل من السعودية ومصر والأردن والإمارات العربية من الجانب الآخر، معتبرة أن الحديث يدور عن شرق أوسط جديد تتطابق فيه المصالح بين تل أبيب والعرب.
وقالت الصحيفة إنه على مدى عامين التقى سرا ثلاثة إسرائيليين مع ثلاثة سعوديين في كل من روما والتشيك والهند. وأوضحت أن المجتمعين الستة تحدثوا باستفاضة عن التحديات المشتركة، وفي مقدمتها إيران، فضلا عن استقرار المنطقة.
ولفتت إلى "دوري جولد" الذي كان وقتها باحثا في مركز القدس للشئون العامة ترأس الوفد الإسرائيلي، إضافة إلى "شمعون شابيرا" المسئول الحالي بالخارجية الإسرائيلية، مقابل الدكتور أنور عشقي المقرب من الأسرة الحاكمة السعودية والسفير السابق للمملكة في الولايات المتحدة.
كان الإسرائيليون وكذلك السعوديون متحمسون.يقول أحد الإسرائيليين المشاركين في اللقاء "لا تلتقي سعوديين كل يوم. فجأة ترى سعوديين أذكياء جدا وخبراء بما يحدث بالعالم، أناس لديك الكثير من الأمور لتحدثهم فيها. تحمسوا عندما رأوا إسرائيليين يتحدثون بنفس الروح حول الأشياء مع رؤية مماثلة. فجأة تشعر أن معاهدة سلام مع السعودية ليست بالأمر البعيد. يجب توافر الظروف المناسبة وسوف يحدث ذلك. عندما فرغنا من اللقاءات قلنا لأنفسنا أننا في شرق أوسط مع الكثير من الآمال لمستقبل أفضل".
في يونيو 2015 أصبحت اللقاءات علنية، عندما تصافح جولد وعشقي في فعالية بمعهد أبحاث بواشنطن. قال عشقي أمام عدسات الكاميرات إن التعاون بات ممكنا. هناك العديد من المصالح المشتركة.
بعد عدة أيام تعين جولد في منصب مدير عام الخارجية الإسرائيلية. أما عشقي فقد زار منذ نحو عام القدس بدعوة من السلطة الفلسطينية وصلى بالمسجد الأقصى.
زار مسئولون كبار بمنظومة الأمن الإسرائيلية بينهم رئيس الموساد السعودية. ووفقا لمواقع أمريكية اعتمدت على مصادر عربية، التقى يائير لبيد عضو الكنيست ورئيس حزب "هناك مستقبل" في نيويورك الأمير السعودي تركي الفيصل، الرئيس السابق للمخابرات السعودية وسفير بلاده في الولايات المتحدة.
والتقى وزير الأمن موشيه يعالون بالفيصل في مؤتمر ميونيخ للأمن، وذلك رغم تصريحات الفيصل مؤخرا التي قال فيها إن العرب رفضوا في الماضي محاولات مصالحة، بينما الإسرائيليون هم من يرفضون الآن أية خطوات للسلام.
لا يمكن بحال تجاهل تطابق المصالح الذي تطور مؤخرا بين إسرائيل وكل من الأردن ومصر والسعودية ودول خليجية أخرى. يشهد على ذلك استطلاع رأي أجري قبل عدة شهور في السعودية ووجد أن معظم السعوديين قلقون من إيران بشكل يفوق قلقهم من إسرائيل. صحيح أن العلاقات تتحرك بين الأمل وخيبته، ويقدم الحكام العرب والإسرائيليين لبعضهم الشوك والورود، لكن مسئولين إسرائيليين يتنزهون في العالم العربي بشكل مستمر وغير مسبوق، على حد تعبير "معاريف".
زار "يتسحاق مولوخو" المبعوث الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو القاهرة عدة مرات مؤخرا. فيما أعاد جولد افتتاح سفارة إسرائيل بالقاهرة قبل عدة شهور. والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وفدا من زعماء يهود الولايات المتحدة وفي مقدمتهم مالكولم هونلاين المقرب لنتنياهو.
قال السيسي إنه يتحدث مع نتنياهو من حين إلى آخر. وأخطرت مصر إسرائيل مسبقا بعزمها نقل جزيرتي تيران وصنافير للسعودية. وكشف أفيجدور ليبرمان مؤخرا أن مصر تساعد إسرائيل في الحوار مع حماس .
وتضيف "معاريف" أن وزير البنية التحتية الإسرائيلي يوفال شتاينتس التقى مطلع العام الجاري في أبو ظبي مسئولين إماراتيين. كذلك زار جولد الإمارات قبل بضعة شهور وافتتح هناك المفوضية الدبلوماسية الإسرائيلية.
ووفقا لمصادر أجنبية، تنطلق رحلة جوية خاصة بين أبو ظبي وإسرائيل مرتين أسبوعيا. وشارك آرئيل هيلمان وشون بيجا وهما لاعبان في منتخب كرة الطائرة الشاطئية في اللعب مؤخرا بقطر. لم يشعر اللاعبان بأي عداء تجاهما، وقال هيلمان "وكأننا نلعب في أوروبا. صحيح أن حارسين كانا برفقتنا، لكن لم تحدث أية مشكلة. وافق شرطي محلي على دخولنا قطر خلال خمس دقائق، وخلال وجودنا هناك تجولنا في المركز التجاري وتناولنا الطعام في مطعم محلي دون خوف. بدت قطر كما لو كانت القدس من حيث التنوع، فالنساء ترتدين النقاب والرجال بالجلاليل، لكن هناك أيضا رجال بزي غربي. الطعام في المطاعم متنوع والأسعار أرخص من إسرائيل".
وفقا لموقع "ميدل إيست آي" التقى رئيس الموساد الملك الأردني عبد الله، واتصل رئيس الأركان الإسرائيلي جادي إيزنكوت بالملك وتحدث معه حول التدخل الروسي في سوريا.
وشارك جولد قبل نحو نصف عام في مؤتمر بالأردن. والتقى أيوب قرا نائب وزير التعاون الإقليمي مسئولين أردنيين بالعقبة. وعلق البروفيسور يورام ميتال من جامعة بن جوريون على تلك التطورات بالقول "إذا ما استمرت هذه الاتجاهات، فسوف تخلق خارطة جيوسياسية جديدة بالشرق الأوسط".
وكشفت "معاريف" عن التعاون الاقتصادي بين إسرائيل ودول الخليج، بما في ذلك مشاركة رجل الأعمال الإسرائيلي ليف لافيف في قطاع الألماس بدبي، التي يمتلك فيها محل مجوهرات. إضافة إلى دعوة منتجي ألماس إسرائيليين للمشاركة في مؤتمر الألماس بدبي الشهر المقبل.
وأضافت أن العلاقات التجارية بين إسرائيل ودول الخليج تجرى عبر تركيا وقبرص، حيث يتم إزالة بلد المنشأ من على تلك المنتجات. وذلك فضلا عن الصفقات العسكرية بين إسرائيل وكل من السعودية والأردن، والتي اشتملت بحسب تقارير على طائرات بدون طيار، وأنظمة دفاعية.