برنامج غزة للصحة النفسية ينظم مؤتمره الدولي السادس

برنامج غزة للصحة النفسية

غزة /سوا/ نظم برنامج غزة للصحة النفسية اليوم الثلاثاء، اول أيام فعاليات المؤتمر الدولي السادس تحت عنوان "الصحة النفسية وحقوق الانسان في فلسطين" في فندق المشتل بغزة.

 وشارك في المؤتمر حوالي 800 من المهنيين والمختصين والنشطاء في مجال الصحة النفسية وحقوق الانسان من المؤسسات الرسمية والأهلية واساتذة الجامعات والطلاب وبحضور مكثف لممثلي وسائل الاعلام المحلية والدولية، علما أنه جرى بث وقائع المؤتمر وكافة جلساته على قناة خاصة على الانترنت.

وقالت الصحة النفسية في بيان وصل "سوا" نسخة عنه مساء الثلاثاء، إن "يأتي هذا المؤتمر بهدف تعزيز التعاون المهني وتبادل المعرفة بين المهنيين الفلسطينيين والدوليين في مجالات الصحة النفسية وحقوق الانسان وكذلك تعزيز الطرق والاساليب الفعالة لتعزيز الصمود والأمل لدى الاطفال والعائلات والمجتمع الفلسطيني".

وأضافت :"ويهدف المؤتمر الى ابراز دور برنامج غزة للصحة النفسية الذي يحمل ارث الراحل الدكتور أياد السراج وأيضا توعية المجتمع الدولي بالوضع الراهن ودعوته لإحداث تغيير في فلسطين".

وبينت أنه يجري تنظيم هذا المؤتمر الدولي للمرة السادسة في تاريخ برنامج غزة للصحة النفسية منذ عام 1990.

ولفتت الصحة النفسية إلى أن فعاليات المؤتمر ستستمر لمدة يومين سيتم خلالها تقديم  36 ورقة عمل لمختصين في مجال الصحة النفسية وحقوق الانسان على المستوى الدولي والمحلي من خلال جلسات وورش عمل وعروض تقديمية.

وافتتحت الجلسة الرئيسية الأولى للمؤتمر بآيات من القرآن الكريم والسلام الوطني الفلسطيني، قبل أن يقدم الدكتور ماجد أبو رمضان نائب رئيس مجلس ادارة برنامج غزة للصحة النفسية الكلمة الترحيبية للمؤتمر نيابة عن الدكتور محمد ابو شهلا رئيس مجلس ادارة برنامج غزة للصحة النفسية والذي تواجد خارج البلاد.

ورحب خلال كلمته بالشركاء والحضور وأصدقاء البرنامج وكذلك افراد عائلة الدكتور السراج ، قبل أن يتطرق الى الوضع الفلسطيني الراهن في فلسطين وخاصة في قطاع غزة والتحديات التي يمر بها سكان القطاع .

كما استعرض أبو رمضان التطور التاريخي للبرنامج والتحديات التي مر بها خلال هذه المراحل، معبرا عن شكره وتقديره لكل الذين دعموا وما زالوا يدعمون البرنامج والذين ساهموا ايضا في انجاح هذه الفعالية من مؤسسات وشخصيات محلية ودولية.

وعُرض خلال المؤتمر فيلما يتحدث عن  حياة الراحل اياد السراج مؤسس برنامج غزة للصحة النفسية ورائد الصحة النفسية في فلسطين، استعرض مراحل حياته المختلفة وفكره ونشاطاته في مجال العمل في الصحة النفسية وحقوق الانسان في فلسطين.

بدوره، قدم السيد تور جيرالد مدير مكتب الممثلية الترويجية لدى السلطة الوطنية (NRO) كلمة ممثلا عن تجمع ممولي البرنامج والذي يضم كلا من الوكالة السويسرية للتنمية SDC  والوكالة السويدية للتنمية الدولية Sida وأيضا مكتب الممثلية الترويجية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية (NRO).

وتحدث جيرالد خلال كلمته، عن دورهم في العمل على رفع الوعي العالمي حول الصحة النفسية واهميتها في قطاع غزة، مستعرضا الوضع الذي يعيشه السكان في غزة وأن المجتمع الدولي بما فيه تجمع الممولين سوف يدعم برنامج غزة للصحة النفسية في السنوات القادمة.

وأكد ان هذه الفعالية مهمة ليست فقط لتبادل المعرفة، ولكن أيضا لإظهار الدعم الذي يقدم لهذا القطاع المهم. 

من جهتها، قدمت السيدة غودرون كريمر مدير مؤسسة ال(GIZ) الالمانية عبر الفيديو كونفرنس كلمة تحدثت خلالها عن اسفها لعدم قدرتها على القدوم الى غزة للمشاركة في اليوم الاول من المؤتمر.

واكدت انهم يتابعون عن كثب فعاليات المؤتمر من مكتبهم في رام الله ، مضيفةً ان هذا المؤتمر يرسل رسالة قوية الى ان هناك دمارا معنويا للسكان نتج عن الدمار المادي الذي احدثه العدوان على غزة.

وبينت غودرون انهم فخورين بالشراكة مع برنامج غزة للصحة النفسية وانهم مستمرون في دعم برامجه في المستقبل.

من جانبه، قدم السيد يوهان شار مدير الوكالة السويدية للتنمية الدولية (Sida) من خلال الفيديو كونفرنس كلمة عبر من خلالها عن اسفه ايضا من عدم قدرته على القدوم الى غزة لنفس الاسباب التي تمنع الغزيين من الحركة.

وأعرب شار عن اعتزازه وسعادته بالشراكة مع برنامج غزة للصحة النفسية والجهود التي يبذلها.

وقال :"ان هذا المؤتمر هو مناسبة جيده للاحتفال بشراكتنا الطويلة مع البرنامج".

وفي الختام، قدمت السيدة فليتسيا أديب نائب رئيس جمعية اغاثة أطفال فلسطين (PCRF) كلمة أوضحت من خلالها أهمية تنظيم مثل هذه المؤتمرات في فلسطين وأثرها في ظل الواقع السياسي والأمني والاجتماعي النفسي المتردي في فلسطين .

أما السيد بو شاك مدير عمليات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الاونروا في غزة، فأكد اهمية قطاع الصحة النفسية، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر هو دلالة كبيرة تثبت هذه الاهمية وتمنى التوفيق والنجاح لهذه الفعالية مؤكدا على دعم الوكالة لقطاع الصحة النفسية في قطاع غزة.

وفي نهاية الجلسة الافتتاحية  قدم الدكتور  ياسر أبو جامع المدير العام لبرنامج غزة للصحة النفسية الكلمة الرئيسية حيث استعرض فيها الواقع النفسي للسكان الفلسطينيين في قطاع غزة ودور البرنامج وتدخلاته في مواجهة الحاجات المجتمعية المتزايدة والتحديات التي يمر بها المجتمع الفلسطيني وخاصة بعد العدوان الاخير على قطاع غزة.

كما أوضح أبو جامع  اهداف ومحاور هذا المؤتمر وشكر كل من موّل وساهم وشارك في فعاليات هذا اليوم العلمي والمهني ، كما تحدث عن أهمية ومعنى السلام للفلسطينيين وضرورة زرع الأمل في مستقبل افضل للأجيال القادمة والدور الهام للمجتمع الدولي في مساندة الحق الفلسطيني.

وبعد انتهاء الجلسة بدأت ورشة العمل الأولى الصباحية حيث انقسم المشاركون الى أربع جلسات عمل متوازية في اربع قاعات رئيسية (قاعة الأمل ، قاعة السلام ، قاعة الصمود ، قاعة الوحدة) :

• (في قاعة الأمل ) ترأس الجلسة الدكتور بيل سلوتر من الولايات المتحدة الامريكية والتي تناولت جلسته إرث الدكتور أياد السراج بعنوان "تجسيد الألم والأمل".

وشارك في هذه الجلسة الدكتورة نانسي موراي من الولايات المتحدة الامريكية والتي قدمت ورقة عمل تناولت موضوع "كسر الحصار في الولايات المتحدة الامريكية وابراز ارث الدكتور اياد السراج" تحدثت فيها عن العلاقة المميزة لها مع الدكتور السراج وبرنامج غزة للصحة النفسية، موضحة دور البرنامج الكبير في احداث تغيير كبير في الرأي العام داخل الولايات المتحدة اتجاه فهم حقوق الفلسطينيين.

كما تحدثت عن نشاطاتها في انشاء مؤسسة غزة للصحة النفسية في الولايات المتحدة.

وقد عرضت السيدة دونا بارنسكي ولكر من الولايات المتحدة الامريكية ورقة تناولت موضوع " زيادة تأثير برنامج غزة للصحة النفسية كصوت مستقل وهام من أجل التنوير والمنطق" تحدثت فيها عن شراكة جمعية الاتحاد من اجل البناء مع برنامج غزة للصحة النفسية خاصة في بناء المنزل الذي حاولت الراحلة ريشيل كوري الدفاع عنه عندما قتلتها جرافة اسرائيلية كما.

وتحدثت عن نشاطات البرنامج في رفع الوعي حول اوضاع الفلسطينيين في الولايات المتحدة الامريكية. و أخيرا الدكتورة فيكتوريا بريتين من المملكة المتحدة والتي قدمت ورقة بعنوان "شرعنة التعذيب في الولايات المتحدة الامريكية ودور د. إياد السراج في مساندة الاطباء الامريكيين الذين تحدوا السلطة" حيث تحدثت خلالها عن دور الدكتور اياد السراج في ترسيخ قيم مناهضة الظلم والتعذيب والتي اصبحت قيمة يشاركه فيها اشخاص وجهات عديدة حول العالم.

• (في قاعة السلام ) ترأس الجلسة الدكتور سمير قوتة الخبير والاستاذ الجامعي في الجامعة الاسلامية والتي تناولت  "موضوع الصدمة النفسية والحصار واليات الصمود".

وشارك في هذه الجلسة السيد مروان دياب مدير وحدة العلاقات العامة بالبرنامج والذي قدم ورقة بعنوان "تأثير تدخلات الدعم النفسي الاجتماعي على تحسين علاقة الاطفال المتأثرين بالحرب مع اقرانهم واخوتهم" حيث عرض من خلالها آثار الحرب على الصحة النفسية وكيفية العلاج والتعامل معها من خلال بعض التقنيات كما وتحدث عن حماية الاطفال وقت التدخل العسكري.

وناقشت السيدة آن شارلوت نيلسون من السويد خلال ورقتها "موضوع العدوان والارهاب"، تعزيز الصمود لمواجهة العنف" حيث ناقشت ما يجري في القدس وما اصبح يعرف بانتفاضة القدس والعنف الذي يجري واسبابه وتداعياته النفسية.

والسيدة شفا عبيد من المملكة الاردنية الهاشمية والتي قدمت ورقة بعنوان "تطوير وتعزيز الصمود لدى العائلات والمجتمعات المتعرضة للصدمات" عرضت من خلالها فكرة التوحد بين السكان في مناطق جغرافية محددة بعد التعرض  للأزمات والتي من شأنها تعزيز الصمود.

• (في قاعة الصمود ) ترأس الجلسة الدكتور تيسير دياب نائب المدير العام للشؤون المهنية في برنامج غزة للصحة النفسية بعنوان "التدخلات النفسية في مناطق الصراع".

وشارك في هذه الجلسة من خلال الفيديو كونفرنس السيدة فردوس العيسى من جامعة بيت لحم والتي قدمت ورقة بعنوان "فعالية العلاج باستخدام تقنية EMDR في علاج اضطراب ما بعد الصدمة واعراض الاكتئاب للوالدين ومقدمي الخدمات وزوجات الشهداء في بيت لحم.

وتحدثت العيسى عن دراسة قامت بها اثبتت من خلالها فعالية العلاج باستخدام تقنية EMDR.

وقدم  الدكتور ديفيد هنلي والدكتور هنريك بيلنغ خبراء التأهيل والتوحد في السويد ورقة بعنوان "تعزيز جودة الخدمات الصحية والتعليمية لأطفال التوحد في قطاع غزة"  تحدثا من خلالها عن الطرق التي من الممكن استخدامها في علاج أطفال التوحد مع التركيز على العلاج السلوكي و دور الأهالي في تقديم العلاج وضرورة بناء قدرات المهنيين في قطاع غزة على اليات التعامل والعلاج لهؤلاء الأطفال.

وقدمت  السيدة ختام أبو شوراب الأخصائية في برنامج غزة للصحة النفسية ورقة بعنوان "فعالية برنامج إرشادي في تقليل اعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى اطفال الرياض" وضحت من خلالها نتائج الدراسة التي قامت بها لأثبات فعالية أحد البرامج الارشادية في تقليل اعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الاطفال.

• (في قاعة الوحدة) ترأست السيدة راوية حمام مديرة دائرة البحث العملي والتدريب في برنامج غزة للصحة النفسية جلسة نقاش مفتوح بعنوان "تأثير الحصار والواقع السياسي على الصحة النفسية" تم خلالها تقسيم المشاركين الى مجموعات ناقشت عدة مواضيع من ضمنها هجرة الشباب ودور المثقفين في التوعية وواقع غزة وعرض لاهم التوصيات والنتائج.

وفي الورشة الثانية التي جرت بعد الظهيرة ، بدأت ثاني الجلسات والتي كانت برئاسة كلا من:

• (في قاعة الامل ) السيد حمدي شقورة من المركز الفلسطيني لحقوق الانسان والتي تناولت جلسته انتهاكات حقوق الانسان والصحة النفسية.

وشارك في هذه الجلسة الدكتور أشرف كاجي من جنوب افريقيا والذي قدم ورقة عمل تناولت موضوع "مدى انطباق مفهوم اضطراب ما بعد الصدمة على السجناء السياسيين السابقين في جنوب افريقيا". 

وناقش فيها "هل يعتبر اضطراب ما بعد الصدمة منطبقا على الواقع السياسي في جنوب افريقيا"  شارحا المفهوم ونتائج بحث قام به في هذا الخصوص/ مؤكدا رأيه أن مفهوم اضطراب ما بعد الصدمة له خصائص عالمية يجب ان تفهم في السياق السياسي الاجتماعي لكل بلد.

كما قدم السيد سمير زقوت من مركز الميزان لحقوق الانسان ورقة بالنيابة عن السيد عصام يونس بعنوان "جرائم بلا عقاب"، واقع العدالة في الاراضي الفلسطينية المحتلة".

وتحدث زقوت فيها عن ان انتهاكات حقوق الانسان الفلسطيني لم تتوقف منذ الاحتلال الاسرائيلي وكان دائما يتم عدم التسويق لقيم العدالة من اجل ما يسمى "اعطوا السلام فرصة" بينما قامت اسرائيل بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ولم يحصل الفلسطينيون على العدالة بسبب تواطئ قوى كثيرة في المجتمع الدولي، مؤكدا أن انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية يشكل بارقة أمل في تحقيق العدالة.

وفي الختام قدمت السيدة سهيله أبوجلالة والتي تناولت ورقتها موضوع "الرضا عن الحياة وعلاقته بالضغط النفسي الناتج عن حصار موظفي القطاع الحكومي في غزة" حيث عرضت نتائج بحثها موضحة ان هذه النتائج يمكن ان تحسن الاوضاع النفسية لدى موظفي وزارة الصحة والتعليم الحكومية في غزة.

• (في قاعة السلام ) ترأس الجلسة الدكتور سامي عويضة الطبيب النفسي بمنظمة الصحة العالمية والذي تناولت جلسته "الشباب : القدرات والتحديات".

وشارك في هذه الجلسة السيدة عايدة كساب الاخصائية النفسية بالبرنامج والتي قدمت ورقة بعنوان "توتر ما بعد الصدمة وبعض السمات الشخصية لدى طلاب الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة ".

تحدثت من خلالها عن بعض الاحصائيات والأرقام التي توصلت لها دراستها البحثية.

وايضا قدم الدكتور بسام أبو حمد الاستاذ الجامعي والخبير في القطاع الصحي ورقته بعنوان " التحديات النفسية الاجتماعية التي تواجهها المراهقات الفلسطينيات في غزة في سياق الصدمة المتكررة".

وتحدث عن مشاكل اللجوء وقت الحرب والخدمات التي تقدم في تلك الاوقات.

كما واوضح بعض استراتيجيات التكيف لدى الاناث والذكور من المراهقين.

والسيدة بام بيلي التي قدمت ورقة بعنوان "لسنا أرقاما : مواجهة الاكتئاب لدى الشباب في غزة عبر سرد القصص" حيث عرضت بعض التجارب لشباب كانوا منتمين لتنظيمات فلسطينية وعلاقة الوازع الديني للهروب من الواقع.

• (في قاعة الوحدة) ترأس السيد حسن زيادة مدير مركز غزة المجتمعي في برنامج غزة للصحة النفسية جلسة نقاش مفتوح بعنوان "الفلسطينيون : في انتظار السلام ".

• (في قاعة الصمود ) تم عرض 14 من البوسترات لأبحاث علمية لباحثين ومهنيين من قطاع غزة ومواضيع لها علاقة بالصدمة والعنف و الاكتئاب.

وفي نهاية اليوم الأول للمؤتمر عبر الحضور عن سعادتهم ورضاهم عن سير احداث المؤتمر والقيمة العلمية والمهنية التي تضمنتها الجلسات والتنظيم العالي لكافة فعاليات المؤتمر.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد