بالفيديو والصور.. المثقفون والكتاب بغزة يطرحون رؤيتهم حول المصالحة

جانب من اللقاء

غزة /سوا/ نظم مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق ومؤسسة بيلست الوطنية للدراسات والإعلام، حلقة نقاش بعنوان " المصالحة الفلسطينية بين مسارات المقاومة والتسوية – رؤية الكتاب والمثقفين" في قاعة مركز الحوراني بغزة، بحضور نخبة من القيادات السياسية والكتاب والباحثين والوجهاء والمفكرين والأكاديميين والسياسيين.

وقال ناهض زقوت مدير عام المركز، إن "الانقسام الفلسطيني يعادل النكبة الفلسطينية، ويمكن أكثر، فإذا كانت النكبة قد هجرت شعبنا من وطنه وما زال هذا الشعب في المنافي والشتات، فالانقسام قسم الشعب الفلسطيني على كل المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية".

وأضاف :"أصبحنا شعبين أمام العالم، وهذه أسوء حالة نعيشها كفلسطينيين"، مشيرا إلى أن خطوات المصالحة وإنهاء حالة الانقسام أصبحت مثل صخرة سيزيف.

وتابع :"اعتقد أننا لسنا بحاجة إلى اتفاقيات جديدة، بل علينا الالتزام بما تم التوقيع عليه، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة دورها وصلاحياتها في قطاع غزة حينها تحل كل المشاكل التي نعاني منها في قطاع غزة".

بدوره، قال سهيل ترزي رئيس مؤسسة بيلست، إن "هذا الانقسام المدمر تجاوز الاتفاقيات الوطنية الجامعة بدء من وثيقة الأسرى وتفاهمات القاهرة".

واعتبر نرزي أن "الخروج من الانقسام يكون بالحوار على أساس برنامج وطني ديمقراطي موحد يعيد الاعتبار للمقاومة بمعناها الوطني الواسع ينخرط فيها كامل الشعب الفلسطيني، بعد إعادة هيكلة وبناء الخارطة السياسية الفلسطينية".

من جهته، أبدى الدكتور أحمد يوسف تفاؤله بجلسات المصالحة التي سوف تعقد في الدوحة، معللا ذلك بأنه لم يشعر أن ثمة خلافات داخل اطر حركة حماس حول مسألة التسوية أو المقاومة.

وقال يوسف إن "لديهم قناعات بأن قضية الكفاح المسلح مسألة  مهمة في هذا الصراع، وأنه لا يمكن أن يحل دون مقاومة، وإسرائيل لن تعطينا حقوقنا إذا بقينا عبر المفاوضات أو مناشدة المحافل الدولية"، مؤكدا أن هذه القضية من المسلمات وهي موجودة عند فتح وعند فصائل العمل الوطني التي انطلقت على فكرة الكفاح المسلح.

ولفت إلى أن "قراءتنا للتاريخ وتجارب الشعوب الأخرى أوصلتنا كإسلاميين إلى مسألة لم تكن في حساباتنا مسبقا، وهي المزاوجة بين العمل المسلح والعمل السياسي"، منوها إلى أنه "لا يوجد حل في هذا العالم بدون تسوية سياسية، وفي النهاية يصل الطرفين بعد مرحلة من الصراع إلى قناعة بأنهم سوف يجلسون للتفاوض، وقد تكون هناك أطراف دولية تلعب دورا لتسوية المسألة بينهم".

وأضاف يوسف إن "حماس أدركت اليوم رغم التضحيات والحروب التي خاضتها، أنها لم تستطع زحزحة خط الحدود، أو تستطيع التخفيف من معاناة الناس، لهذا أدركت أن السلاح وحده لا يكفي، وإمكانيات القوة وحدها لا تكفي، وفي النهاية سنصل إلى التفاوض والتسوية السياسية، ولكن من منطق القوة".

من جانبه، أكد المهندس عماد الفالوجي أن المصالحة قادمة، معبرا عن أمله بتحقيق المصالحة؛ لأنه لا بديل أمام الشعب الفلسطيني إلا المصالحة، متابعا إنه "لن تولد قوة ثالثة تستطيع أن تنهي القوتين الحاليتين".

ولفت الفالوجي إلى أنه لو ذهب الشعب الفلسطيني إلى الانتخابات فإن هاتين القوتين ستحصل على ما لا يقل عن 75% من الأصوات، رغم أن الكل ينتقدهما ويتهمهما.

وبين أن المشكلة تكمن في ثقافة المصالحة وفي تحديد مفهومها، متابعا إن "المطلوب ليس التراجع عن البرنامج الحزبي، بل علينا أن نقدم المصلحة العليا على المصلحة الحزبية، وهذه هي الثقافة المفقودة". وفقا له.

وأشار إلى أن "الانقسام والخلاف بين حركتي فتح وحماس لم يكن منذ عام 2007، بل ما قبل ذلك بسنوات كثيرة، منذ نشأة حماس في الانتفاضة الأولى عام 1987 والواقع السياسي بينهما في حالة صدام وصراع، وهنا تكمن جذور الانقسام".

وأكد الفالوجي أنه كان قبل أيام في الدوحة والتقى مع الوفدين هناك، وقال إن "ما استمع إليه منهم يعطينا الأمل بأننا لسنا فقط أمام تحقيق مصالحة شكلية، ولكننا أمام بناء مرحلة فلسطينية جديدة، لان الطرفين اقتنعا بعد كل هذه السنوات أن كل طرف لم يحقق برغم انجازاته التي يدعيها تقدما في المشروع الوطني".

وكشف المهندس عماد الفالوجي عن فحوى رسالة حملّه إياها عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق، وقيادة الحركة للرئيس محمود عباس ، والتي تضمنت اعترافاً صريحاً بأن الرئيس عباس رئيساً للكل الفلسطيني، ومهما كانت حماس حركة كبيرة، إلا أنها تبقى جزءا من شعب يرأسه عباس.

أما الكاتب الصحفي أكرم عطا الله، فأفاد أن "التمنيات ليس لها مكان في السياسة؛ لأن السياسة هي ابنة ممكنات القوة، وتوازن الأطراف هي التي تحدد إلى أين ستذهب الأمور".

وقال إن "البعض يتحدث عن المصالحة على اعتبار أن الفصيلين يجب أن يتفقوا، ولكن المسألة أصعب بكثير وليس لها علاقة بالنوايا أو بالضغوط الخارجية، إنما له علاقة بالواقع الجديد الذي نشأ في قطاع غزة بعيدا عن السلطة الوطنية الفلسطينية، وله علاقة بالبرنامج السياسي الذي تعتمده السلطة".

وطرح عطا الله مجموعة من التساؤلات لها علاقة بالمصالحة، هل يمكن أن تعود السلطة إلى قطاع غزة؟، هل يمكن لحكومة الوفاق أن تأتي إلى غزة في ظل ترسانة الأسلحة الموجودة؟، وهل ستلتزم حماس ببرنامج السلطة في حواراتها؟.

وأضاف :"في ظل هذا الواقع الذي نشأ على حركة حماس أن تسأل نفسها، وهذا السؤال وجهناه إلى قيادات الحركة، هل تعنون بالمصالحة عودة غزة لغلاف السلطة، وإجابة هذا السؤال هي التي يحدد هل هناك مصالحة أم لا؟".

وحول أسباب فشل حوارات المصالحة السابقة، اعتبر الكاتب عطا الله، "أنها فشلت؛ لأنهم كانوا يناقشون قضايا إدارية، كالمعابر والرواتب وما شابه ذلك، دون مناقشة البرنامج السياسي، لأن القضايا الإدارية هي انعكاس وليست جوهر، فحين يتم الاتفاق على البرنامج تلقائيا سيتم حل مشكلة الرواتب؛ لان السلطة مرتبطة بالتزام دولي".

وتابع إن المصالحة تكون بالشكل الآتي، "حل السلطة وحينها لا يبقى شيء نختلف عليه، أو أن تسلم حماس ببرنامج السلطة وهذا البرنامج لا يحتمل المقاومة لأنها خروج عن المنظومة الدولية".

 

'

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد