العالم الافتراضي يهدد العلاقات الاجتماعية بالانقراض

جهاز حاسوب

غزة /خاص سوا/براء وادي/ يبدو أن العالم الافتراضي بدأ يأخذ حيزا لا بأس به من حياة أفراد المجتمع الفلسطيني، في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي رافقه تكدس أعداد العاطلين عن العمل في المنازل والمقاهي.

فما من جلسة يمكن أن تخلو من انترنت وهاتف محمول؛ حيث تجد أن الضيف أصبح يسأل عن كلمة سر الشبكة بمجرد دخوله إلى المنزل.

ضعف العلاقات الاجتماعية في الواقع وتزايدها في العالم الافتراضي ينذر بمؤشرات خطيرة تهدد التواصل البشري المباشر، بشكلٍ أصبح يهدد النسيج الاجتماعي في دول العالم ومنها فلسطين.

الخريج رجب اللوح (22 عاما) قال لـ"سوا" إنه يقضي أكثر من 7 ساعات يوميا خلف شاشة الحاسوب، سواء في مكان عمله بمجال التصميم أو في المنزل عقب انتهاء دوامه.

ولفت اللوح إلى أن طبيعة عمله قلصت كثيرا من علاقاته الاجتماعية خاصة أصدقائه، إضافة إلى أن عمله يتطلب المداومة على استخدام الانترنت عبر الحاسوب أو الهاتف المحمول.

أما الناشط الاعلامي محمد النخالة، فأكد أن ساعات جلوسه على الانترنت قد تزيد عن الثمانية يوميا؛ ربما لإنجاز مهام، أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي.

وبين أنه على الرغم من هذا الوقت الكبير الذي يقضيه جوالا عبر الشبكة العنكبوتية إلا أنه لم يؤثر على علاقته بالمجتمع المحيط حتى اللحظة، مشيرا إلى أنه يحسن تنظيم وقته يوميا ما بين العمل والمجتمع والعائلة.

بدوره، أكد عبد الكريم المدهون دكتور علم النفس، أن العالم الافتراضي أضعف العلاقات الأسرية والمجتمعية، ما أدى إلى ضعف وانكماش المنظومة المجتمعية.

وقال المدهون إن العالم الافتراضي بات يهدد قيم المجتمع التي بدت تنحرف عن منظومة القيم المجتمعية؛ بسبب ضعف النسيج الاجتماعي، في ظل اعتبار بعض الاشخاص أن هذا العالم بديلا عن العلاقات الاجتماعية والعائلية.

وأضاف : "أصبح هناك إدمان ملحوظ على الشبكة العنكبوتية، وأن جميع العلاقات التي تتم فيه غالبا ما تبوء بالفشل؛ لأنها لا تعطي صورة حقيقة عن الواقع الذي يعيش فيه الانسان مما يدمر المنظومة الانسانية في المجتمعات".

من جهته، أكد إياس فارس رئيس قسم الإعلام بجامعة فلسطين، أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في أنها جعلت من العالم قرية صغيرة؛ إضافة إلى أنها تمكن المستخدم من الإبحار في ثقافات وسياسات الدول كافة.

واعتبر فارس أن أكثر الأشخاص الذين يدمنون على العالم الأزرق الافتراضي هم من فئة الانطوائيين؛ لأجل التعبير عن ذواتهم لكسب الثقة بالنفس التي يفتقدونها في الواقع، وفقا له.

وأشار إلى أن الجزء الآخر من المستخدمين يتجه إلى العالم الافتراضي للتعبير عن عواطفهم ومشاعرهم بصدق؛ لأنه قد يجد مرتادي هذا العالم محل ثقة ولا يعرفون شخصيته؛ ما يشعره بالراحة حين قيامه بالتعبير عن آرائه وافكاره.

في ذات السياق اعتبر الناشط الاجتماعي اسماعيل ابو جراد أن "مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها جعلت اشخاص المجموعة الواحدة منعزلين عن بعضهم رغم وجودهم بنفس المكان، فانشغال كل شخص بهاتفه ادى الى اضعاف التنمية المجتمعة و انحصار العمل التطوعي لدى الشباب".

ودعا أبو جراد إلى استغلال هذه المواقع في حشد ودعم ومناصرة قضايا الشباب؛ من خلال إنشاء مجموعات؛ للقيام بأنشطة شبابية بمجهودات فردية وشبابية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد