نتنياهو يدعو وزراء حكومته لعدم اقتحام المسجد الاقصى
القدس / سوا / طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، الوزراء وأعضاء الكنيست بعدم المشاركة في اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي.
وقالت صحيفة "هآرتس"، اليوم الاثنين، إنه خلال اجتماع حكومته الأسبوعي أمس، شدد نتنياهو على التعليمات القاضية بالامتناع عن اقتحام الحرم القدسي، وأن هذا المنع يسري خلال الفصح.
وادعى نتنياهو أنه مع اقتراب حلول الفصح اليهودي يتصاعد "التحريض الفلسطيني" حول المسجد الأقصى، وطالب الوزراء وأعضاء الكنيست بعد اقتحام الأقصى حتى إشعار آخر.
وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن الهبة الشعبية الفلسطينية، التي تشهد تراجعا في الأسابيع الأخيرة، يمكن أن تتصاعد في حال القيام باقتحامات استفزازية للأقصى.
وكشف تقرير صادر عن 'مجموعة الأزمات الدولية' عن تسلسل أحداث الأزمة بين إسرائيل والأردن، وتبين منه أن إسرائيل تعهدت للأردن بتقييد اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى، لكنها خرقت هذه التعهدات.
وأشار التقرير إلى أن نتنياهو تعهد أمام الملك الأردني عبد الله الثاني، في تشرين الثاني العام 2014، بمنع اقتحامات سياسيين إسرائيليين للمسجد الأقصى وتقليص عدد اليهود الذين يشاركون في هذه الاقتحامات.
وبحسب معطيات الشرطة الإسرائيلية فإن عدد المشاركين في الاقتحامات تراجع من 11754 شخصا في العام 2014 إلى 11001 شخص في العام 2015. وفي موازاة ذلك تراجعت المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي اندلعت في أعقاب استشهاد الفتى المقدسي محمد أبو خضير.
وكشف تقرير 'مجموعة الأزمات الدولية'، الذي نُشر في نهاية الأسبوع الماضي، عن التفاهمات بين نتنياهو والملك الأردني. وتبين أن نتنياهو تعهد، خلال زيارة للأردن في تشرين الثاني 2014، بمنع اقتحام سياسيين إسرائيليين للأقصى وتقليص عدد المتطرفين اليهود من حركات 'جبل الهيكل' الذين ينفذون هذه الاقتحامات، ووقف سياسة تقييد دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد وتحديد أعمارهم. وفي المقابل، تعهد الملك بأن تمنع الأوقاف الإسلامية أن يرابط الشبان الفلسطينيون في المسجد الأقصى لكي لا يستعدون مسبقا لمواجهات مع قوات الاحتلال.
وفي أعقاب تطبيق هذه التفاهمات ساد هدوء في الأقصى والقدس المحتلة، لكن هذه التفاهمات انهارت في تشرين الأول 2015، خلال الأعياد اليهودية، بعد أن أمر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، بإبعاد النساء المرابطات عن الأقصى واقتحام وزير الزراعة، أوري أريئيل، للأقصى.
ورأى الأردن بهاتين الخطوتين انتهاكا للتفاهمات من جانب إسرائيل، خاصة وأنه على أثر ذلك اندلعت الهبة الشعبية الفلسطينية الحالية. ورفض عبد الله الثاني استقبال نتنياهو في تشرين أول الماضي، لكن تم التوصل إلى تفاهمات جديدة تقضي بأن يعلن نتنياهو عن استمرار الوضع القائم في الحرم القدسي وأن 'المسلمين يصلون في الحرم واليهود يزورونه فقط'.