أهالي الضفة.. قلوب معلقة مع غزة ودعوات لأهلها والمقاومة بالثبات والنصر

143-TRIAL- غزة / خاص سوا / يمسك ساري بركات هاتفه ويتصل على شقيقته التى تسكن بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة للاطمئنان عليها فور سماعه المذياع ينبه لخبر عاجل بأن غارة اسرائيلية نفذتها مقاتلات حربية على البلدة وسقط فيها ثمانية شهداء وعشرات الجرحى.
ساري الذي يسكن مدينة القدس عبر عن مشاعره ومتابعته اليومية للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة بالقول :" أتابع ما يحدث في قطاع غزة على مدار الساعة ولا يكاد المذياع ينطفئ بجواري وذلك من أجل معرفة ما يحصل في القطاع لحظة بلحظة خوفا على حياة شقيقتي التى تسكن في منطقة قريبة من العمليات المسلحة والقصف الاسرائيلي اليومي للبلدة".
ويضيف عبر الهاتف لوكالة (سوا):" الجوال لا يغادر يدي وكذلك الراديو اضافة الى ان التلفاز في البيت لاينطفئ لمتابعة ما يدور بقطاع غزة ، وذلك لان اسرائيل تنفذ حربا شرسة وغير مسبوقة على القطاع الصغير ، وارتكابها مجازر حرب واستهدافها للمدنيين والاطفال تحديداً".
ويتابع:" صحيح نحن في الشطر الأخر من الوطن ولكن الحرب قربت المسافات بيننا ،نحزن ونبكي على الصور والمشاهد التى نراها عبر شاشات التلفاز، إنها مشاهد تشقعر لها الابدان، عائلات أبيدت بالكامل وبيوت دمرت فوق رؤوس ساكنيها وجثث ملقاه في الشوارع، أنه شئ مؤلم جدا".  
ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ السابع من الشهر الجاري، حربًا ضد القطاع، أطلق عليها اسم "الجرف الصامد"، وتسببت الحرب منذ بدئها وحتى اليوم الأحد في استشهاد 1049 فلسطيني، وإصابة نحو 6000 آخرين بجراح، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة الطبيب أشرف القدرة.
وتسببت الغارات الإسرائيلية المكثفة والعنيفة على مختلف أنحاء قطاع غزة، إلى جانب الشهداء والجرحى، بتدمير 1960 وحدة سكنية، وتضرر 22600 وحدة سكنية أخرى بشكل جزئي، منها 1680 وحدة سكنية "غير صالحة للسكن"، وفق معلومات أولية صادرة عن وزارة الأشغال العامة الفلسطينية.
عزيزة ظاهر من نابلس تقول عبر الهاتف لوكالة (سوا) ان ما يحدث في غزة هو عبارة عن حرب إبادة جماعية بكل معنى الكلمة ، وهجمة مسعورة تجاه كل ماهو فلسطيني  ، لا سيما بعد رد المقاومة في غزة  ازداد نتنياهو و زمرته دموية وحقدا فهم لا يريدون لنا أن نكون  ولكن بإذن الله ستنتصر المقاومة وستنتصر إرادة الشعب فشعبنا وأهلنا في غزة سجلوا أسطورة في الصمود سيحكي عنها التاريخ".
وتتابع :"نحن هنا في الضفة الغربية نعتبر غزة هي توأم الضفة  فالضفة الغربية جسد وغزة روح تسكن فيه  وأننا نتابع ما يجري في غزة من أحداث دامية والحرقة والألم يعتصر قلوبنا فدموعنا قد جفت وقلوبنا تمزقت على مناظر الأطفال والنساء والشيوخ التي تبعثرت أشلاءهم بين ركام الأبنية  وعلى صور الجرحى المؤلمة ونتجرع كاسات الألم كما تتجرعون فمصابكم مصابنا وألمكم  ألمنا وجرحكم جرحنا وشهيدكم ابننا و لا ننساكم من دعواتنا أن يلهمكم ربي جبالا من الصبر والعزيمة والصمود ، وشهداء الضفة يوم أمس قد عانقت أرواحهم  أرواح إخوتهم شهداء غزة ليحكوا لهم هناك في الجنة كم نحن في الضفة نتألم ونحزن لهذه الحرب والإبادة الجماعية ".
وتؤكد ظاهر انها وكل أهل الضفة يشدون على أيادي أهالي قطاع غزة .. وتقول :"نحن كلنا فلسطينيون في مواجهة العدو الاسرائيلي همنا واحد وهدفنا واحد وجرحنا واحد ، كان الله بعونكم  وعوننا".
والله يا عمي من يوم الحرب على غزة واحنا ما بنشوف الا القنوات الي بتجيب الاحداث" بهذه الكلمات استهل ابو لياس صاحب مقهى شعبي في مدينة رام الله ، حين سألناه عن متابعة المواطنين للاحداث في قطاع غزة، ويضيف " لقد اصبح الحديث الدائم لرواد المقهى عن بطولات المقاومة في التصدي للاحتلال وايقاع الخسائر بصفوفهم رغم قلة الامكانيات والحصار المفروض، بالمقابل تخيم اجواء الحزن في لحظات عرض صور اشلاء الاطفال والبيوت المهدومة، ولم يقتصر الامر على المقهى فقط.
في رام الله لم تخلو المحال والسيارات وحتى أي زاوية في المدينة  من الاغاني التي تمجد المقاومة وتبعث الامل في نفوس المواطنين  الذين حفظوا كلماتها ورددوها، ليست رام الله وحدها بل كل المدن في الضفة لم تنم من صخب الاحتفالات لحظة اعلان " ابو عبيدة " الناطق باسم كتائب القسام الذراع المسلح لحركة حماس عن خطف الجندي الاسرائيلي.
وتبنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس الأحد الماضي اختطاف الجندي الإسرائيلي آرون ويحمل الرقم العسكري " 6092065"، عقب عملية في حي التفاح شرق مدينة غزة.
ودعت محافظة رام الله والبيرة وبلدياتها وكافة مؤسسات وفعاليات المدينة الى الغاء كافة مظاهر الفرح والزينة ل عيد الفطر ، اضافة لتنكيس الاعلام والتوشح بالسواد حدادا على اروحا شهداء غزة.
وفي ظل استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة تبقى عيون سكان الضفة الغربية متجه صوب القطاع لمتابعة ما ستخلفه الحرب على غزة وسط دعوات لاهالي القطاع والمقاومة بالثبات والصبر.

13
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد